مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الواو مع الفاء

          الوَاو مع الفَاء
          2351- «الوَفدُ» [خ¦53] جمعُ وافدٍ كزائرٍ وزَوْرٍ، وهُم القَومُ يأتُون الملوك رُكبَاناً، وقد وفدوا وَفداً ووِفادَة، ثمَّ سُمِّي القوم بالفِعْلِ.
          2352- وقوله: «وَفِّرُوا اللِّحَى» [خ¦5892]؛ أي: لا تنقصُوها بالقِّص لها كما قد سنَّ لكم في الشَّواربِ؛ / أي: حكمُهما مختلِفٌ، وقد قال: «أَعْفُوا اللِّحَى» [خ¦5893]، وقال تعالى: {جَزَاء مَّوْفُورًا} [الإسراء:63]؛ أي: تامَّاً غير ناقصٍ.
          والوَفرُ المالُ الكثِيرُ، ومنه قوله: «ورأسُ المالِ وافرٌ».
          وقوله: «إلَّا سَبَغَتْ علَيه ووَفَرَتْ _أي: كمُلَت وطالَت_ حتَّى تُخْفِي بنَانَه» [خ¦1443] وضبَطَه الأصِيليُّ: «حتَّى تُخفِي بُنَانه»، والأوَّل أحسَنُ.
          2353- قوله في حديثِ طلحَةَ: «فَوَفَّقَ مَن أَكَلَه»؛ أي: دعَا له بالتَّوفيقِ، أو قال له: وُفِّقت؛ أي: أصَبتَ الحقَّ.
          وقوله: «فمَن وافَقَ قولُه قولَ الملائكةِ» [خ¦782] يعني: يوافِقُها في قَولِهم: آمين في زمَنٍ واحدٍ، وقيل: بل المُوافَقة بالِّصفة من الإخلاصِ والخشُوعِ، وقيل: مُوافَقته إيَّاهم دعاؤُه للمُؤمِنين كدُعاءِ المَلائكةِ لهم، وقيل: المُوافَقة الإجابةُ، فمَن استُجِيب له كما يُستَجاب لهم، وهذا التَّأويلُ يُبطِل معنَى الحديثِ وفائدَتَه، وقيل: هي إشارةٌ إلى الحَفَظةِ، وإلى شهُودِها الصَّلاةَ مع المُؤمنِين، فيؤمِّن إذا أمَّن الإمامُ فمَن فعَل فِعلَهم وحضَر حضُورَهم الصَّلاة وقال قولهم غُفِرَ له، والأوَّل أَولَى.
          2354- قوله: «قد أَوفَى الله ذِمَّتَكَ» [خ¦2731]؛ أي: أتمَّها ولم يُنقِصها، وأصلُ الوَفاءِ التَّمامُ، يقال: وفَى بعَهدِه، ووَّفى، وأوْفَى، ووفى الشَّيءُ ووَفِي تمَّ.
          قوله: «وَفَتْ ذِمَّتُكَ» تمَّت، واستَوفَيتُ حقِّي أخَذتُه تامَّاً، وأوفَيتُه حقَّه أتممتُه له، ومنه: «أَوفَيتَني أَوفَاكَ الله» [خ¦2392] ووَّفيتُه لا غير، وكذلك الكَيلُ، ولا يقال فيهما وَفَى بالتَّخفيفِ.
          وقولها: «فوَفَى شَعْري جُمَيمَةً»؛ أي: طال وبلَغ ذلكَ.
          وقوله: «فأَوْفَى على ثَنيَّةٍ» [خ¦2995]؛ أي: علَاهَا.