مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع الواو

          الحاء مع الواو
          540- قوله: «تَحوَّبوا»(1) بمعنى خافوا الحُوب، وهو الإثْمُ.
          541- وقولها: «فإن كانت له حاجةٌ إلى أهلِه» يعني الجِماعَ، وقوله: «أتَى أهلَه / فقَضى حاجتَه منها» [خ¦141]؛ أي: جامَعها.
          وقوله: «قامَ من اللَّيلِ فقَضَى حاجتَه» يعني الحدَثَ.
          قوله: «فحادَتْ به ناقتُه»؛ أي: مالَت عن الطَّريقِ ونفَرَت.
          542- وقوله في تفسيرِ: «{هَيْتَ لَكَ} [يوسف:23]بالحَوْرانيَّةِ: هَلُمَّ». [خ¦65-6813]
          قوله صلعم: «لكلِّ نبيٍّ حَوارِيٌّ، وحَوارِيَّ من أمَّتي الزُّبيرُ» [خ¦2846] قال الجَيَّانيُّ: ردَّه عليَّ ابنُ سِرَاج بفتحِ الياءِ مثل: {مُصرِخِيَّ}[إبراهيم:22]، قال: وهو مَنسوبٌ إلى حَوارٍ فخفَّف، فأمَّا (حواريَّ) مشدَّدٌ؛ فيقال في إضافتِه «حواريِّ» بكسرِ الياء، وقد قيَّدنا أيضاً هذا الحرفَ عن بعضِ شيوخِنا «حواريُّ» بالضَّمِّ في قولِ الزُّبير: «حواريُّ من أمَّتِي» مع الضَّبطَين المُتقدِّمين، ووجهُه إن لم يكن وهماً على غيرِ الإضافةِ أنَّ الزُّبيرَ حواريُّ هذه الأمَّة، ومعناه النَّاصرُ، وقيل: الخالصُ، وقيل: الحواريُّون المُجاهِدون، وقيل: أصحابُ الأنبياءِ، وقيل: الذين يَصلُحون للخلافةِ بعدَه، حكاه الحربيُّ عن قتادةَ، وقيل: الأخلَّاء، قاله السُّلميُّ، هذا كلُّه في حَواريِّ رسول الله صلعم.
          وقيل في أصحابِ عيسى ◙ أنَّهم كانوا قصَّارين؛ لأنَّهم يُبيِّضون الثِّياب، والحَوْرُ البياضُ، وكانوا أوَّلاً قصَّارين، وقيل: صيَّادون، وقيل: الحواريُّون الملوكُ.
          فتَصِحُّ في الزُّبيرِ صُحبةُ النَّبيِّ صلعم ونُصرتُه واختِصاصُه به وإخلاصُه له، وقيل: المُفضَّل عندي كفضلِ الحُوَّارَى في الطَّعامِ، وكان ابنُ عمرَ يذهب إلى أنَّه اسمٌ مختصٌّ بالزُّبيرِ دونَ غيرِه؛ لتَخصِيصِه صلعم إيَّاه به.
          و«الحَوْرُ بعد الكَوْرِ» بالرَّاء رواه العُذريُّ وابنُ الحذَّاء، وللباقين: «الكَون» بالنُّون، ومعناه النُّقصان بعد الزِّيادة، وقيل: منَ الفسادِ بعد الصَّلاحِ، وقيل: منَ الشُّذوذِ بعد الجماعةِ، وقيل: من القِلَّة بعد الكَثْرةِ، كارَ عِمامتَه إذا لفَّها على رأسِه فاجتَمعَت، وحارَها إذا نقَضَها فافتَرقَت ويقال: حَارَ إذا رجَع عن أمرٍ جميلٍ كان عليه، ووهَّمَ / بعضُهم روايةَ «الكون» بالنُّون، وقيل: معناها رجَع إلى الفَسادِ بعد النَّقصِ؛ أي: بعد أن كان على خيرٍ ممَّا رجَع إليه.
          وقوله: «ومَن دعا رجلاً بالكفرِ...وليس كذلكَ إلَّا حَارَ عليه»؛ أي: رجَع عليه إثمُ ذلك.
          وقوله: «حتَّى يَرجِعَ إليكما ابناكما بحَوْرِ ما بعَثتُما»؛ أي: بجَوابِه، يقال: كلَّمتُه فما ردَّ عليَّ حَوْراً ولا حَوِيراً؛ أي: جواباً، وقيل: بالخَيبةِ والإخفاقِ.
          543- قوله: «لو كنتِ حُزْتِيه» بالياءِ من غيرِ خلافٍ في «الموطَّأ»، والأصلُ أن لا تَجتَمع علامتان للتَّأنيث، لكنَّها لغةٌ لبعضِ العرب في خِطاب المؤنَّث، ويُلحِقون في خِطابِ المذكَّر بالكاف ألفاً فيقولون: رأيتُكا، وقد أنكَرها أبو حاتمٍ.
          544- قوله: «لا مَحالَةَ» [خ¦2662]، و«لا حَولَ» [خ¦613] الحولُ الحركةُ؛ أي: لا حركةَ ولا استِطاعةَ.
          وقوله: «بكَ أَحُولُ _أي: أتحرَّك_ وبك أصُولُ»؛ أي: أحمِلُ على عَدوِّي، وقال ابنُ الأنباريِّ: المَحالةُ والحَولُ الحِيلةُ، يقال: ما له حَوْلٌ، ولا مَحَالةٌ، ولا حِيلةٌ، ولا احتِيالٌ، ولا مُحْتالٌ، ولا مَحْلَةٌ، ولا مِحْلَةٌ، وقيل: لا حولَ عن مَعصيةِ الله إلَّا بعِصمَتِه، ولا قوَّةَ على طَاعتِه إلَّا بمَعونتِه، وكأنَّ الحولَ على هذا الانصِرافُ على الشَّيءِ.
          وقوله: «أحَالَ _في الشَّيطان_ وله ضرَاطٌ»؛ أي: أدبَر هارباً، كقَولِه في أهلِ خيبرَ: «وأحالوا إلى الحِصنِ» [خ¦3647]؛ أي: أقبَلوا إليه هارِبين، قال ابنُ السِّكِّيت: أحَلتُ على الشَّيء أقبَلتُ عليه، قال أبو عُبيدٍ: أحال الرَّجلُ إلى مكانِ كذا: تحوَّل إليه، وقال بعضُهم عن أبي ذرٍّ: «أجالُوا» بالجيمِ، وليس بشَيءٍ إلَّا أن يكون من أجالَ بالشَّيءِ أطافَ به، وجال به أيضاً، وهو بعيدٌ، وقال الخطَّابيُّ: حُلْتُ عنِ المكانِ تحوَّلتُ عنه، وأحَلْتُ عنه أيضاً.
          وقوله: «فاسْتَحالَتْ غَرْباً» [خ¦3664]؛ أي: تحوَّلت دلواً عظيمةً، وتبدَّلتْ منَ الصِّغَر إلى الكِبَر.
          وفي حديثٍ آخرَ: «فجَعلوا يَضْحكُون ويُحِيلُ بعضُهم على بعضٍ» [خ¦240]؛ أي: يُمِيل ويُقبِل عليه من كثرةِ الضَّحكِ.
          وفي كتابِ مُسلمٍ: «يُمِيل» بدلاً من «يُحِيل»، والحوالةُ مَعلومةٌ، وهي تحوُّلُ مَن له عليك دينٌ عنك إلى غريمٍ / لك عليه دَينٌ، وهي مُستَثناةٌ من الدَّين بالدَّين.
          وقوله: «اللَّهُمَّ حَوالَينا» [خ¦933]؛ أي: أنزِله حَوالَي المَدينةِ حيثُ مواضِعُ النَّباتِ لا علَينا في المَدينةِ، ولا في غيرِها من المباني والمساكنِ، يُقال: هم حَولَه وحَولَيه وحَوَالَيه وحَوَالَه.
          545- وقوله: «كحِياض الإبل» [خ¦60/40-5253] هو جمعُ حوضٍ، والحوضُ حيثُ تستَقرُّ المِياهُ أو تُجمَعُ لتَشْرَب فيها الإبلُ.
          وقوله: «فجَعلتْ تُحَوِّضُه» [خ¦3364]؛ أي: تَحفِر له كالحوضِ ليَستَقرَّ فيه، أو ليَسِيل إليه.
          546- قوله: «فلمَّا رأى تَحَوُّشَ القومِ وهيئَتَهُم»؛ أي: انقِباضَهم، من قولهم: فلان حُوشِيٌّ لا يُخالطُ النَّاسَ، وأصلُه من الحُوشِ، وهي بلادُ الجِنِّ.
          547- وقوله: «فكان يُحَوِّي لها وراءَه» [خ¦2235]، كذا رَوَيناه، وذكَره ثابتٌ والخطَّابيُّ: «يَحوِي»، ورَوَيناه كذلك عن بعضِ رُواةِ البُخاريِّ، وكلاهما صحيحٌ، وهو أن يجعَل لها حَوِيَّةً، وهو كساءٌ مَحْشوٌّ بلِيفٍ يُدار حولَ سَنامِ الرَّاحلةِ، وهي مركبٌ من مَراكبِ النِّساءِ، وقد رواه ثابتٌ «يُحوِّل» باللَّام، وفسَّره يُصلِح لها عليه مركباً.


[1] هكذا رواية السِّجْزي، ورواية غيره: «فتخوفوا» كما تقدَّم.