مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الواو والدال

          الوَاو والدَّال
          2299- قوله: «مَن وَدَعَه النَّاسُ لشَرِّه» [خ¦6054]؛ أي: ترَكَه، و«عن وَدْعِهمُ الجُمُعاتِ»؛ أي: تَركِهِم، وقد ثبَت هذا المَصدَر من قَولِ النَّبيِّ ◙ وكذلك «ودَع» خِلافاً لما زعَم النُّحاةُ من إماتةِ العربِ إيَّاهُما، وتَركِهم النُّطق بهما، وقد قُرِئ(1) : ▬مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ↨ بتَخفيفِ الدَّالِ؛ أي: ترَكَك، وأصلُ الودعِ التَّركُ والفِراقُ.
          ومنه: «حجَّة الوَداعِ»؛ لأنَّه مُفارَقةٌ للبَيتِ، قلت: بل سُمِّيت بذلك؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم ودَّع / المُسلِمِين فيها، وكانَت آخر اجتماع بينه وبينهم في ذلك المَوضعِ.
          وقوله في أمرِ الطَّعامِ: «غير مُوَدَّعٍ رَبَّنا، ولا مَكْفُورٍ» [خ¦5459]؛ أي: غير مَترُوك ولا مَفقُود، يريد الطَّعامَ، هذا مَذهَب الحربيِّ، وذهَب الخَطَّابيُّ: إلى أنَّ المُرادَ الدُّعاء لله، قال: «غير مُودِّع» بكَسرِ الدَّال، ذكَره الخَطَّابيُّ وقال: مَعنَاه غير تاركٍ طاعتك ربُّ(2)، قال ويُروَى: «غير مودَّع»، ومَعنَاه غير مَترُوك الطَّلبِ إليه والسُّؤالِ منه، كما قال: «غير مُستَغنًى عنه»، وقد تَقدَّم في الكافِ والرَّاء(3).
          2300- قوله: «كان ودَّاً لعُمرَ» بضمِّ الواو وكسرِها ضبَطناه، يقال: هو وُدَّه، ووِدَّه؛ أي: ذو ودِّه، ووَدِيده، يقال: ودِدْته أودُّه وُدَّاً ووَدَّاً، ووَدادةً، ووِداداً ومَودِدَةً ومَودَدَة.
          وقوله: «وعَلَّقَها على وَدٍّ» [خ¦4039] بفَتحِ الواو؛ أي: وَتدٍ وهي على لُغةِ تَميمٍ.
          وقوله: «مَثلُ المُسلمِينَ في تَوادِّهِم»؛ أي: ودِّ بَعضِهم لبَعضٍ، والأصلُ توادُدِهم.
          2301- وقوله: «مَودُونُ اليَدِ»؛ أي: ناقِصُها، وقد تَقدَّم في الهَمزةِ.
          2302- قوله: «إمَّا أَنْ يَدُوا صاحِبَكم» [خ¦7192]؛ أي: يُؤَدُّوا دِيَته.
          و«وَدَاهُ رسولُ الله صلعم من عِندِه» [خ¦6899] أعطَى دِيتَه.
          و«سرَق وَدِيَّاً» هو فسيلُ النَّخلةِ الَّتي تخرُجُ في أصُولِها ويُغرَس، واحدُه وديَّة.
          و«الوَدْي» بدَالٍ مُهملةٍ ساكنَةٍ ماءٌ أبيَض يخرُج عقب البَولِ، ويقال فيه بذَالٍ مُعجمةٍ أيضاً، ويقال: الودِيُّ أيضاً، يقال منه: وَدَى وأَوْدَى ووَدَّى، وهو من السَّيلانِ، ووَدَى سال، ومنه الوَادِي.


[1] قرأ بها عروة بن الزبير وإبراهيم بن أبي عَبْلة وغيرهم، انظر: شواذ القرآن لابن خالويه ص175.
[2] في (س): (ربنا).
[3] في (س) و(ن): (الراء والكاف).