مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الواو

          النُّون مع الوَاو
          1408- قوله في الخيلِ: «ونِواءً لأهلِ الإسلامِ» [خ¦2371]؛ أي: معاداةً، ناوأْتُه مناوأةً ونِواءً، وأصلُه من نُؤتُ إليه، وناءَ إليكَ؛ أي: نهضَ متثاقِلاً(1)، ومنه [قوله] : {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص:76].
          و«ذهبَ لينوءَ فأُغميَ عليه» [خ¦687]، و«لتنوءَ بها»، و«ناءَ بصَدْرِه» [خ¦3470] وكلُّ ذلك بمعنى نهَض، ورواه الدَّاوديُّ: «ونَوًى لأهلِ الإسلامِ» بفتحِ النُّونِ، وتنوينِ الواوِ، وهو وهمٌ.
          وقوله: «لا نَوءَ» هو عندَ العربِ سقوطُ نجمٍ وطلوعُ نظيرِه من الفجرِ، أحدُهما في المغربِ، والآخرُ في المشرقِ من الثَّمانيةِ والعشرينَ المنازلِ كانوا يعتقِدونَ أنَّه لا بُدَّ عندَ ذلك من مطرٍ أو ريحٍ، فمنهم مَنْ يجعلُه للطَّالعِ؛ لأنَّه ناءَ، ومنهم من ينسِبُه للغاربِ، فنفى النَّبيُّ صلعم صحَّةَ ذلك، ونهى عنه وكفَّرَ معتقِدَه إذا اعتقدَ أنَّ النَّجمَ فاعلُ ذلك، وأمَّا مَنْ جعلَه دليلاً فهو جاهلٌ بمعنى الدَّلالةِ، وأمَّا من أسندَ ذلك إلى العادةِ التي يجوزُ انخِرامُها فقد كرِهَه قومٌ، وجوَّزَه آخرون، ومنهم مَنْ تأوَّلَ الكفرَ كفرَ نِعمةِ لله.
          1409- قوله: «من نابَه شيءٌ في صلاتِه» [خ¦1218]؛ أي: نزلَ به واعترَاه.
          وقوله: «لنوائبِه»؛ أي: لحوائجِه التي تعروه وتنزِلُ به.
          و«ينتابون الجمعةَ» [خ¦902]؛ أي: يأتونَها من بُعدٍ ليسَ بالكثيرِ، والنَّوَبُ البُعْدُ، وقيل: القُرْبُ، ويقالُ لكلِّ وقتٍ يتكرَّرُ فيه فعلٌ.
          قوله: «فكانت نَوبَتي» [خ¦3100]؛ أي: وقتي / الذي يعودُ إليَّ فيه ما تَناوبْناه، ومنه: «تناوبَ النُّزولَ» [خ¦2468] وقد فسَّرَه عمرُ بأنَّه ينزِلُ هو وقتاً وينزِلُ جارُه وقتاً.
          وقوله: «وإليكَ أنبْتُ» [خ¦1120]؛ أي: رجعْتُ ومِلْتُ، والإنابةُ بمعنى التَّوبةِ والرُّجوعِ.
          1410- و«النَّوحُ» [خ¦23/45-2061]، و«النِّياحةُ» [خ¦4892] : اجتماعُ النِّساءِ للبكاءِ على الميِّتِ متقابلاتٍ، والتَّناوحُ: التَّقابلُ، ثمَّ استُعمِلَ في صفةِ بُكائهنَّ، بصوتٍ ورنَّةٍ ونُدْبةٍ.
          1411- قوله: «الله نور»؛ أي: ذو نورٍ؛ أي: خالقُ النُّورِ، وقيل: منوِّرُ الدُّنيا بأنوارِ الفَلَكِ، وقيل: منوِّرُ قلوبِ عبادِه بالهدايةِ والمعرفةِ، وقد تقدَّمَ: «نورٌ أنَّى أَراه»، ولا يجوزُ أن يُعتقَدَ أنَّ النُّورَ صفةُ ذاتٍ، ولا أنَّه نورٌ بمعنى الجسمِ المشرقِ المنيرِ، فإنَّ تلك صفاتُ الحدوثِ.
          وقوله: «وخَلَقَ النُّورَ يومَ الأربِعاءِ» كذا في مسلمٍ، وكذا في كتابِ الحاكمِ، وفي كتابِ ثابتٍ: «وخلق النُّونَ» يعني: الذي عليه الأرضُ، وفي روايةٍ أخرى عندَه: «البحورَ».
          وقوله: «اجعَلْ في قلبي نوراً...» إلى آخرِه [خ¦6316]؛ أي: هدايةً وبياناً وضياءً للحقِّ، ويحتملُ أن يريدَ الرِّزقَ الحلالَ؛ حتَّى تقوى به هذه الأعضاءُ المذكورةُ للطَّاعةِ.
          وقوله: «فنوَّر بالصُّبحِ»؛ أي: أسفرَ، وقد ظهرَ نورُ الشَّمسِ؛ يعني: الإسفارَ الذي قبلَ طلوعِ قُرْصِها.
          و«منارُ الأرضِ» أعلامُها وحدودُها فيما بين أرضَيْ المُلَّاكِ، ومنارُ الحَرَمِ: حدودُه وأعلامُه. و«نائرةٌ» عداوةٌ، وفي الأذان: «أن ينوِّروا ناراً» [خ¦378]؛ أي: يُظهِروا نورَها.
          1412- و«نياطُ القلبِ» [خ¦65-7249] عِرْقٌ معلَّقٌ به الصُّلبُ(2)، وكذلك مَناطُه، أصلُه الواو.
          1413- قوله: «بغَير نَولٍ» [خ¦122]؛ أي: جُعْلٍ، وأصلُه العطاءُ.
          وقوله: «مع ما نالَ من أجرٍ» [خ¦36]؛ أي: أصابَ وأدرَكَ.
          وقوله: «أمَا نالَ للرَّجلِ أن يعرِفَ منزِلَه» [خ¦3861]؛ أي: ما حان، ونالَ الرَّحيلُ حانَ، ويكونُ نالَ بمعنى حقَّ، وما نولُكَ أن تفعلَ كذا؛ أي: ما حقُّكَ [أن تفعلَ كذا]، والاسمُ النَّوْلُ، وقد جاء مهموزاً: أمَا نألَ لك(3)؛ أي: وجبَ، ويقالُ أيضاً: نالَ لك؛ أي: حانَ، مثل: أنَّى لك، وآن لك، وأنكرَ / ابنُ مكِّيٍّ: نالَ لك، وقال صوابُه: أنالَك، ولم يفعل شيئاً، وقد ذَكَرَه غيرُ واحدٍ: نالَ بمعنى حانَ، وقد ذكرَ ذلك الهَرويُّ، وجاء في هذا الحديثِ من غيرِ خلافٍ، إلَّا أنَّ ابنَ القُوطيَّةِ ذكرَ أنالَ فقط.
          وقوله: «تناولتُ عُنقوداً» [خ¦748]؛ أي: مدَدْتُ يدي إليه، والمناولةُ مدُّكَ يدَكَ بالشَّيءِ إلى غيرِكَ، وكأنَّه من النَّولِ؛ وهو [العطاءُ و] الإعطاءُ.
          وقوله: «أهوَيتُ لأناوِلَهم بيدي» [خ¦7049]؛ أي: مددْتُ يدي لأسقيَهم، والتَّناولُ طلبُ النَّولِ واستِدعاؤه.
          1414- قوله: «فإذا لقيتُموهم فأنِيْمُوهم»؛ أي: اقتُلوهم، يقال: نامَتِ الشَّاةُ وغيرُها؛ ماتَتْ.
          1415- وقوله: «ذبحَ الخمرَ النِّينانُ والشَّمسُ» [خ¦72/12-8175] جمعُ نونٍ، مثل حيتانٍ، يريدُ صُنْعَ المُرِيِّ منها بإلقاءِ الحيتانِ فيها للشَّمسِ مدَّةً حتَّى تنقلِبَ مُرِيَّاً، كما تنقلِبُ خلَّاً، شبَّه تخليلَها بذلك بالذَّبحِ للذَّكاةِ، وقد اختُلِفَ فيما عولِجَ منها حتَّى زالَتْ عنه الشِّدَّةُ المطربةُ.
          وقوله: «زيادةُ كبِدِ النُّونِ» يعني: الحوتَ، فسَّره في الحديثِ.
          1416- وقولها: «أَناسَ من حُليِّ أُذُنَيَّ» [خ¦5189]؛ أي: ملأَها حُليَّاً ينوسُ؛ أي: يتعلَّقُ فيضطرِبُ.
          وقوله: «ونَوساتُها تنطِفُ» [خ¦4108] قد ذُكِرَ في النُّون مع السِّين؛ وهي القُرونُ والذَّوائبُ؛ أي: تقطُرُ بالماءِ، ويُروى: «نوَّاساتُها» مشدَّدةَ الواوِ، وسُمِّيَتْ بذلك لتعلُّقِها وتذبذُبِها، والنَّوسُ الحركةُ والاضطِرابُ، ومنه قولُه: «أَناسَ من حُليِّ أذنيَّ» كما تقدَّم.
          1417- وقوله: «وكانت ناقةً منوَّقةً»؛ أي: مذلَّلةً كما قد جاء مفسَّراً، وقد ذكرَ الحربيُّ أنَّ بعضَهم صحَّفَه، «متوَّقةً» بالتَّاءِ.
          1418- قوله: «زِنةَ نَواةٍ من ذهبٍ» [خ¦2048] هي خمسةُ دراهمَ، وقيل: هو اسمٌ لما زِنتُه خمسةُ دراهمَ، [يقال له: نواةٌ]، كما يقالُ للعشرينَ: نَشٌّ، وللأربعينَ: أُوقيةٌ، وقيل: كانتْ قدْرَ نواةٍ من ذهبٍ قيمتُها خمسةُ دراهمَ.
          وقوله: «تنتَوي»؛ أي: تتحوَّلُ وتنتقلُ.
          وقوله: «ولكنْ جهادٌ ونيَّةٌ» / [خ¦1834]؛ أي: نيَّةٌ في الجهادِ متى أمكنَه ونَشِطَ له.


[1] في (س): (مقاتلاً).
[2] في (ن): (عرق معلق منه)، وكذلك كان في (س)، ثمّ غيّره كما أثبته.
[3] في (ن): (مهموزاً؛ أي: ما نألك).