مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الهاء

          النُّون مع الهَاء
          1396- قوله: «نهى عن النُّهبةِ» [خ¦5516]، و«النُّهْبى» [خ¦2474] كلُّه اسمُ الانتهابِ، وهو أخذُ الجماعةِ الشَّيءَ اختطافاً على غيرِ / سويَّةٍ لكنْ بحسبِ السَّبقِ إليه، وقوله: «بنَهْبِ إبلٍ» [خ¦3133]؛ أي: غنيمةِ إبلٍ.
          وقوله: «أَتجعلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيد(1)»؛ أي: سَهْمي من الغنيمةِ وسَهْمَ فرَسي.
          1397- قوله: «ونهِثَتْ له النَّفسُ» كذا لهم، وعندَ النَّسفيِّ: «نهِثَت أو نفِهَتْ» على الشَّكِّ، والصَّوابُ: «نفِهَتْ» [خ¦1978]؛ أي: كَلَّتْ وأعيَتْ.
          1398- قولها: «إنِّي لأنهَجُ» [خ¦3894]؛ أي: أبهرُ؛ أي: يصيبُني البُهْرُ والرَّبوُ، وهو تصاعدُ النَّفَسِ وعلوَّه وتداركُه من الجريِ والتَّعبِ، ويقال: نهَجَ وأَنْهَجَ لغتان.
          وقوله: «جوادٌّ منهَجٌ»؛ أي: طرقٌ بيِّنةٌ واضحةٌ.
          1399- وقوله: «نهَدَ إليهم بقيَّةُ أهلِ الإسلامِ»؛ أي: نهَضوا وتقدَّموا.
          و«النِّهد» [خ¦47-3893] بكسرِ النُّونِ إخراجُ القومِ نفقتَهم وخلطُها عندَ المرافقةِ في سفرٍ؛ وتُسمَّى المخارجةَ، وفسَّرَه القابسيُّ بطعامِ الصُّلحِ بينَ القبائلِ، والأوَّلُ أعرفُ، وحكى بعضُهم فيه فتحَ النُّونِ.
          1400- قوله: «ما أنهرَ الدَّمَ» [خ¦2488]؛ أي: أسالَه بمرَّةٍ، وصبَّه كصبِّ النَّهرِ، كذا الرِّوايةُ في الأمَّهاتِ، ووقعَ للأصيليِّ: «نهرَ الدَّمَ» وليس بشيءٍ، والصَّوابُ ما لغيرِه.
          وجاء في «بابِ إذا ندَّ بعيرٌ»: «أنهَر أو نَهرَ» [خ¦5544] على الشَّكِّ.
          1401- و«مناهَزةُ الحُلْمِ» [خ¦76] مقاربتُه.
          وقوله: «لا يَنهَزُه إلَّا الصَّلاةُ» [خ¦2119]؛ أي: لا يُنْهِضُه، نهَزْتُ الشَّيءَ: دفعتُه، ونهَزَ الرَّجلُ: نهَضَ، وضبطَه بعضهم(2) بضمِّ الياءِ، وهو خطأٌ، قلتُ(3) : هي لغةٌ.
          1402- وقوله: «إلَّا أن تُنتَهَكَ [حُرمةُ الله فينتَقِمَ]» [خ¦3560] الانتِهاكُ الاستِباحةُ بما لا يحِلُّ بنوعٍ من الاستِهزاءِ وقلَّةِ المبالاةِ.
          و«نَهِكَتْهم الحربُ» [خ¦2731] أثَّرَتْ فيهم ونالَتْ منهم فأضعفَتْهم، ونَهِكَ الرَّجلَ المرضُ: أضعفَه وذهبَ بلحمِه.
          وفي كتاب «الفصيح»: وأنهَكَه السَّيرُ، وردَّه عليُّ بنُ حمزةَ، وقال: إنَّما يقالُ: نَهِكَه.
          1403- وقوله: «إذا قضى أحدُكم نَهْمَتَه» [خ¦3001]؛ أي: شَهْوتَه و رغبتَه.
          1404- و«مُناهَضةُ الحُصون» [خ¦12/4-1498] منازلتُها، ونهوضُ النَّاسِ إلى قتالِها، وقيل: مناهضتُها قهْرُها وغلَبَتُها، والنَّهْضُ الضَّيْمُ، ومنه قوله(4) :
أما ترى الحَجَّاجَ يأبى النَّهضا /
          1405- وقوله: «فنهَسَ نَهْسةً» [خ¦3340] بالسِّينِ والشِّينِ، وبالمهمَلةِ للأصيليِّ، ومعناهما واحدٌ، وقيل بالمهمَلة: الأخذُ بأطرافِ الأسنانِ، وبالمعجَمةِ: بالأضراسِ، وقال الخَطَّابيُّ: بالعكسِ، وقال ثعلبٌ: النَّهْسُ: سرعةُ الأكلِ.
          و«مَنهوشَ العَقِبِ» بسينٍ مهمَلةٍ ومعجَمةٍ؛ أي: قليلَ لحمِ العقِبَين، وقيل: [بل] هو بالمُعجَمةِ؛ ناتئُ العَقِبَين مفروقُهما، وفسَّرَ في الحديثِ شعبةُ المهمَلةَ: «قال: قليلُ لحمِ العَقِبِ».
          و«النُّهَس» طائرٌ يُشبِهُ الصُّرَدَ، يُديمُ تحريكَ ذنبِه، يصطادُ العَصافيرَ.
          1406- و«المَنهلُ» كلُّ ماءٌ ترِدُه على الطَّريقِ، وكلُّ ماءٍ [كان] على غيرِ طريقٍ لا يُسمَّى مَنهَلاً.
          1407- قوله: «التَّقيُّ ذو نُهْيةٍ» [خ¦60/48-5273] الرِّوايةُ بضمِّ النُّونِ، وقد يقالُ بفتحِها، وهو العقلُ؛ لأنَّه يَنْهى صاحبَه عن المقابحِ، ويقالُ فيه: «ذو نَهايةٍ» حكاه ثابتٌ، وقد تكونُ النُّهيةُ من النَّهيِ، يعني: الفِعلةَ الواحدةَ منه، والنَّهيةُ بالفتحِ: واحد النَّهيِ، مثل تمرةٍ وتمرٍ؛ أي: إنَّ له من نفسِه في كلِّ حالٍ زاجرٌ ينهاه، كما يقال: التَّقيُّ مُلجَمٌ، يقال: نهَوتُه ونهَيتُه، والنِّهايةُ: الغايةُ حيثُ ينتهي الشَّيءُ ويقِفُ، كأنَّه امتنعَ عندَها من الزِّيادة.
          و{سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم:14] ينتهي إليها عِلْمُ الخَلْقِ؛ أي: ما وراءَها من الغيبِ الذي لا يطَّلِعُ عليه ملَكٌ ولا غيرُه، وقيل: إليها يُنتهى فلا تُتجاوَزُ، يريدُ الملائكةَ والرُّسُلَ، وقيل: إليها تنتَهي الجنَّةُ في العُلوِّ.
          {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} [النجم:42]؛ أي: عندَه تقِفُ العقولُ والأفكارُ، وكلُّ شيءٍ منه وإليه يُنتَهى ويُضافُ، وهو خالقُه، ثمَّ انقطعَ الكلامُ بعدُ فلا يُضافُ إلى شيءٍ، ولا يقالُ بعدَه شيءٌ.
          وقوله: «فتناهَى ابنُ صيَّادٍ» [خ¦2638] قيل: كثُرَ استعمالُ الانتهاءِ في تَرْكِ ما يُكرَهُ، حتَّى وُضِعَ موضِعَ الفهْمِ والعقلِ، كأنَّ معناه عندَه تنبَّهَ، وقد يكونُ معناه: تفاعلَ من النَّهيِ، وهو العقلُ؛ أي: رجعَ إليه عقلُه وتنبَّهَ من غفلَتِه، وقد يكونُ على ظاهرِه؛ أي: انتهى عن زمزمَتِه وتركَها.
          وقوله في السَّقط: «فلا ينتَهي أو يتَناها حتَّى يُدخِلَه الجنَّةَ»؛ / أي: ما يتناهى أخذُه بأبيهِ وتعلُّقُه به، وقوله تعالى: {لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:79]؛ أي: لا ينهى بعضُهم بعضاً.
          وقوله في فضلِ عمرَ: «حتَّى انتهى» [خ¦3687] قيل: ماتَ على تلكَ الحالِ، وقد يكونُ من انتهى غايةَ الفضْلِ وفيما مدَحَه به.


[1] (العُبَيد) اسم فرسه كما في «شرح النووي على مسلم»: 7/155.
[2] في (ن): (الأصيلي).
[3] في «المشارق»: (وقيل).
[4] رجز نسب في «تهذيب اللغة» ░2/275▒ إلى رؤبة بن العجاج، وليس في ديوانه، ونسب في «فرحة الأديب»░178▒ إلى والده العجاج، وهو فيه وفي «ديوانه» ░1/138▒ بلفظ:
~فوجدوا الحجاج يأبى الهضَّا