مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع الكاف

          الحاء مع الكاف
          464- «نهى عن الحُكْرة» هو إمساكُ الطَّعامِ عن البيعِ _مع الاستِغناء عنه_ عند حاجةِ النَّاس إليه انتِظاراً لغلاءِ ثَمنِه.
          465- قوله: «جُذَيْلُها المُحَكَّكُ» قد تقدَّم في الجيم.
          466- قوله صلعم: «وبكَ حاكمتُ» [خ¦7442] يعني: مَن نازَعه في الدِّين، وخاصَمه في إبطالِه؛ أي: لا أرضَى إلَّا بحُكمِك، مثلُ قوله: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا} [الأنعام:114]، وقد تكون المحاكمةُ المخاصمةُ في طلبِ / الحُكْمِ، يقال: خاصَمتُ فلاناً وحاكَمتُه؛ أي: طلبَ كلُّ واحدٍ منَّا الحُكْمَ له، وقد جاء: «بكَ خاصَمتُ وإليك حاكَمتُ» [خ¦1120]؛ أي: إليك رفَعتُ الحكمَ وعليكَ قصَرتُه، لا حُكمَ إلَّا لك.
          قوله صلعم: «الحِكْمةُ يَمانيَّةٌ» [خ¦4390] «الحِكمَة» ما مَنَع من الجَهلِ، والحاكمُ هو المانِعُ من الظُّلمِ والعَداءِ، ومنه: «إنَّ من الشِّعْرِ لحِكْمةً» [خ¦6145]، ويُروَى: «لحُكْماً»؛ أي: ما يمنَعُ من الجَهلِ، وقيل: «الحِكمةُ» الإصابةُ في القولِ من غيرِ نُبوَّةٍ، وقيل ذلك في قوله: «اللهمَّ علِّمْه الحِكمةَ» [خ¦3756]، وقيل: «الحكمةُ» الفقهُ في الدِّين، والعِلمُ به، وقيل: الخَشيةُ، وقيل: الفَهمُ عنِ الله تعالى، وهذا كلُّه يصِحُّ في تَفسيرِ: «الحكمة يمانيَّة»، وفي قوله: «علِّمْه الحكمةَ» [خ¦3756]، ولاسيَّما مع قولِه: «الفِقهُ يَمانٍ»، وقد قيل: «الحكمةُ» النُّبوَّة، وقيل هذا كلُّه في قوله تعالى: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء} [البقرة:269].
          قال ابنُ قُرقُول: وقيل: «الحكمةُ» إشارةُ العَقل، والحكيمُ مَن قَبِلَها، وقال بها وعمِل، ولم يخالفْها في شيءٍ من أمرِ دينِه ودُنياه، فهو الحكيمُ، وهو الحاكمُ، وهو المُحكِم، وأمورُه كلُّها مُحكَمَةٌ؛ لأنَّها صادِرةٌ عن إشارةِ العَقلِ وتَدبيرِه، وهو الحاكمُ المصيبُ الذي لا يُخطِئ ما دام محفوظاً من الله تعالى لم تَلْحَقْهُ آفةٌ، ولا حلَّ به نقصٌ.