مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع الشين

          الحاء مع الشِّين
          534- قوله: «احشِدوا... فحَشَدوا»؛ أي: اجتَمِعوا فاجتَمعوا، والحَشْدُ الجمْعُ.
          535- و«الحَشرُ» مِثلُه، إلَّا أنَّه مع سَوْقٍ.
          وقوله في نارِ عَدَن: «تَطرُدُ النَّاسَ إلى مَحشَرِهم» يريدُ الشَّامَ، وقيل في قوله تعالى: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}[الحشر:2]: حَشْرُ بني النَّضير، قال الأزهريُّ: هو أوَّلُ حَشرٍ إلى الشَّام، ثمَّ الثَّاني حَشرُ النَّاس إليها يومَ القِيامةِ، وفي الحديثِ: «يُحشَر النَّاسُ على ثلاثِ طرائقَ...» الحديثَ [خ¦6522]، و«تَحشُرُ بقيَّتَهم النَّارُ» [خ¦6522] كلُّه بمعنَى الجمعِ والسَّوْقِ، وقيل في هذا أنَّه من الجلاءِ، كبني النَّضِيرِ.
          ومن أسمائِه صلعم: «الحاشِرُ» [خ¦3532]، وفسَّره أنَّه يُحشَر النَّاسُ على قدَمِه، معناه: على عَهدِه وزَمنِه؛ أي: ليس بينَه وبين الحَشر نبيٌّ، وقيل: يُحشَر النَّاسُ أمامِي؛ أي: يجتَمعون إليَّ يومَ القيامةِ، / وقيل: بعدي؛ أي: ليس ورائِي إلَّا القِيامةُ، وقيل: بعدي؛ أي: أنِّي أوَّلُ مَن يُبعَث، وأوَّلُ مَن تنشَقُّ عنه الأرضُ.
          و«حَشَراتُ الأرضِ» هوامُّها، وقال السُّلميُّ: حشَراتُها نباتُها، وقال الهجَريُّ(1) : ما أكَل من أجْنَاءِ الشَّجرِ، وقال الخطَّابيُّ وثابتٌ: صِغارُ حيوانِها ودوابِّها، كالضِّبابِ واليَرابِيع ونحوِها.
          و«حَشْرَجَة الصَّدر» تردُّد النَّفس فيه عندَ الموت.
          536- قوله: «فحَشَّ ولدُها» بفتحِ الحاء؛ أي: يَبِس، وضبَطه بعضُهم بضمِّ الحاء، والفتحُ أصوبُ، يقال: حَشَّ هو وأحشَّتْ أمُّه إذا يبِس ابنُها في بَطنِها.
          قوله: «يَحتَشُّ... لدابَّته»؛ أي: يَجمَع لها الحشيشَ.
          قوله: «وعنده نارٌ يَحُشُّها» [خ¦7047]؛ أي: يُلْهِبها، يقال: حشَّها وأحشَّها وأحمَشَها، يقال: مِحَشُّ نارٍ، ومِحَشُّ حربٍ، والمِحَشُّ عودٌ تُحرَّك به النَّارُ لتتَّقِد وتلْتَهِب.
          قوله: «تأكلُ من حَشيشِ الأرضِ» [خ¦3318] هو اليابِسُ من نَباتِها، ومِثلُه: «لا يُخْتَلى حشيشُها(2)».
          537- قوله في التَّمرِ: «الحَشَف» [خ¦5411] هو ردِيئُه وما يَبِس منه قبلَ نُضجِه ممَّا لا طَعمَ له.
          قوله: «فوجَدتُ إحداهنَّ حَشَفَة» [خ¦5411] بفتحِ الشِّين، واحدةُ الحشَفِ، وقيل: معناه صُلبةٌ، وهذا إنَّما يصِحُّ على تسكينِ الشِّين، والمتَحَشِّفُ المتَقبِّضُ المتَيبِّسُ.
          قوله: «قَطعَ حَشَفَته» هي رأسُ الذَّكرِ.
          قوله: «فأتَيتُه في حشٍّ» هو البُستانُ، بفتحِ الحاء وضمِّها وكسرِها، وبه سُمِّي الخَلاء حَشَّاً؛ لأنَّهم كانوا يَقضُون حوائجَهم في البَساتينِ يستَتِرون بمُجتَمعِ النَّخلِ.
          538- قوله: «ما لكِ... حَشْيَا رَابيَةً»؛ أي: أصاب البُهرُ _وهو الرَّبوُ_ حشاكِ، والحشا مفتوحُ الأوَّلِ مقصورٌ هو البُهرُ نفسُه، يقال: امرأةٌ حَشيا وحَشِيةٌ، ورجلٌ حشَيان وحَشٍ.
          539- قوله: «ولا يَنحاشُ مِن مُؤمنِها».
          ويُروَى: «يَتَحاشَى»؛ أي: لا يتَنحَّى ويتَورَّع ولا يُبالي، يقال: حشَى لله، وحاشَى لله؛ أي: معاذَ الله، وهو من حاشَيتُ فلاناً وحَشَيتُه؛ أي: نحَّيتُه، قال ابنُ الأنباريِّ: معنى (حاشَى) في كلامِ / العرب أعْزِلُ فلاناً وأُنحِّيه، قال: ويقال: حاشَ لفُلانٍ، وحَشَى فلانٌ.
          و«حَواشي أموالِهم» [خ¦3700] صغارُها وأدانيها، وهو حشوُها أيضاً.
          و«شَمْلةٌ فيها حاشِيتُها» [خ¦6036] حاشيةُ الثَّوب طرَفُه، وقد تكون الحاشيةُ هنا العَلَم، أو تكون عبارةً عن جِدَّتها، وأنَّ حَاشِيتَها التي سُدِّيتْ به لم يُفصَل منها بعدُ لجِدَّتها، أو يكون من المَقلوبِ كما في الحديثِ الآخرِ: «مَنْسوجٌ في حَاشِيتِها» [خ¦2093]؛ أي: لها عَلَمٌ وهي صفةُ البُردةِ والشَّملةِ.


[1] في (ن): (الهروي)، وفي «المشارق»: (الحَرْبي).
[2] لفظ البخاري ░1349▒ ومسلم ░1353▒: (لا يُختَلى خَلاها).