مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع الطاء

          الحاء مع الطَّاء
          458- قوله: «{وَقُولُواْ حِطَّةٌ} [البقرة:58] فقالوا: حِنْطةٌ... في شَعْرة» [خ¦4479]؛ أي: قيل لهم قولوا: حُطَّ عنا ذنوبَنا فبدَّلوا ذلك.
          وقوله: «حُطَّتْ خَطايَاه» [خ¦6405]؛ أي: أُسقِطَتْ وأُزِيلَتْ؛ لأنَّه كان حامِلاً لها، فحُطَّ حِمْلُها كما يُحطُّ حِملُ الدَّابَّة.
          قوله: «فحَطَّتْ إلى الشَّابِّ»؛ أي: مالَت إليه ونزلَت بقَلبِها نحوَه.
          459- قوله: «حَطْمَة النَّاسِ» [خ¦1681]؛ أي: زَحْمَتهم حتَّى يَحْطِم بعضُهم بعضاً؛ أي: يكسِرَهُ، و«جهنَّم يَحْطِم بعضُها بعضاً» [خ¦1212]؛ أي: يأكُل، وبذلك سُمِّيت الحُطَمةَ؛ لأنَّها تأكُل كلَّ شيءٍ، و«شَرُّ الرِّعاءِ الحطَمَةُ»؛ أي: العنيفُ في رعيتِه المالَ يُلقِي بعضَه على بعضٍ حتَّى يَحطِمَه، و(سوَّاق حُطَم) كذلك يُعنِّف في سَوقِه، ضربَه مثلاً لوالِي السُّوء.
          و«الحطيم» [خ¦3848] منه؛ لانحِطام النَّاسِ عندَه وتَزاحُمِهم عليه للدُّعاء، وهو ما بين الرُّكنِ والبابِ، وقيل: بل كان يَحطِم الكاذبَ حَلِفه، وقال الهرويُّ: «الحَطِيمُ» حِجْرُ مكَّةَ المُخْرَجُ منها، قال النَّضر: سُمِّي حطيماً؛ لأنَّ البيتَ رُفِع فتُرِك هو مَحطوماً، وقيل: لأنَّ العربَ كانت تطرَح فيه ما طافَت به من الثِّيابِ فيَبقَى به حتَّى يتَحَطَّم بطُولِ الزَّمانِ، فهو بمعنَى حاطم.
          قولُ عائشةَ ♦: «بعدما حَطَمَه النَّاسُ»، و«حَطَمْتُمُوه»؛ أي: بعدما كبِر، يقال: حَطَم فلاناً أهلُه إذا كَبِر فيهم، كأنَّهم حَطَّموه بما يَحمِل من أَثقالِهم فصيَّروه شيخاً مَحطوماً.
          وأمَّا دِرعُ عليٍّ ☺ فسُمِّي: «الحُطَمِيَّة» مَنسوبَة إلى حُطَمَةَ بنِ مُحاربٍ من عبدِ القَيسِ، كانوا يعمَلون الدُّروعَ، وهي التي أصدقَها فاطمةَ ♦.