مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الواو مع الضاد

          الوَاو مع الضَّاد
          2340- قوله: «فليَغسِلْ يدَه [قبل أن يدخلها](1) في وَضُوءِه» [خ¦162] بالفَتحِ إذا كان الماء، «ولا يُحافظُ على الوُضوءِ إلَّا مؤمِنٌ» بالضَّمِّ إذا أرَدت الفِعلَ.
          وقال الخليلُ: الفتحُ في الوَجهَين ولم يَعرِف الضَّمَّ، وكذلك عِندَهم: الطَّهور والطُّهور، والغَسل والغُسل، وحكى الأصمعيُّ: غَسلاً وغُسلاً بمعنًى، قال ابنُ الأنباريِّ: والوَجهُ الأوَّل، وهو التَّفريقُ بينهما هو المَعروفُ الَّذي علَيه أهلُ اللُّغةِ، ويقال: وَضُؤَ يوضَأ وُضُوءاً ووضاءةً إذا نظف، وهي الوَضاءَة والنَّظافة.
          وعلَيه تأوَّل / بعضُهم: «الوُضوءُ ممَّا مسَّت النَّارُ» [خ¦5457]، و«الوضوءُ قبلَ الطَّعام وبَعدَه»، و«الوضوءُ قبلَ النَّومِ للجُنبِ»، و«الوضوء بين الجِماعَين»، و«للأكلِ بعدَ الجماعِ».
          وأكثرُ العُلماءِ على أنَّ الوُضوء ممَّا مسَّت النَّار هو الوُضوءُ الشَّرعيُّ إلَّا أنَّه عند أكثَرِ هؤلاء مَنسُوخٌ، وعند بَعضِهم استِحبابٌ.
          قوله: «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فتوضَئي بها» [خ¦315]، ويُروَى: «فتَطَهَّري» [خ¦314] تَفسِيرُه في الحَديثِ: «تتبَّعي بها أثرَ الدَّمِ»؛ أي: تطيَّبي بها، وتنظَّفي.
          قوله: «فأُوتي بمِيضأَةٍ» هي آلةٌ للوُضوءِ مِفعَلَة.
          قوله: «أنْ كانت جارتُكِ أَوضأَ منكِ» [خ¦5191]؛ أي: أحسَن منك، وكذلك قوله: «وكان الفضلُ رجُلاً وَضِيئاً» [خ¦6228]، و«امرأةٌ وَضيئَةٌ» [خ¦2661] حسَنَة.
          قوله في حَديثِ أسامةَ: «فتَوضَّأَ وُضوءاً دون وُضوءٍ» (2) قيل: استَنجَى ولم يَتوضَّأ للصَّلاة، وقيل: تَوضأَ وُضوءاً خَفيفاً، كما قد جاء [خ¦1669]، وقيل: وضُوءاً دون استنجاء؛ أي: اقتَصَر على الاستِجْمار، والذي قبلَ هذا أبيَن كما قال في الرِّوايةِ الأُخرَى: «فتَوضأَ ولم يُسبغِ الوُضُوء». [خ¦139]
          وفي قيامِ اللَّيلِ: «فتَوضَّأ وضوءاً بين الوُضُوءَين»؛ أي: توَضَّأ ولم يُكثِر من الماء ولم يُقِّصر، وفي روايةٍ أُخرَى: «وُضوءاً حَسَناً بين الوُضُوءَينِ».
          وقوله: «ثم تَوضَّأَ [وضوءً](3) هو الوُضوءُ»؛ أي: أسبَغه وبالَغ فيه بالتَّكرارِ وصبِّ الماء.
          2341- قوله: «على أَوضاحٍ» [خ¦6879] قال أبو عُبيدٍ: يعني: حُلي فِضَّة، الواحدةُ وضَحٌ، قيل: هو حُلي من حجارَةٍ، وقال الحربيُّ: الأوضاحُ الخَلاخيلُ.
          وقوله: «حتَّى يُرى وَضَحُ إِبْطَيه» بالفَتحِ؛ أي: بياضُهُما، كما قال: «بياضُ إِبْطَيه» [خ¦390]، ومنه: وضحُ الصُّبحِ إذا بان بيَاضُه، ومنه قولُه: «مِن وَجهِ رسولِ الله صلعم حينَ وَضَحَ لَنَا» [خ¦681]؛ أي: ظهَر وبان.
          ووضَح الأمرُ مَأخُوذ من وضَحِ الصُّبحِ.
          وقوله: «تُرِكتُم على الوَاضِحَةِ»؛ أي: على الطَّريقِ البيِّنةِ، وعند القَعنبِيِّ: «الواضح» البيِّن لسَالِكِه.
          2342- قوله: «رأى به وَضَراً من صُفْرةٍ»؛ أي: لطْخاً من الطِّيبِ.
          و«وَضَرَ الصَّحْفَة» لطخ الدَّسمِ فيها والسَّمنِ، وأصلُه الوسخُ المُتلطِّخ بالإناءِ، ثمَّ استُعمِل فيما يُشبِهُه من دسمٍ وطِيبٍ وغَيرِه.
          قوله: «ليس البرُّ بالإيضَاعِ» [خ¦1671] يعني: الإسراعَ في السَّيرِ، «أوْضَع دابته» حملَها على الإسْراعِ في السَّيرِ.
          وقوله: «هو وَضْعٌ على العَرشِ: إنَّ رَحْمتي تَغْلِبُ غَضَبي» [خ¦7404]، كذا ضبَطَه / القابِسيُّ وغَيرُه بفَتحِ الواو وإسكان الضَّادِ، وعند أبي ذرٍّ: «وضَعَ» بفتح الضَّاد والعين، قال الأصمعيُّ: الوضائعُ كتُب تُكتَب فيها الحِكمةُ.
          قوله: «فقد وضَعتُه تحتَ قدَمي»؛ أي: أبطَلتُه وهدَرتُه.
          وقوله: «يَسْتوضِعُ الآخَرَ» [خ¦2705]؛ أي: يطلُب أن يضَع له من دَينِه؛ أي: ينقصُه بعضه، وقوله: «أو وضع من المال» يعني: نقص.
          وقوله: «ويَضعُ العَلَم» [خ¦5590]؛ أي: يهدِمُه ويلصِقُه بالأرضِ، ومِثلُه: «ويضَع الجِزْيةَ» [خ¦2222]؛ أي: يُسقِط حُكمَها فلا يقبَل إلَّا الإسلام، وقيل: يضعها(4) على كلِّ كافرٍ لغَلبَتِه وظهُورِه، وقيل: يقتُل من كان يُؤدِّيها لنَبذِهم العهد، وخرُوجِهم مع الدَّجَّالِ.
          وقوله: «أنْ ضَعِ الشَّطرَ» [خ¦471]؛ أي: حطَّ النِّصف، وقوله: «إنْ كنتَ وضَعتَ الحربَ بينَنا وبينَهم» [خ¦4122]؛ أي: أسقَطْتها.
          وقوله: «لا يَضعُ عَصاهُ» فسَّره بقَولِه صلعم في الحديثِ الآخَرِ: «ضَرَّابٌ للنِّساءِ»، وقيل: هو كِنايَة عن كَثرةِ الأسْفارِ، والأوَّل أولى بالقبُولِ.
          وقوله: «ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ» [خ¦3209]؛ أي: يُجعَل ويُنزَل، مِثلُه: «ووَضعَ جُزءاً بين خَلْقِه»، و «مَن أَنظَر مُعْسِراً أو وضَع عنه».


[1] ما بين معقوفين زيادة من المصادر و«المشارق» لضرورة السياق.
[2] لم أجده بهذا اللفظ من حديثِ أسامَةَ، وإنَّما من أبي قتادَةَ.
[3] ما بين معقوفين زيادة من المصادر و«المشارق» لضرورة السياق.
[4] في (س): (يوضعها)، وفي (ن): (يوظفها)، وفي «المشارق»: (يفرضها).