مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع الدال

          الحاء مع الدَّال
          431- جاء فيها ذِكرُ: «الحِدَأة» لا يقال إلَّا بكسرِ الحاءِ، وقد جاء «الحِدَأ»، وهو جمعُ حِدأةٍ، أو / مُذكَّرها، وجاء «الحُديَّا» [خ¦3835] على وزنِ الثُّريَّا والحُميَّا والحُبيَّا، كذا قيَّده الأصيليُّ في آخرِ حَديثِ السَّوداءِ، وفي بعضِها: «الحُدَيَّاة» [خ¦439] بتاءٍ بغيرِ همزٍ، وكذا قيَّده الأصيليُّ في أوَّلِ حديثِ السَّوداءِ، وفي بعضِها: «الحُدَيِّئَة»، كأنَّه تصغيرٌ، قال ثابتٌ: وصَوابُ تَصغيرِه الحُدَيْئَة، كالتُّمَيرةِ، وكذا رواه الأصيليُّ وغيرُه في أيَّامِ الجاهليَّة، قال ثابتٌ: وإن شِئتَ ألقَيت حركةَ الهمزةِ على الياءِ وشدَّدتَها فقلت: «الحُديَّة»، على مثال «عُلَيَّة»، قال: وإن شِئتَ قلت: «الحُديَّا والحُدَيُّ»، وفي التَّأنيث: «حُدَيَّة»، قال الأصمعيُّ: الحديَّاةُ(1) تصغيرُ حِدَأةٍ، وجمعُها حِدَأٌ، مثلُ لِبَأٌ، قال غيرُه: وحِدَّان أيضاً.
          وفي الحديثِ: «لا بأس بقَتلِ الحِدَوْ والإِفْعَوْ»، قال الأزهريُّ: هي لغةٌ فيهما، قال أبو الحُسين بنُ سِرَاج: بل هي على مَذهبِ الوقفِ على هذه اللُّغةِ، قلَبَ الألفَ واواً على لُغةِ مَن قال: حِدًى، وكذلك أفعًى.
          432- قوله: «امرأتِي الحُدْثَى»؛ أي: الحدِيثةُ العهدِ بكَونِها لي زوجاً.
          قوله: «فيمن قبلَكُم مُحَدَّثون» بفتحِ الدَّال، قال القابسيُّ وغيرُه: تُكلِّمهم الملائكةُ، كما قد جاء: «يُكَلَّمون» [خ¦3689]، قال البُخاريُّ [خ¦3469] : معنى «مُحدَّثون: يجري على ألسنتِهم الصَّوابُ»، وفي كتاب مسلم عن ابنِ وهب: «مُلْهَمون»، وهي الإصابةُ من غيرِ نُبوَّة، قال ابنُ قتيبةَ: يُصِيبون إذا ظنُّوا وحدَسوا كأنَّه يُحَدَّثُ بالشَّيء، وفي حديث ابنِ عبَّاس: «مِن نبيٍّ ولا مُحَدَّث» [خ¦3689] فسَّره البُخاريُّ بما تقدَّم عنه.
          وقوله: «حدَثَ به...عيبٌ» بفتح الدَّال ما لم يُقرَن بــ «قَدُم»، فتُضَمُّ الدَّالُ حينئذٍ، فيقال: أخذَني ما قَدُمَ وما حَدُثَ.
          وقوله: «لولا حِدْثانُ قومِكِ» [خ¦1583] بكسرِ الحاء؛ أي: قربُ عهدِهم به، وهو مَصدرُ حَدَثَ حِدْثاناً كالوِجْدان.
          وقوله: «حُدَّاثُ الأسنانِ» [خ¦6930]؛ أي: شبابٌ، جَمعُ حديثِ السِّنِّ، أو حدَثِ السِّنِّ، والحديثُ الجديدُ من كلِّ شيءٍ، القريبُ الوُجودِ.
          وقوله: «وفي الحُجْرةِ حُدَّاثٌ»؛ أي: قومٌ يتَحدَّثون.
          وقوله في مُقدِّمة مُسلمٍ في عَمرِو بنِ عُبيدٍ: «قبل أن يُحدِثَ» يريد يبتَدع القولَ بالقَدرِ، والحدَثُ في الدِّين البِدعةُ، قال رسول الله صلعم: / «مَن أَحدثَ في أمرِنا ما ليس منه فهو رَدٌّ».
          وفي المُصلِّي: «ما لم يُحدِثْ» [خ¦176] فسَّره أبو هريرة ومالكٌ بحدَث الوُضوءِ، وفسَّره ابنُ أبي أوفى بحدَث الإثمِ.
          وفي روايةِ النَّسفيِّ في «باب الصَّلاةِ في السُّوقِ»: «ما لم يُؤذِ بِحَدَثٍ فيه».
          وفي بعضِ الرِّواياتِ: «ما لم يُحدِثْ فيه أو يُؤذِ فيه» [خ¦2119]، قال الدَّاوديُّ: ما لم يُحدِّث بالحديثِ من غيرِ ذِكرِ الله تعالى.
          قوله: «مَن أحدَث حَدَثاً أو آوى مُحْدِثاً» [خ¦1870] الحدَثُ هاهنا الإثمُ، وقيل: هو عامٌّ في الجِناياتِ والحدَثِ في الدِّين.
          433- قوله: «تُحِدُّ على ميِّتٍ» [خ¦1280] بضمِّ التَّاء وكسرِ الحاء، وفتحِها مع ضمِّ الحاء، ويقال: حَدَّت وأَحَدَّت حِداداً وإحداداً إذا امتَنعَت من الزِّينةِ والطِّيبِ، وأصلُه المنعُ.
          وقوله: «{ذَاتِ الشَّوْكَةِ} [الأنفال:7]، الحَدُّ» [خ¦4645]؛ أي: حِدَّةُ القوَّةِ والظُّهورِ.
          وفي عُمرَ ☺: «كان حَديداً»، و«أُداري منه بعض الحَدِّ» [خ¦6830]، وقولها: «ما عدا سَوْرَةً من حَدَّةٍ»، كلُّه من سُرعةِ الغضَبِ وحِدَّة الخُلُقِ، والسَّورَةُ ثورانُ الشَّيء وقوَّتُه.
          وقوله: «وتَستَحدَّ المُغِيبَةُ» [خ¦5246] الاستحدادُ حَلقُ العانةِ بالحديدِ، والمغِيبَةُ التي غاب زوجُها فترَكت الاستحدادَ، [وصحَّفه بعضُهم: «المُعِيْنَة»؛ أي: التي قد أعانت؛ أي: نبَت شعَرُ عانتِها].
          وقوله: «أرى حدَّهم كَليلاً»؛ أي: شدَّتَهم عادَت ضعفاً.
          434- وقولُ عليٍّ ☺:
أنا الذي سَمَّتني أُمِّي حيدَرَة                     .............

          اسمٌ من أسماء الأسدِ، لغِلَظِ رَقَبَتِه، وقوَّةِ ساعدِه، ومنه قولُهم: فتًى حادِرٌ، قيل: إنَّها سمَّته بهذا اللَّفظِ بعَينِه، وقيل: باسمِ جدِّه أسدِ بنِ هاشمٍ، فكُنِيَ عنه بحيدَرة، وكان أبوه حين مولدِه غائباً، فلَّما قدِم سمَّاه عليَّاً، وزعَم قومٌ أنَّ أمَّه كانت ترقِّصُه بذلك وهو صغيرٌ؛ لعِظَم بطنِه واجتماعِ خَلْقِه، وهذا ضعيفٌ.
          435- قوله: «كنَّا إذا احمرَّت الحَدَق» يعني احمرَّت العيونُ غضَباً بحضُورِ الحربِ، و«الحَدَقُ» جمعُ حدَقَة، وهو ما اسودَّ من العينِ، وهي المُقْلَة، عبَّر به عن جُملةِ العَين، وتقدَّم في حرف الباء: «كنَّا إذا احمرَّ البأسُ» [وتفسيرَ: «اتَّقينا برسول الله صلعم»]. /
          والحدائقُ جمعُ حديقةٍ، قال الخليلُ: كلُّ أرضٍ ذاتُ شجَر أَحدَقَ بها حاجِزٌ، ثمَّ سُمِّيت البساتينُ حدائقَ، و«الحديقةُ» [خ¦1481]؛ أيضاً القِطعةُ من النَّخلِ.
          436- و«الحادي» [خ¦6209]، و«الحُداء» [خ¦78/90-9150] سَوَّاقُ الإبلِ، وأصلُه من حدا يحدُو إذا اتَّبع الشَّيء، ثمَّ قيل: حدا إذا غنَّى غِناءً يُساقُ به الإبل.


[1] في «المشارق»: (الحدَيْئَة)، وهو الصَّوابُ.