مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع العين

          النُّون مع العَين
          1342- النَّعتُ: الوَصفُ، وقوله: «فتنعَتَها لزوجِها» [خ¦5240]؛ أي: تصِفُها له.
          1343- وقوله: «في طَهوره ونعَلِه» بفتحِ العين قيَّدناه عن بعضِ مُتقِني شيوخِنا، اسمُ الفعلِ، كما جاء في الحديثِ الآخرِ: [«وتنعُّلِه» [خ¦168]]، وكذا رواه الباجيُّ عن ابنِ ماهانَ.
          وعندَ السَّمَرْقنديِّ: «ونِعلَته(1)»، وهو بمعناه؛ أي: هيئة تنعُّلِه، يقال: نعلتُ نَعَلاً إذا لبسْتَ النَّعْلَ.
          وقوله: «إنَّ غسَّانَ تُنعِلُ لنا الخيلَ» [خ¦5191]؛ أي: تجعلُ لها نِعالاً، بضمِّ التَّاءِ، وكذلك أنعَلْتُ السَّيفَ، ولا يقالُ عندَ أكثرِهم: نَعِلَ، وقد قيل فيهما: نعَلٌ أيضاً.
          وقوله: «ليُنعِلْهما جميعاً» [خ¦5856]؛ أي: ليجعَلْ ذلك في رِجلَيه.
          وقوله: «ينتَعِلونَ الشَّعَرَ» [خ¦3592] ظاهرُه أنَّ نِعالَهم من ضفائرِ الشَّعَرِ، أو من جُلُودٍ مُشْعِرةٍ نَيَّةٍ غيرِ مدبوغةٍ، و يحتمِلُ أن يريدَ كمالَ شعورِهم ووفورَها حتَّى يطؤوها بأقدامِهم، أو يقاربُ ذلك منها الأرضَ.
          1344- وقوله: «حُمْر النَّعَم» [خ¦923] هي أفضلُ الإبِلِ، والنَّعَم: الإبلُ خاصَّةً، فإذا قيل: الأنعام، دخلَتْ معَها البقرُ والغَنمُ، وقيل: هما لفظانِ بمعنًى واحدٍ على الجميعِ.
          وقوله: «ونَعَماً ثَريَّاً» [خ¦5189]؛ أي: إبلاً كثيرةً، ورواه بعضُهم بكسْرِ النُّونِ، جمعُ نِعمةٍ، والأوَّلُ أشهرُ.
          وقوله: «فبِها ونِعمَتْ» بالتَّاءِ السَّاكنةِ في الوصلِ والوقفِ؛ أي: بالسُّنَّةِ آخذاً وبالرُّخصةِ، ونِعْمتِ الخَصْلةُ أو الفِعلةُ الوضوءُ، ثمَّ حُذِفَ لدلالةِ الكلامِ عليه.
          وقد قيل في غيرِ هذا الحديثِ: «ونَعِمْتَ» / عندَ المخاطبةِ بالنِّعمةِ، قال ثعلبٌ: والعامَّةُ تقولُ: ونِعْمَه بالهاءِ في الوقفِ، وإنَّما هي بالتَّاء.
          قال ابن دَرَسْتُوْيَه: ينبغي أن تكونَ التَّاءُ عندَه خطأً، والهاءُ صواباً؛ لأنَّ الكوفيِّينَ يزعُمونَ: أنَّ (نِعْمَ وبئسَ) اسمان من الأسماءِ تدخلُ فيها الهاءُ بدَلاً من التَّاءِ، والبَصريُّون يجعلونَهما فعلَين ماضيَين، والأفعالُ تليها تاءُ التَّأنيثِ ولا تلحقُها الهاءُ.
          قال القاضي: بالتَّاءِ قيَّدْنا هذا الحرفَ هنا وفي الحديثِ الذي بعدَه، قال الباجيُّ: وبالهاءِ وجدتُه في أكثرِ النُّسَخِ، وهو الصَّوابُ على مذهبِ الكوفيِّين، وبالتَّاءِ على مذهبِ البَصريِّين.
          وقوله: «نِعْمَتِ البدعةُ هذه» يريد الثَّناءَ عليها، من نَعِـم الشَّيءُ بكسرِ العينِ وفتحِها إذا حسُنَ، والنِّعمةُ كلُّ ما يُتنعَّمُ به، قال الخليلُ: وأصلُ النِّعمةِ الخفضُ والدَّعةُ، نَعِمَ الرَّجلُ وأنعَم صارَ إلى نعمةٍ.
          ومنه قوله: «ونِعْمَ ما لأحدِكم» [خ¦2549]، كذا، وهي ضدُّ بئسَ؛ أي: حَسُنَ، والنِّعمةُ أيضاً كلُّ ما أنعمَ الله به على عبادِه.
          و«مولى النِّعمةِ» المُعْتِقُ، وفي لغةِ هُذَيلٍ: «نِعِم» بكسرِ النُّونِ والعينِ، قال سيبويه: وعلى هذه اللُّغةِ جاء قولُه تعالى: {فَنِعِمَّا هِيَ}[البقرة:271] كسَرَ النُّونَ لكسْرِه العينَ، وسكَّنَها في اللُّغةِ الثَّالثةِ استِخفافاً، وفيها لغةٌ رابعةٌ: نَعِمَ، مثلُ سَمِعَ.
          وقوله: «فأنعمَ بها أَنْ يُبرِدَ»؛ أي: بالغَ في ذلك وأحسَنَ.
          وقوله: «فلم أُنعِمْ أن أصدِّقَها» [خ¦6366]؛ أي: لم تطِبْ نفسي بذلك، والنُّعمى النِّعمة، و كذلك «النَّعْماء».
          وفي حديثِ موسى: «وأيَّامُ الله نَعماؤه وبلاؤه».
          وقوله: «ولا نُنعِمُكَ عَيناً» [خ¦3115]، و«لا نعْمَةَ(2) عينٍ»؛ أي: لا تَقِرُّ عينُكَ بذلك، والنُّعمةُ والنَّعمةُ: بالضَّمِّ والفتحِ: المسَرَّةُ، يقال: أنعَمَ الله بك عيناً، ونِعمَ الله بك عيناً؛ أي: أقرَّ بك عينَ مَنْ يُحبُّكَ، وأنكرَ بعضُهم: نِعمَ الله بك عيناً؛ لأنَّ الله لا يَنعَمُ، يريدُ نعمةَ المخلوقينَ، فإذا تُأوَّل على موافقةِ مرادِ الله صحَّ لفظاً ومعنًى، ويقال: نُعمةُ عينٍ، [ونَعمةُ عينٍ، ونُعمى عينٍ، ونُعامُ عينٍ]، ونُعْمُ عينٍ؛ أي: مسرَّتُها وقُرَّتُها، والنَّعمة بالفتح التَّنعُّمُ(3)، وبالكسرِ اسمُ ما أنعمَ الله به.
          وقوله في حديثِ إبليسَ وسراياه: «نِعْمَ أنتَ»؛ أي: / صدقْتَ وفعلْتَ ما يوافقُني، وجئتَ بالمرغوبِ والطَّامَّةِ العظيمةِ، ثم حُذِف اختصاراً.
          وقوله: «قال: نَعَم» جرى ذلك في بعضِ الأحاديثِ، وهو من كلام الشَّيخِ المقروءِ عليه إذا قرَّر في أوَّلِ الإسنادِ: أي: هو كما قلتَ، وهذا يسمِّيه أهلُ الحديثِ الإقرارَ، وربَّما قال: بدلاً من «نَعَمْ» «فأقرَّ به».
          وقد تأتي «نعَمْ» بمعنى التَّصديقِ والعِدَّةِ، وقد يقال فيها: «نَعِم» أيضاً، وهي لغةُ كِنانةَ وأشياخِ قريشٍ، وبها قرأ الكِسائيُّ.
          1345- وقوله: «ينعِقان بغنمِهما» [خ¦1874]؛ أي: يصيحانِ بها.
          1346- وقوله: «ننعَشُه»؛ أي: نقيمُه ونرفعُه لشدَّةِ ضَعفِه، ونَعضُدُه ونشهَدُ له بقصَّتِه، يقال: نعَشَه الله؛ أي: رفَعَه، وانتعَشَ العَليلُ: أفاقَ، ونعَشَه: جبَرَه، وأنعَشَه لغةٌ قليلةٌ أنكرَها يعقوبُ، وحكاها أبو عُبيدٍ.
          وفي كتابِ مسلمٍ في حديثِ ابنِ خَطَلٍ: «فقال: اقتُلوه، فقال: نعَمْ، قال: يريدُ عنْه، فقال مالكٌ: نعَمْ»، كذا في بعضِ الرِّواياتِ مفسَّراً، ولم يكُنْ في كتُبِ أكثرِ شيوخِنا، ومنه في الفِتَنِ في البُخاريِّ: «مرَّ رجلٌ بسِهامٍ في المسجدِ، فقال له رسولُ الله صلعم: أمسِكْ بنِصالِها، قال: نعَم» [خ¦7073] قائلُ ذلك عمرُو بن دينارٍ لسُفْيانَ.
          1347- قوله: «نعى للنَّاسِ النَّجاشيَّ» [خ¦1245]؛ أي: أخبرَ بموتِه، ويقال: نعى ينعَى نعْياً، ونعَيتُ له الميِّتَ و نعَيتُه له.
          وقوله: «ينعَى عليَّ قتلَ رجلٍ» [خ¦2827]؛ أي: يعيبُه به، وقيل: يوبِّخُه به، وقيل: يشْهَرُه به ويظهِرُه.
          وقوله: «نَعيُّ أبي سفيانَ» [خ¦1280] بإسكانِ العينِ وبكسرِها، وشدِّ الياءِ، وهو اسمُ نداءِ الرَّجلِ الذي يأتي بالنَّعي، وهو أيضاً اسمُ الميِّتِ، ومنه: قامَ النَّعيُّ فأسْمعا.
          وقوله: «نعايا أبي رافِعٍ» [خ¦3022] جمعُ نَعِيٍّ مثلُ: صَفِيٍّ؛ أي: أصواتُ المنادينَ بنعيِه، من الرِّجالِ والنِّساءِ، وقد يحتملُ أن تكونَ هذه الكلمةُ كما جاء في الخبرِ الآخَرِ في حديثِ شدَّادِ بن أوسٍ: «يا نعايا العربِ»، كذا في الحديثِ، قال الأصمعيُّ: إنَّما هو يا نعاءَ العربِ؛ أي: يا هؤلاءِ، أو يا هذا انعِ العربَ، فهو من النَّعي بمَنزلةِ دَراكِ(4). /


[1] في (س): (نعلة).
[2] بفتح النون وضمِّها.
[3] في (ن): (التنعيم).
[4] في بعض الأصول (ذلك ).