مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع التاء

          الحاء مع التَّاء
          417- قوله: «تَحُتُّه بظُفْرِها» [خ¦227] الحتُّ: القَشرُ والإزالةُ بالحكِّ والتَّقليعِ، وحتَّت خطاياه / سقَطت، وكذلك: «لا يَتحاتُّ ورَقُها». [خ¦4698]
          وقد جاء: «حُطَّت خطاياه كما تَحُطُّ الشَّجَرةُ ورقَها» [خ¦5660]، و«رأى نُخامةً... فحَتَّها» [خ¦410] رواه الحَمُّويي: «فحَكَّها» [خ¦408] وهو تفسِيرٌ.
          418- قوله: «ماتَ حَتْفَ أَنفِه»، و«القتلُ حتفٌ من الحتُوفِ»، والحتفُ الموتُ، و«ماتَ حَتْفَ أَنفِه»؛ أي: على فراشِه، قاله أبو عُبيدٍ، كأنَّ أَنفَه أماته بانقطاعِ التَّنفُّس؛ [أي: كأنَّها تخرُج على فراشِه من أنفِه وفَمِه](1).
          قوله: «إنَّ الجبانَ حتفُه مِنْ فَوقِه»؛ أي: من السَّماء مَكتوباً في اللَّوحِ لا من الأرضِ، ومن الله لا من خَلقِه، فما بالُه يَجبُن وَيَفِرُّ من المخلوقين حيثُ لا يجوز له الفِرار، فضرَرُه ونفعُه، وخيرُه وشرُّه، وحياتُه وموتُه، من عند الله تعالى بقُدرته التي لا تُرَدُّ، وحُكمِه الذي لا يُتَعقَّب، وعلى ما سبَق في علمِه الذي لا يتَغيَّر.
          قال القاضي: وقيل: معناه إنَّ الجبانَ شديدُ الذُّعر والجزَع، كأنَّه يخشَى الحتفَ يقَع عليه من فوقِه، كقوله تعالى: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} [المنافقون:4]، وهذا ضعِيفٌ.


[1] هذه الزِّيادَة من (ن) و(غ).