مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الواو والشين

          الوَاو والشِّين
          2371- قوله: «وِشاحٌ» [خ¦439] هو كالنِّظامِ وغَيرِه من خرزٍ، وقال الخليلُ: هما خَيطَان من لُؤلُؤ مخالف بينهما تتوشَّحُ به المَرأَة، وقال / ابنُ دُريدٍ: الوِشاحُ خرزٌ تتوشَّح به المَرأَة، والجمعُ وُشُحٌ، وهذيل تقول: إشاح، وقوله هنا: «من سُيُورٍ»؛ أي: من شراكٍ أحمرَ.
          و«يومُ الوِشَاحِ» [خ¦439] اليومُ الذي جرَت فيه قِصَّته.
          والتَّوشُّح بالثَّوبِ فسَّره الزُّهريُّ في البُخاريِّ [خ¦8/4-591] قال: «هو المُخالِفُ بين طرَفَيه على عاتِقَيه، وهو الاشتِمالُ على مَنكِبَيه»، وهو أن يُؤخَذ طرَف الثَّوبِ الأيسَرِ من تحتِ اليَدِ اليُسرَى فيُلقَى على المَنكبِ الأَيمَنِ، ويُؤخَذ الطَّرف الأيمَن من تحت اليد اليُمنَى فيُلقَى على المَنكبِ الأيسَرِ.
          2372- «الواشِرَة والمُؤتَشِرَة» تَقدَّم في الهَمزةِ (1).
          2373- قوله: «أوشك أن يقَع فيه» [خ¦2051] هو في الماضي بفَتحِ الهَمزةِ والشِّينِ، ومَعنَاه في قَولِ الخَليلِ: أسرَع أن يكون كذا وقرُب، وقال أبو عليٍّ: جعَلُوا له الفعل كأنَّهم قالوا: يُوشِك الفعل، وقال أبو عليٍّ: مثل عسى أنْ يفعَل؛ أي: عسَى الفِعلَ، قال: ولا يقال يُوشَك بفتح الشِّين في المُستَقبلِ، ولا أوْشَك في الماضي، وأنكَر الأصمَعِيُّ: أوشَك أيضاً، وإنَّما تأتي عنده مُستقبلاً، والوَشك والوِشك السُّرعةُ.
          2374- «لَعنَ الله الواشِمَةَ والمُستَوشِمةَ» [خ¦2238]، «والواشِماتِ والمُستَوشِماتِ» [خ¦5931]، وللجُرجاني والجُلُوديِّ: «والمُوَشِّماتِ»، وللجُرجانيِّ في مَوضِعٍ آخر: «المؤتَشِمات»، وفي حديثِ مُفضَّلٍ: «المَوْشُوماتِ»، ويُروَى: «المُوَشَّماتِ». وهما كالخِيلَانِ تُجعَل في الوَجهِ أو الرُّقوم في الأَيدِي والمَعاصمِ وغَيرِها، كانَت العربُ تَفعَل ذلك فتشُّقُ مكان ذلك بإبرَةٍ، ثمَّ تَملَأه كحلاً أو دخاناً، فيَلتَئِم الجِلدُ علَيها فيَخضَرُّ منه مكانُها، يُقال منه: وشَمَت تشِمُ وَشماً فهي واشِمةٌ.
          والمُتوشِّمة الَّتي تَسأَل أن يُفعَل بها ذلك، وهي «المُؤتَشِمةُ» أيضاً، وكذلك رُوِي، وهي المُتوشِّمة أيضاً الَّتي تَفعَل ذلك بنَفسِها، وهي المَوشُومةُ أيضاً إذا فُعِل بها ذلك.
          وقد جاء في كتابِ مُسلمٍ من رواية الخشنيِّ عن أبيه عن الهوزَنيِّ عن الباجيِّ عن ابنِ ماهانَ: «الوَاشِية والمُستَوشِية» وهو قريبٌ منه؛ لأنَّها بفِعْلِها ذلك توشي يديها ومعصمَيها كما يُوشَّى الثَّوب، والمَعرُوفُ الرِّوايةُ الأُولَى، وفي الحديثِ من قَولِ نافعٍ: «الوَشْمُ في اللِّثَةِ». [خ¦5937]
          2375- قوله: «وَشائِقَ»؛ أي: شرائح مُيبسَة كالقَديدِ، وقيل: بل الَّذي أُغلِي إغلاءَة ثمَّ رُفِع.
          2376- قوله: «تَوشوَشَ القومُ» تحرَّكوا، وهمس بعضُهم إلى بعضٍ بكَلامٍ خفِيٍّ، وقد تَقدَّم.
          2377- وقوله: «وهو الَّذي كان يَسْتَوشِيه» [خ¦4757]؛ أي: يستَخرِجه / ويَبحَث عنه، يقال: وشَى واستَوشَى إذا علِمُوا به.
          قوله: «وَشَوا به إلى عُمَرَ» [خ¦3728]؛ أي: نَمُّوا به ورفَعوا علَيه.


[1] قال ابن حجر في «التلخيص الحبير»: قال الرافعي في التذنيب: إنها في غير الروايات المشهورة. انتهى، وهو كما قال، فقد رويناها في مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي من حديث معاوية، ورواه أبو نعيم في المعرفة في ترجمة عبد الله بن عضاة الأشعري، وقال ابن الصلاح في كلامه على الوسيط: لم أجد هذه الزيادة بعد البحث الشديد إلَّا أنَّ أبا داود والنسائي رويا في حديث عن أبي ريحانة في النهي عن الوشر انتهى. وهو في مسند أحمد من حديث عائشة قالت: «كان رسول الله _ صلعم _ يلعن الواشمة والمؤتشمة والواشرة والمؤتشرة» الحديث. انتهى.