مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الحاء مع الزاي (ح ز)

          الحاء مع الزَّاي
          451- قوله: «وهَزَمَ الأحزابَ» [خ¦1797] الجموعُ المتحزِّبةُ من قبائلَ شتًّى لحَرْبِه، «مَن نامَ عن حِزْبِه» أصلُ الحِزبِ: النَّوبَةُ في وُرودِ الماء، وسُمِّي ما يجعَله الإنسانُ على نَفسِه في وقتٍ ما؛ مِن قراءةٍ أو صَلاةٍ أو ذكرٍ حِزباً تَشبِيهاً بذلك.
          و«كان إذا حزَبَه أَمْرٌ»؛ أي: نابَه وألَمَّ به.
          و«طفِقَتْ حَمْنةُ تُحارِبُ لها» [خ¦4141]، و«تُحازِب» أيضاً؛ تتعصَّب لها وتسعَى سعيَ جَماعتِها الذين يتَحزَّبون لها، وتُظهِرأنَّها منهم.
          452- قوله: «من حَزَرَاتِ المُسلمِين» هي خِيارُ أموالهم، الواحدةُ حَزرَة، ويقال أيضاً: «حَرَزَات» بتأخيرِ الزَّاي، والأوَّلُ أكثرُ، وهو مُشتقٌّ من حَزَرْتُ الشَّيءَ إذا قدَّرتَه، كأنَّ صاحبَها لا يَزالُ يَحزُرها في نفسِه، والثَّاني مشتقٌّ من الإحرازِ، كأنَّ صاحبَها يُحرِزُها؛ أي: يَحفَظُها ويمنَعُها.
          قوله: «وحَزَرْتُهم»، و«حَزَرْنا... قراءةَ رسولِ الله صلعم»؛ أي: قدَّرنا ذلك، قوله: «لم أُرِدْ إلَّا حَزْرَ عَقْلِكَ»؛ أي: اختِبارَه ومَعرِفةَ مِقدَارِه.
          453- وقوله: «يَحْتزُّ من كَتِفٍ» [خ¦208]، و«حَزَّ له حزَّةً» [خ¦5382] الحزُّ القَطعُ، والحُزَّةُ القِطعةُ المَحزوزةُ، وقد يُستَعمَل الحَزُّ في القَطعِ من غيرِ إبانةٍ، كالفرضِ يُفرَض في العُودِ ونَحوِه، ويُستعمَل في القَطعِ والإبانةِ، وهذا الحديثُ نصٌّ فيه؛ لأنَّه قال: «فإن كان حاضِراً أعطاه وإلَّا خَبَأ له».
          454- قوله: «وقد حزَم على بَطنِه» [خ¦25/18-2428] بتَخفيفِ الزَّايِ؛ أي: شدَّ عليه حِزاماً.
          455- وقوله: «وكان هِرقلُ حَزَّاءً» [خ¦7] وهو الحازِي أيضاً، معناه: المُتَكهِّنُ، / يقال: حزَى يَحزِي ويَحزُو، وتَحزَّى، وفسَّره في الحديثِ بأنَّه: «يَنظُر في النُّجومِ»، ويُمكِن أن يكون أراد بيانَ جِهةِ حَزْوِه؛ لأنَّ التَّكهُّن يكون بوُجوهٍ منها ذلك.
          456- قوله صلعم: «أعوذُ بك من الهَمِّ والحَزَنِ» [خ¦2893] قيل: هما بمعنًى واحدٍ؛ وهو تَحسُّرُالقلبِ وشُغْلُه بالفِكر، والتَّأسُّف على ما فات من الدُّنيا، وقيل: هو شُغلُ القلب وفِكرتُه فيما يُخاف ويُرجَى في المُستقبَل من غنًى وفَقرٍ وغيرِذلك من الحوادثِ الطَّارئةِ المُتوقَّعَة، وقيل: الحَزَنُ على ما فات، والهمُّ بما هو آتٍ، استعاذَ صلعم من ذلكَ كلِّه؛ لأنَّ مقامَه أسنى، ومنزلَه في التَّوكُّل أعلى من أن يُحزِنَهُ أو يُهِمَّه شيءٌ من أمورِ الدُّنيا، يقال: حَزَنَني وأحْزَنَني لغتان، وحزِن وحزَن، وقال أبو حاتمٍ: أحْزَنَني في الماضي، [ويَحزُنُنِي في المُستقبَل بفتحِ الياء، يعني: أنَّ الثُّلاثيَّ يُستعمَل في المُستقبَل، والرُّباعيَّ في الماضي]، والأوَّلُ أشهَر، وقد قُرِئ بهما في قوله: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}[الأنبياء:103].