مصابيح الجامع الصحيح

حديث: إنما أخشى عليكم من بعدي ما يفتح عليكم

          2842- قوله: (بإحداهما) أي: البركات، و(بالأخرى)؛ أي: بالزَّهرة، و(يأتي الخير بالشر)؛ أي: تصير النعمة عقوبة.
          [قوله: (على رؤوسهم الطير) أي: كل واحد صار كمن على رأسه طائر، يريد: صيده فلا يتحرك](1).
          و(الرحضاء): بالمد؛ العَرق.
          (أوَخيرٌ هو) أي: المال هو خيرٌ؟! على سبيل الإنكار.
          و(الخير لا يأتي) أي: الخير الحقيقي لا يأتي إلا بالخير، لكن هذا ليس خيرًا حقيقيًّا؛ لما فيه من الفتنة والاشتغال عن كمال الإقبال إلى الآخرة.
          (يلم): من الإلمام؛ يقرب أن يقتل.
          (إلا آكلة الخضر): [أي إلا الدابة التي تأكل الخضر فقط].
          (ثلطت) الناقة إذا: ألقت بعرها رقيقًا.
          قوله: (خضرة): تأنيثه إما باعتبار أنواعه أو صورته، أو التاء للمبالغة؛ كالعلامة، أو معناه: أن هذا المال كالبقلة الخضرة.
          تنبيه: إنما كانت الهاء؛ أولى بهذا المعنى؛ لأن مخرجها غاية الصوت ومنتهاه، ومن ثم لم يكسر ما كانت فيه هذه الهاء، فيقال في علامة: علاليم، وفي نسابة: نساسيب؛ كي لا يذهب اللفظُ الدالُّ على المبالغة؛ كما لم يكسر الاسم المصغر؛ كي لا تذهب بُنية التصغير وعلامته، قاله السهلي في أول «روضه».
          إشارة: (صاحب المسلم): المخصوص بالمدح (المال) و(شهيدًا)، وذلك لأنه يأتيه في صورة من يشهد عليه بالخيانة؛ كما يأتي على صورة شجاع أقرع.


[1] ما بين معقوفين جاء في الأصل بعد قوله: (بعرها رقيقًا).