مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الواو والقاف

          الوَاو والقَاف
          2355- قوله: «في وَقْبِ عَينَيه» هي حفرَةُ العَينِ في عَظمِ الوَجهِ.
          2356- قوله: «وَقَّتَ لأَهلِ المَدينةِ ذا الحُلَيفَةِ» [خ¦1524]؛ أي: حدَّد وجعَلَه لهم مِيقاتاً، وحدَّ الحدَّ الَّذي يُحرِمُون منه، ومنه: «الوَقتُ» [خ¦228]، و«المَواقِيتُ» [خ¦25/11-2413] كلُّها حدُودٌ للعِبادَاتِ، ويكون وقَّت بمعنَى: أوْجَب؛ أي: أوجَب علَيهِم الإحرَام مِنهُ، ومنه: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}[النساء:103]، وقوله: «فصلَّى العِشاءَ قبلَ مِيقَاتِها». [خ¦1682]
          وقوله: «وليسَ في ذلك أمرٌ مَوقُوتٌ»؛ أي: مُقدَّر محدُودٌ، وقوله في زكاةِ الحبِّ: «وبيَّن في ذلك ووقَّت» [خ¦1483]؛ أي: قدَّر وحدَّ.
          2357- قوله: «فإنَّه وَقِيذٌ» [خ¦2054]؛ أي: ميتَة بمعنَى مَفعُول، وهي المَقتولَة بعصًى أوحجَرٍ أو ما لا حدَّ له، يُقال: وقَذتَه إذا أثخَنتَه ضَرباً، قال أبو سَعيدٍ الضَّريرُ: أصلُ الوَقذِ الضَّربُ على فأس القفا، فتَصِل هَدَّتها إلى الدِّماغِ فيُذهِب العقلَ.
          2358- قوله: «كمثلِ رجلٍ استوقدَ ناراً» [خ¦3426]؛ أي: أوْقَد، وقيل: استَوقَدَها من غَيرِه، وقوله: «وَقودُ مَجامِرِهم الأُلُوَّةُ» [خ¦3246]؛ أي: ما يُوقَد فيها، وهو حطَبها، وإذا كانَت الواو مَضمُومة فهو الفِعلُ.
          2359- قوله: «وَقَرَ الإيمانُ في قَلْبي» [خ¦4023]؛ أي: تمكَّن وثبَت، وقولُ إبراهيمَ ◙: «ربِّ زِدني وَقاراً» أصلُه الثَّقلُ والاستِقرارُ، ومنه: وقَر في المَكانِ يقِرُ، والوَقارُ أيضاً العظمَةُ.
          2360- وفي حديثِ المُحرمِ: «فوَقَصَتْه أو قال: فأَوقَصَتْه» [خ¦1265] الوَقصُ كسرُ العُنقِ، وقصَه وأوْقَصه، ومنه: الأوقَصُ القصِيرُ العُنقِ، والاسمُ منه الوَقَصُ، كأنَّه وُقِص فدَخَل عنقُه في جِسْمِه، ولم يَذكُر صاحبُ «الأفعال» فيه إلَّا وقَصَه لا غير.
          وقوله: «فتَواقَصْتُ عليها» يعني: البردةَ أمسَكتُها بعُنقِي، وقد تقدَّم في القاف.
          وقوله: «فوَقَصَتْ بها دابَّتُها» وقد تَقدَّم في الرَّاء.
          2361- قوله: «أنَّ ما قالَ واقع» [خ¦1155]؛ أي: كائنٌ حقَّاً.
          وقولُ عائشةُ: «ثمَّ وَقَعتُ بها»؛ أي: انحنَيتُ علَيها بالكَلامِ ولزِمتُها به، ومنه: وقَع الجيشُ بالقَومِ وأوْقَع إذا أثَّر فِيهِم.
          وقوله: «عند الوِقاعِ»(1). [خ¦4/8-247]
          وقوله: «ابن أخي وَقِع»؛ أي: مرِيضٌ، وقد مرَّ في باب «وجِع»، وهما بمعنًى، والوقعُ المُشتكِي المَريضُ، / وأصلُه وهَن الرِّجل ومَرضُها من حفاء يصِيبُها، وقد رُوِي عن بَعضِهم عن أبي ذرٍّ هذا الحرفُ في «باب خاتَمِ النُّبوَّة»: «وقَعَ» على الفِعْلِ الماضي، والوَجهُ ما تَقدَّم.
          وقوله: «فوقعَ النَّاسُ في شَجرِ البَوادِي» [خ¦61]؛ أي: ذهَب فِكرُهم إلى ذلك، ولزِمُوا ذِكرَها، كما يقَع الطَّائرُ على الغُصنِ، وقوله: «فوَقَعَ في نَفسِي»؛ أي: أُلقِيَ في قَلبِي وقامَ به.
          و«وقَع الشَّفَقُ» غاب كأنَّه سقَط أسفل الأفُقِ، وقوله: «فلمَّا وقَعتُ بين رِجلَيها» [خ¦2333]؛ أي: نزَلت كوقُوع الطَّائرِ على الغُصنِ.
          2362- قوله: «وهل يَنتَفِعُ الواقفُ بوَقْفِه» [خ¦55/12-4305] هو المالُ يُوقَف، أصلُه على الانتِقَالِ بالاستِهْلاكِ وتسوِّغ غلَّته للمَوقُوف علَيهم، والوَقفُ والحَبسُ واحدٌ عند المالكيَّة، وفي تَرجمةِ البُخاريِّ: «إذا أوْقَفَ الرَّجلُ»، كذا، والصَّوابُ: «وقف»، وتلك لغَة قلِيلَة لبني تَميمٍ، وللأصِيليِّ في بَعضِ الرِّواياتِ: «وقف» وكذلك عنده «وقفَ عمرُ». [خ¦55/13-4308]
          2363- قولُ حسَّانَ: «لعِرْضِ محمَّدٍ منكم وِقاءُ» هو ما يُوقَى به الشَّيء، وقد قالوا: الوَقاء بالفَتحِ، والأوَّل أفصَح، قال اللِّحيانيُّ: يقال: وَقَيتُ الشَّيء وَقياً وَوِقايةً ووَقاية ووِقاءاً.
          وقوله: «يَتَّقي بجُذُوعِ النَّخلِ» [خ¦1355]؛ أي: يستَتِر عنه ويجعَلُها وِقايةً بينَه وبينَه.


[1] كناية عن الجماع، «المشارق».