مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع النون

          الحاء مع النُّون /
          492- قوله: «كأنَّها نُقاعَةُ الحِنَّاءِ» [خ¦5763] ممدودٌ، قيل: هو جمعُ حِنَّاءةٍ، ويقال: حَنَّأْتُ رأسي بالحِنَّاء، فهو مَهموزٌ.
          493- قوله: «لم يبلُغُوا الحِنثَ» [خ¦102]؛ أي: الإثمَ؛ أي: ماتُوا قبلَ بلُوغِهم سِنَّ التَّكليفِ فتُكتَبُ عليهم الآثامُ، وذكَر الدَّاوُديُّ أنَّه يُروَى: «لم يبلُغُوا الخبَثَ»؛ أي: فِعلَ المعاصِي، وهذا لا يُعلَم.
          قوله: «فيتَحنَّثُ فِيه» [خ¦3] فسَّره في البُخاريِّ: «وهو التَّعبُّد»، وهو التَّبرُّر، ومعناه يطْرَحُ الإثمَ عن نَفسِه بفِعلِ ما يُخرِجه عنه من البِرِّ، ومنه قولُ حَكيمٍ: «أشياءَ كنتُ أَتحنَّثُ». [خ¦1436]
          وفي روَايةٍ: «كنتُ أَتبرَّرُ بها» [خ¦2538]؛ أي: أطلُب البِرَّ بها وطَرْحَ الإثمِ.
          قولُ عائشةَ ♦: «ولا أتحنَّثُ إلى نَذْري» [خ¦6073]؛ أي: أكتَسِب الحِنثَ، وهو الذَّنبُ، وهذا بعكسِ ما تقدَّم.
          494- «نهيُه صلعم عن الحَنتمِ» [خ¦53] فسَّره أبو هريرةَ بأنَّه: «الجِرارُ الخُضْرُ»، وقيل: الأبيضُ، وقيل: الأبيضُ والأخضَرُ، وقيل: هو ما طُلِي بالحَنْتَمِ المَعمولِ من الزُّجاجِ وغيرِه، وقيل: هو الفَخَّارُ كلُّه، وقيل: «الخُضْرُ» في تَفسيرِ أبي هريرةَ هي: السُّودُ بالزِّفتِ، قال الحربيُّ: هي جِرارٌ مُزَفَّتَةٌ، وقيل: هي جِرارٌ يُحمَل فيها الخَمرُ من مصرَ أو الشَّام، وقيل: هي جِرارٌ مُضَرَّاةٌ بالخمرِ، وقيل: هي جِرارٌ تعمل من طينٍ قد عُجِن بشَعرٍ ودمٍ، وهو قولُ عطاءٍ، فنهَى عنها لنَجاستِها.
          وقوله: «الحَنتَم المَزادَةُ المَجْبوبةُ» وقد تقدَّم الكلامُ فيه.
          495- و«الضَّبُّ المَحنُوذ» [خ¦5537] المشوِيُّ كما جاء في بعضِ الأحاديث: «بضَبَّين مَشْويَّينِ»، ومثلُه: {بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود:69]، وقيل: على الحِجارةِ المحمَّاةِ بالنَّار، وقيل: هي الشِّواءُ المغمُوم، وقيل: هو الشِّواءُ الذي لم يُبالَغ في نُضجِه.
          496- و«الحناجِر» [خ¦3344] جمع حَنْجَرةٍ، وهي طرَفُ المرِيء ممَّا يلي الفَمَ، وهو الحُلقومُ والبُلعومُ.
          497- و«الحَنوطُ» [خ¦1266] بفتحِ الحاءِ ما يُطيَّبُ به الميِّتُ من طِيبٍ يُخلَط، وهو الحُـناط، كما قالَت أسماءُ: «ولا تذُرُّوا على كَفَنِيْ / حناطاً(1)»، والكَسرُ أكثرُ، وقد ذكَره الهرويُّ، و«حَنَّط ابناً لسَعيدٍ» بشدِّ النُّونِ؛ أي: طيَّبَه بالحَنوطِ.
          498- و«كان صلعم يُحنِّكُ أولادَ الأنصارِ» [خ¦5468]، و«حَنَّكَه بتَمْرةٍ» [خ¦3909] بشدَّ النُّون وتخفِيفها، حكاهما الهرويُّ، ومعناه أنَّه مضَغَها وجعَلها في فِيِّ الصَّبيِّ وحَكَّ بها حَنَكه بسَبَّابتِه، حتَّى تحلَّلَت في حلقِه، والحَنَكُ أعلى داخِل الفَم.
          499- «فحنَّ الجِذْعُ» [خ¦3583] اشتاقَ، والحَنينُ تَرْجِيعُ النَّاقةِ صوتَها إِثْرَ ولدِها.
          500- و«الحنِيفيَّةُ السَّمْحةُ» [خ¦2/29-70]؛ أي: الملَّةُ المُستقِيمةُ، والحَنَفُ الاستقامةُ، والحنيفُ المُستقِيمُ، ومنه في وَصفِه: «بَرَّاً حنِيفاً» قاله أبو زيدٍ، وقيل: المائلةُ إلى الإسلامِ عن كلِّ دِينٍ، والحنيفُ المائلُ من شيءٍ إلى شيءٍ.
          وقولُه عزَّ مِن قائلٍ: «خَلَقتُ عبادِي حُنَفاءَ» مثلُ قوله ◙: «كلُّ مَولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ» [خ¦1385]؛ أي: خلَقتُهم مُستَقِيمين متَهيِّئين لقَبولِ الهِدايةِ، ويكون معناه: مسلمِين؛ لما اعتَرفوا به في أخذِ العَهدِ.
          501- قوله: «وأَحْناهُ على ولدٍ» [خ¦5082]؛ أي: أشفَقَه، من حَنا يَحنُو، وأَحنَى يُحنِي، وحَنَّ يَحِنُّ، وهو العَطفُ والإشفاقُ والميلُ، وحَنَى رأسَه في الرُّكوع أمالَه، و«لم يَحْنِ أحدٌ منَّا ظهرَه». [خ¦690]
          وقوله: «يا حنَّانُ»؛ أي: يا رحِيمُ، وقيل: هو المقبِلُ على مَن أعرَض عنه، لا يُخَلِّي أحداً من عَطفِه.
          و«حَنينُ العِشار» [خ¦918] صُوَيْتٌ ضَعيفٌ تُرجِّعه في صدُورها رَحمةً لأولادِها.


[1] بكسر الحاء وضمها.