مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع اللام

          الحاء مع اللَّام
          467- قوله: «فحلَّأْتُهم عنه»؛ أي: طرَدتُهم، وقد تُسهَّلُ همزتُه، وقد تقدَّم حديثُ الحوضِ: «فيُحَلَّؤُون»يقال: حلَّأتُ الإبل تَحْلِئةً، وحلَأتُها _مخفَّف_ أحْلؤُها إذا صرَفتَها عن الوُرُوْدِ.
          468- قوله: «فأرسلتْ إليه ميمونةُ بحِلَاب» هو إناءٌ يملؤُه قَدرَ حَلْبةِ ناقةٍ، ويقال له: المِحْلَب أيضاً، ومثلُه في حديثِ الغارِ: «فآتي بالحِلابِ» [خ¦2215] يعني المحلبَ، وقيل: بالمَحلوبِ، وهو اللَّبنُ، كالخِرافِ لما يُختَرفُ، قال أبو عُبيدةَ: إنَّما يقال في اللَّبن: الإحلَابةُ.
          وفي غُسلِ / الجنُبِ: «فأُتيَ بشيءٍ نحوَ الحِلابِ» [خ¦258] يعني: بإناءٍ، وهو المِحلبُ، وترجمةُ البخاريِّ عليه: بــ «باب الطِّيبِ عند الغُسلِ» يدلُّ على أنَّه عنده ضَربٌ من الطِّيبِ، وهذا لا يُعرَف، وإنَّما المعروفُ حبُّ المَحلَبِ _بفتحِ الميم واللَّامِ_ نوعٌ من العَقاقيرِ الهنديَّة تقَع في الطِّيبِ، وقد روَاه بعضُهم في غيرِ «الصَّحيحَين»(1) : «بشيءٍ نحوَ الجُلَّابِ»، قال الأزهريُّ: «الجُلَّابُ» بالجيم ماءُ الوردِ، وهو فارِسيٌّ معرَّبٌ، والصَّوابُ ما بدَأنا به.
          وقوله: «الرَّهنُ... مَحْلُوبٌ» [خ¦48/4-3937]؛ أي: لمرتَهِنه أن يَحلُبه بقَدْر نظَرِه عليه، وعَلفِه له، وقِيامِه بأمرِه، وقيل غيرُ هذا، قوله: «إيَّاكَ والحَلوبَ» يعني الشَّاةَ التي لها لبَنٌ، نهاه عن ذَبحِها كما قال: «نَكِّبْ عن ذاتِ الدَّرِّ».
          قوله: «ومِن حقِّها حَلْبُها على الماءِ» بإسكانِ اللَّام ضبَطناه، اسمُ الفِعلِ، وذكَره أبو عُبيدٍ بفتحِ اللَّام، وكلاهما صحيحٌ، وبالفتحِ ضبَطناه أيضاً في تَرجمةِ الباب في البُخاريِّ، وهو الذي حكاه النُّحاة في قولهم: (أحْلُب حَلَباً لكَ شطرَه)، وقد يكون الحَلَب هذا المحلُوب، وهو اللَّبنُ.
          وقوله: «فتحلَّبَ ثَديُها» [خ¦5999]؛ أي: سال حَلْبُه، ومنه سُمِّي الحليبُ لتَحَلُّبِهِ، وتَحلَّب فُوهُ: سال لعابُه.
          قوله: «ومن حقِّها أن تُحلَبَ على الماءِ» [خ¦1402] وإنَّما ذلك لِمَا يَحضُرها من المساكينِ، ومَن لا لبنَ له فيُواسَى، وذكَر الدَّاوديُّ أنَّه يُروَى: «تُجلَب» بالجيمِ، وفسَّره بالجَلَبِ إلى المصَدِّق، وقد مرَّ القولُ في «لا جَلَب».
          469- قوله: «تَحَلَّج في نَفسِك منه شيءٌ» كذا لكافَّةِ رواةِ «الموطَّأ»، وعند ابنِ وضَّاح: «تَخَلَّجَ»؛ أي: شَكَّ، وأنكَر الأصمعيُّ الخاءَ المُعجمةَ في «البارع»، وحكى عنه الهَرَويُّ الوَجهَين وعن غيرِه، ومعنَى «تَحَلَّج» بالحاء تردَّد في نَفسِك من ذلكَ استِرابةٌ.
          470- قوله: «حَلِ حَلِ» [خ¦2731]، و«حَلٍ حَلٍ»، و«حَلْ حَلْ»، وكلُّه زجرٌ للنَّاقةِ إذا تردَّدت على النُّهوضِ فخَلَأَتْ، أو عن الانبعاثِ إذا بركَت.
          471- قوله: «حِلٌّ وبِلٌّ»؛ أي: حلالٌ، وتقدَّم «بِلٌّ».
          وقوله: «حَلَّ من إحرَامِه» و«أَحَلَّ» لُغتَان، وأنكَر الأصمعيُّ «أَحَلَّ»، وقد جاءت الأحاديثُ / بالوَجهَين، وكذلك إذا خرَج من الحرمِ فدخلَ الحِلَّ، والمَصدرُ «حِلٌّ»، وحَلَّ الشَّيءَ يَحُلُّ بضمِّ الحاء حَلَّاً إذا وجَب ووقَع، ومنه حديثُ أمِّ حبيبةَ: «لن يُعَجِّلَ شيئاً قبل حلِّه أو يُؤخِّرَه عن حَلِّه» بفتحِ الحاء ضبَطه؛ أي: وجُوبِه، وكذلك: حَلَّ بالمكان يحلُّ حُلولاً نزَل به، وأحَلَّ إحلالاً خرَج من الشَّهرِ الحرامِ أو من ميثاقٍ عليه.
          وحلَّت المرأةُ من عدَّتها تَحِلُّ حِلَّاً بالكسر فيهما صارَت حَلالاً للنِّكاح، وكذلك كلُّ شيءٍ صار حلالاً، ورجلٌ حِلٌّ وحَلالٌ، وحِرْمٌ وحَرامٌ عكسُه، وفي الحديث: «لحِلِّه ولحُرمِه»، ومَن قال: «لإحْلالِه» فقد أخطَأ، قاله ثابتٌ، وقد يكون الإحلالُ الحِلَاقَ، ومنه: «وأحلَّه فلانٌ»؛ أي: حَلَقه.
          في خبرِ الحُدَيبِية قولُه: «وأُحِلُّ عليكم رِضْواني» [خ¦6549]؛ أي: أنزَله بكم.
          وقوله: «لمَّا أتَى المدينةَ...هذا المَحل» بكسرِ الحاء وفَتحِها، وهو مَوضِعُ الحُلولِ، ومنه: «بلَغَتْ مَحِلَّها» [خ¦1446]؛ أي: موضِعَها ومُستحَقَّها، قال تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[الحج:33].
          وقوله: «استَحلُّوا العُقوبةَ»؛ أي: استَوجَبوا أن تَحُلَّ بهم العُقوبةُ، واستَحقُّوا أن تَحُلَّ بهم، وكذا رواه القَنازِعِيُّ بالقاف.
          وقوله صلعم: «حلَّتْ له شَفاعَتي» [خ¦614]؛ أي: غَشِيَتْهُ ونزَلت به، وقيل: وجَبت له وحقَّت.
          و«لا يَحُلَّ المُمرِضُ على المُصِحِّ» بضمِّ الحاءِ، «ولْيَحْلُل» بضمِّ اللَّام؛ أي: ينزِل.
          وقوله: «وَجَدوا ناساً أَحِلَّةً» كأنَّه جمعُ حِلال بكسرِ الحاء، وإنَّما هو جمعُ حَلالٍ بالفتحِ.
          وفي حديثِ عيسى: «فلا تحِلُّ لكافرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِه إلَّا ماتَ» معناه حقٌّ واجبٌ واقعٌ، كقَولِه تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} [الأنبياء:95]؛ أي: حقٌّ واجبٌ، وقيل: لا يَحِلُّ؛ أي: لا يُمكِن، وكذا روَيناه بكسرِ الحاء، ورَأيتُه في أصلِ التَّميميِّ بضمِّها، ولعلَّ ما بعدَه «بكافرٍ» بالباء، من الحُلولِ والنُّزولِ، والأوَّلُ أبينُ؛ بدَليلِ بقيَّة الحديث.
          وقوله: «أن تُزانيَ حَليلَةَ جارِكَ» [خ¦4477] الحليلةُ زوجةُ الرَّجلِ، وهو حلِيلُها؛ لأنَّهما يَحُلَّان في مَوضِعٍ واحدٍ، / وتُسمَّى الجارةُ أيضاً حليلةً، من الحُلولِ في المَنزِلِ، و«حُلَّة سِيَراء» [خ¦886] على الإضافةِ ضبَطناه عن أبي سراجٍ وعلى مُتقنِي شيُوخِنا، وقد روَاه بعضُهم بالتَّنوينِ على الصِّفةِ، وقال الخطَّابيُّ: يقال: «حُلَّةٌ سِيَراءُ» كما يقال: ناقَةٌ عُشَراءُ، وأنكَره أبو مروان، قال سيبويه: لم يأتِ فِعَلاء صفةً لكن اسماً.
          والسِّيراءُ الحريرُ الصَّافي، فمعناه حُلَّةُ حرِيرٍ، وقال مالٌك: السِّيراءُ شيءٌ من حريرٍ، وقال ابنُ الأنباريِّ: السِّيراءُ أيضاً الذَّهبُ، وقيل: السِّيراءُ نبتٌ ذو ألوانٍ وخُطوطٍ ممتدَّةٍ كأنَّه السُّيورُ يُخالطُها حريرٌ، وأمَّا الحُلَّةُ فثوبان غيرُ لِفْقَين؛ رِداءٌ وإزارٌ، سُمِّيا بذلكَ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَحُلُّ على الآخرِ، قال الخليلُ: ولا يقال: حُلَّةٌ لثَوبٍ واحدٍ، وقال أبو عُبيدٍ: الحُللُ بُرودُ اليَمنِ، وقال بعضُهم: لا يقال لها: حُلَّةٌ حتَّى تكون جديدةً؛ لحَلِّها عن طيِّها، وفي الحديثِ: «أنَّه رأى رجلاً عليه حُلَّةٌ اتَّزر بإحداهما وارتَدى بالأخرى»، فهذا يدلُّ على أنَّها ثوبان، وقوله في الحديثِ: «رأى حُلَّة سِيراءَ؛ حُلَّة سُندسٍ»، والسُّندسُ الحريرُ، قال القاضي: وهذا يدلُّ على أنَّها واحدةٌ.
          قولُ أبي قتادةَ: «ثمَّ ترَك فتَحلَّل» [خ¦4322]؛ أي: ترَك ضمِّي وتحلَّل؛ أي: لمَّا انحلَّت قُواه ترَك ضمَّه وتحلَّل، وهو تفعُّلٌ من الحَلِّ؛ أي: حَلَّ نفسَه منِّي وانفصَل عنِّي، كما قال: «ثمَّ أدركَه الموتُ فأَرسلَني». [خ¦3142]
          وقال في الجارِ: «لا يَحلُّ له أن يَبيعَ حتَّى يُؤذِنَ شريكَه» «لا يحِلُّ» هنا على معنَى الحضِّ والنَّدبِ.
          قوله في اليمين: «إلَّا تَحلَّلتُها» [خ¦3133]؛ أي: اكتَسَبت حِلَّها عنك بالكفَّارةِ، من قوله تعالى: {تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم:2].
          قوله صلعم: «إلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ» [خ¦6656]؛ أي: تَحلِيلها، قيل: هو قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ...} إلى قوله: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا...} [مريم:68-71]، وهو الجَوازُ على الصِّراطِ وعليها وهي خامدةٌ كالإهالةِ، وقيل: المرادُ سُرعةُ الجَوازِ عليها، وقِلَّةُ أمدِ الوُرودِ، يقال: ما فعَلتُ ذلك إلَّا تَحلِيلاً؛ أي: تعذيراً(2)، يُضرَب مَثَلاً لمن يَقصِدُ تحليلَ يَمينِه بأقلِّ ما يُمكِن.
          472- وقوله: «يُكرَه للمُحرِمِ أن يَنزِعَ حَلَمَةً أو قُرَاداً» الحَلَمُ: كبيرُ القُرادِ، / قوله: «حَلَمَة ثَدْيِه» [خ¦1407] هو رأسُه الذي يمتَصُّه الرَّضِيعُ من ثَديِ أمِّه.
          وقوله: «كان يصبحُ جُنُباً من غير حُلْمٍ» [خ¦1931] بجزمِ اللَّام؛ أي: لا من حُلْم المنامِ، وهو الاحتلامُ، وليس فيه إثباتُ أنَّه كان يحتَلمُ، وقد نفاه عنه بعضُ النَّاس؛ لأنَّه من الشَّيطانِ، ولأنَّه لم يُروَ عنه في ذلكَ أثرٌ، وقد يحتَمِل جوازُه عليه، ولا يكون من الشَّيطانِ، لكِن من الطَّبعِ البَشريِّ عند اجتماعِ الماء والبُعدِ عن النِّساء، والحُلُم بضمِّ اللَّام وسكُونها رُؤيا النَّوم، والفِعلُ منه حَلَم بفتحِ اللَّام، والمُحتَلِمُ والحالِمُ سواءٌ، وهو البالغُ من الاحتِلامِ.
          قوله: «أحْلامِ السِّباعِ»؛ أي: عُقولِها وأخلاقِها من العَداءِ والبَطشِ، والحِلمُ العَقلُ، وأيضاً الصَّبرُ، وضدُّ الطَّيشِ والسَّفهِ، وأيضاً الصَّفحُ، والحليمُ في صفاتِه الصَّفوحُ مع المَقدِرةِ، وفِعلُه حَلُم.
          والحِلْفُ [خ¦1590] والمحالفةُ المُؤازرةُ والمُناصرةُ، ومنه تحالفَت قريش وكنانةُ على بني هاشمٍ؛ أي: حلَف بعضُهم لبعضٍ على عدَواتِهم، وصاروا يداً عليهم.
          473- وقوله: «غَمَسَ يميناً في حِلْفٍ» وسيأتي في الغَينِ، وقوله: «لا حِلْفَ في الإسلامِ» [خ¦2294]؛ أي: على ما كان في الجاهليَّةِ من الانتسابِ به والتَّوارُثِ؛ لقوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب:5]، ولآيةِ الميراثِ، وأصلُ الحِلْف من الحَلِف التي هي اليمينُ، كانوا يتَقاسمون عند عَقْدِه على التزامِه، والواحدُ حليفٌ، والجمعُ حُلفاءُ وأحلافٌ.
          و«الحليفان أسَدٌ وغطَفان»، ويقال في القَسَمِ: حِلْفٌ وحَلِفٌ، لغتان، واحدتُه حَلْفةٌ، وقوله: «اليمينُ على نيَّةِ المُستحلِفِ» بكسرِ اللَّام، وهو طالبُ اليَمينِ.
          474- قوله: «عَقْرَى حَلْقَى» [خ¦1561] مقصورٌ غيرُ مُنوَّن، ومنهم مَن ينوِّنُهما، وهو الذي صوَّب أبو عُبيدٍ، وهو على هذا مصدرٌ؛ أي: عقَرها الله وحلَقها؛ أي: أهلَكها وأصابَها بوجَعٍ في حلْقِها، قال ابنُ الأنباريِّ: لفظُه الدُّعاءُ ومعناه غيرُ الدُّعاء، وقال غيرُ أبي عُبيدٍ: إنَّما هو على وزنِ غَضْبَى؛ أي: جعَلَها / الله كذلك، والألف للتَّأنيثِ.
          وقيل: «عَقْرَى» عاقِرٌ لا تلِد، قال الأصمعيُّ: هي كلمةٌ تقال للأمرِ عند التَّعجُّبِ منه؛ عَقْرَى حَلْقَى خَمْشَى؛ أي: تَعقِر النِّساءُ منه خُدودَهنَّ بالخَمشِ، ويَحلِقْن رُؤوسَهنَّ للتَّسلُّب على أزواجهنِّ لمصائبهنِّ.
          ومن التَّعجُّب ما جاء في حديثِ الصَّبيِّ الذي تكلَّم: «فقالت أمُّه: عَقْرَى، أو كان هذا منه(3)».
          وقال اللَّيثُ: معنَى «عَقْرَى حَلْقَى» مَشؤومةٌ تَعقِر قومَها وتَحلِقُهم بشُؤمِها، وقيل: معنى ذلك «ثُكِلَ» فتَحلِقُ أمُّه رأسَها، وهي عاقِرٌ لا تلِدُ، وقيل: هي كلمةٌ تقولها اليهودُ للحائضِ، وفيها جاء الحديث، ونحوُه لابنِ الأنباريِّ.
          وفي البُخاريِّ [خ¦6157] أنَّها لغةٌ لقريش، وقال الدَّاوديُّ: معناه أنت طويلةُ اللِّسان لمَّا كلَّمتْه بما يَكرَه، مأخوذٌ من الحَلقِ الذي منه يَخرُج الكلامُ، و«عَقْرَى» من العَقِيرةِ، وهو الصَّوتُ، قلت: وهذا لا يُساوِي سماعَه.
          قوله: «فأتردَّى من حالقٍ»(4) هو الجبلُ المنيفُ.
          و«الحَلْقةُ» [خ¦66] بفتحِ الحاء وجزمِ اللَّام حلْقةُ القوم، وكذلك حلْقةُ الحديد، والجمعُ حِلَق، مثل بَدْرةٍ وبِدَر، قاله الخطَّابيُّ، وذكَرها غيرُ واحدٍ بالفتحِ حَلَق، وفي الصَّحيحِ: «الحِلَق في المَسجدِ» [خ¦8/84-782]، و«حِلَقُ أصحابِ محمَّدٍ»، وقال الحربيُّ فيه: الحَلْقة والحَلْقُ، كالتَّمْرة والتَّمْرُ، قال: ولا أعرِف حَلَقةً بالفتحِ إلَّا جمعَ حالقٍ، والحَلْقَةُ أيضاً السِّلاحُ.
          وقوله: «اتَّخذَ خاتَماً حَلْقتُه فِضَّةٌ» وكذلك حَلْقةُ القُرطِ، قال أبو عُبيدٍ: وأختارُ في حَلَقة الدِّرع فتحَ اللَّام، ويجوز الإسكانُ، وفي حلْقة القَوم الجزمَ، ويجوز الفتحُ.
          و«حلَّق بإصبَعِه والتي تليها» [خ¦3598]؛ أي: جمعَ طرفَيهما فحكَى بهما الحَلْقةَ.
          قوله: «أنا بَريءٌ من الحالِقَة» [خ¦1296]، و«ليس منَّا من حَلَق» هذا من حَلْقِ الشَّعَر في المَصائبِ.
          قوله صلعم في البِغضَة: «هي الحالِقَة»؛ أي: المُهلِكةُ المُستأصِلةُ للدِّين، كحالقِ الشَّعَر، يقال: تحالَق القومُ إذا قتَل بعضُهم بعضاً، وقيل: المرادُ به هنا قطيعةُ الرَّحمِ.
          475- قوله: «تلبَس شرَّ / أَحْلاسِها» [خ¦5338]؛ أي: دَنيَّ ثيابِها، وأصلُه من الحِلْسِ، وهو كساءٌ أو لِبدٌ يُجعَل على ظهرِ البَعيرِ تحتَ القتَب يُلازمُه، ومنه يقال: فلانٌ حِلْسُ بيتِه؛ أي: مُلازمُه.
          و«نحنُ أحلاسُ الخيلِ»؛ أي: الملازمون لظُهورِها، ومنه في إسلامِ عمرَ ☺: «ولُحوقَها بالقِلاصِ وأَحلاسِها» [خ¦3866]؛ أي: ركوبَها إيَّاها.
          476- «حُلوان الكاهنِ» [خ¦2237] ما يأخُذه رِشوَةً على تكهُّنه، والحُلْوان أيضاً الشَّيء الحلو، يقال: حُلوٌ وحُلوَان.
          قوله: «كان يُحبُّ الحَلواءَ» [خ¦5431] ممدودةٌ عند أكثرهم، والأصمعيُّ يَقصُرها، وحكى أبو عليٍّ الوَجهَين، وقال اللَّيثُ: الحَلْواءُ ممدودٌ، وهو كلُّ حُلْوٍ يُؤكَل، وفي حديثِ الخَضِر: «على حلاوَةِ قَفاه» قاله أبو زَيدٍ اللُّغويُّ، بفتحِ الحاء، وقاله ابنُ قتيبةَ: بالضَّمِّ والفتحِ جميعاً، والضَّمُّ أكثرُ وأعرفُ، قال أبو عليٍّ: ويقال: حَلَاواءُ ممدودٌ أيضاً مَفتوحُ الأوَّلِ، وحُلَاوَى القَفا مضمومُ الأوَّلِ مَقصورٌ.
          477- و«الحَلْيُ»، و«الحُلِيُّ»، و«الحِلِيُّ»: [خ¦24/33-2279] ما تتحلَّى به المرأةُ وتَتزيَّن.


[1] لم نره في الكتب المسندة وإنما ذكره الحميدي في «غريب الجمع بين الصحيحين»307، والزمخشري في «الفائق»1/307، وابن الأثير في «نهايته»1/784.
[2] في هامش (ن) و«المشارق»: (تقديراً) والأولى ما أثبتناه.
[3] في «المشارق» و«صحيح مسلم»: (حَلْقى)، وليس فيهما: (أو كان هذا منه).
[4] لم أعثر على حديث بهذا اللفظ، نعم في «المسند» 5/146: (حالقاً ثمَّ يتردَّى).