مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الواو مع الباء

          الوَاو مع البَاء
          2272- «الوَباءُ» [خ¦5729] ممدُود ومَقصُور، يقال منه: وُبِئَتِ الأرضُ تَوبَأ فهي مَوبُوءةٌ ووَبِيئَةٌ، على مثال مَرِيضَة إذا كثُر مرضُها، والوَباءُ المرضُ العَام في جهةِ المُفضي إلى المَوتِ غالباً، ويقال أيضاً: وَبِئت تِيبَأ، وأَوْبَأَت أيضاً فهي مُوبِئة.
          وقوله: «وَاعجَباً لِوَبْرٍ تَدَلَّى علينا» [خ¦2827] بسكون الباء
          لأكثَرِ الرُّواةِ، وهي دُويبَة غَبرَاءُ _ويقال: بَيضاءُ_ على قدر السِّنَّورِ، حسَنَة العَينَين، من دَوابِّ الجبالِ، وإنَّما قال له ذلك احتِقاراً له، وضبَطَها بعضُهم: «وبَر» بفَتحِ الباء، وتأوَّله جمعُ وبَرَة، وهو شَعرُ الإبلِ تحقِيراً له أيضاً كشَأنِ الوَبرةِ التي لا خطْب لها، وتأوَّل «قَدُوم ضَأن» على ضَأن قادِمَة، وهذا تكلُّف بعِيدٌ، والأوَّلُ أشهَر رِوايةً وأوجَهُ معنًى.
          وقوله: «في أهلِ الوَبرِ» [خ¦3301] يعني: أصحابَ الإبلِ، قيل: يريدُ ربِيعَةَ ومُضرَ، قوله: «وتناولَ وَبَرَةً» بفَتحِ الباء إحدَى الوَبرِ من الإبل.
          و«المَطرُ الوابِلُ» [خ¦24/6-2217] العظيمُ القَطْر، يقال: وبَلَتِ السَّماءُ وأوبَلَت إذا أمطَرت كذلك، وجمعُ الوابلِ وَبْل، مثلُ راكِب ورَكْب، والوَبالُ سوءُ العَاقبةِ.
          2273- والأوباشُ الجُموعُ من قبائلَ شتَّى، وهمُ الأوْشابُ والأشْوابُ أيضاً، ومنه: «إنَّ قريشاً وَبَّشَتْ لحَربِ رَسولِ الله صلعم»؛ أي: جمعَت بشدِّ الباء، قوله: «هل تَرَونَ أَوباشَ قُريشٍ؟» قال ابنُ دُريدٍ: همُ الأخلاطُ من النَّاسِ والسَّفلةُ، وقد غلَّطوا ابنَ مَكِّيٍّ(1) / في قَولِه: إنَّه يقَع على الجماعاتِ من قبائلَ شتَّى وإنْ كان فيهم رُؤساءٌ وسادَةٌ، وقالوا: إنَّما يُستَعمل في مَوضعِ الذَّمِّ والاحتقارِ.
          2274- قوله: «وَبِيصَ خَاتَمِه» [خ¦572]، و«وَبِيص سَاقَية» [خ¦3566]، و«وَبِيص الطِّيبِ» [خ¦1538] وكلُّ ذلك البريقُ واللَّمعانُ مع أيِّ لونٍ كان، يُقالُ: وبَصَ الشَّيءُ وبِيصاً، وبصَّ بصِيصاً بمعنى: برَق.
          2275- قوله: «المُوبِقات» [خ¦2766] هي المُهلِكاتُ، و«مُوبِقُها» مُهلِكُها، و«منهم من يُوبَقُ بعَملِه» [خ¦806]؛ أي: المُهلكُ، وقيل: المَحبُوسُ المُعاقَبُ، {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا} [الشورى:34] منه، يقال: وبَق يَبِق إذا هلَك.


[1] هو صاحب «تثقيف اللسان وتلقيح الجنان» وكلامه فيه: ص201.