مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع الذال

          الحاء مع الذَّال /
          437- قوله: «ووَلَّت حَذَّاءَ» مُدبِرةً(1)؛ أي: سَريعةً خفِيفةً.
          438- قوله: «معها حِذاؤُها» [خ¦2427] الحذاءُ النَّعلُ، استِعارةٌ لأخفافِ الإبل وقُوَّتها على السَّيرِ وقَطعِ المَسافاتِ البَعيدةِ، كما أنَّ الحِذاءَ به يَقْطَع المسافرُ المسافاتِ، وأصلُه من حَذَوتُه أحْذُوه حَذْواً، والمحْذُوُّ حِذاءٍ، مثلُ كِسَاءٍ من كَسوتُه، وحبَاءٍ من حَبَوتُه.
          قوله: «وإنَّ الشُّجاعَ منَّا الذي يُحاذِيه»؛ أي: يُدانِيه ويَقرُب منه، وأصلُ المُحاذاةِ المقابلةُ، ومنه: «حِذاءَ مَنكِبيه» [خ¦828]، و«حَذْوَ أُذُنيه»، و«حاذُوا بالمَناكِبِ»؛ أي: قابِلوا بعضَها بعضاً.
          439- في «باب حفظِ العلمِ» في روايةِ المُستَملي قولُه: «ابسُطْ رِداءَك» [خ¦119] قولُ ابنِ أبي فُدَيكٍ: «وقال: يحذِفُ بيدَيه فيه»؛ أي: كأنَّه يَرمِي بيدَيه في رداءِ أبي هريرةَ شيئاً، كما قال قبل ذلك: «فغَرَف بيديه ثمَّ قال: ضُمَّهُ». [خ¦119]
          وقوله: «حذَفَه بالسَّيف» [خ¦6899]، و«حذَفَه بعصاً» [خ¦3845]؛ أي: رماه به إلى جانبٍ، والحذفُ الرَّميُ إلى ناحيةِ الجانبِ.
          وقوله: «أَحذِفُ في الأُخريَينِ» [خ¦758]؛ أي: أَنْقُصُ من طُولِهما عن طولِ الأُولَيَين.
          440- قوله: «فيُحْذَينَ من الغَنيمةِ»؛ أي: يُعطَيْنَ، حَذَوْتُه وأحْذَيتُه أعطَيتُه، والاسمُ الحُذْيَا والحُذَيَّا والحُذْوَةُ والحَذِيَّةُ.


[1] هذا من قول الشّاعر: «سَكَّاءُ مُقْبِلَةً حَذَّاءُ مُدْبِرَةً».