مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الباء مع اللام

          البَاء مع اللَّام
          171- قوله: «فلمَّا بَلَّحُوا» [خ¦2731]؛ أي: عجزُوا، يقال: بلَّح الفرس؛ وقَف إعياء، وبتَخفيفِ اللَّام لُغَة أيضاً، قال الأعشى(1) :
................                     واشتَكَى الأوْصَال منه وبَلَح
          وبلَحَ النَّخل صار بلَحاً، وذلك قبل أن يَخضرَّ أو يَصفرَّ.
          172- قوله: «أليسَتْ بالبَلدةِ» [خ¦7078] يريد مكَّةَ؛ أي: بلدَنا، وقيل: هو اسم لمكَّة، وقيل: هو من أسماء منى، وفي بَعضِ النُّسخ: «أليسَت البَلْدة الحَرام». [خ¦1741]
          173- قوله: «غزَونا بَلْمُصْطَلِق» يريد بني المُصطَلق، ثمَّ حذَف اختِصاراً، وهي لُغَة في النِّسبةِ إلى ما فيه الألف واللَّام، كالحَارثِ والقَينِ، يقال: بلحرث وبلقين وبلعنبر(2).
          174- قوله: «سأبُلُّها ببلالِها» [خ¦5990] بكَسرِ الباء رَوَيناه وبفَتحِها، من بلَّه يبلُّه.
          وقال الحربيُّ: لا تَبُلَّه عندي بالَةٌ وبَلال بالفَتحِ، وما في السِّقاء بِلَّةٌ وبِلال، والبِلال الماءُ.
          وفي البُخاريِّ: «سأبُلُّها ببِلالِها أو ببَلاها، قال البُخاريُّ: وبلالِها أصحُّ، وبَلاها لا أعرف له وجهاً» [خ¦5990] وسقَط كلامُ البُخاريِّ هذا من كتاب الأصيليِّ، وكذلك لفظُ الشَّكِّ، وليس عنده غير: «بِلالها»، وما قاله البُخاريُّ صحيحٌ، ومعنى الحديثِ سأصِلُها؛ شبَّهَت قَطِيعَتها بالحرَارةِ تُطفَأ بالبَردِ والماء، وتنَدَّى بالصِّلَة.
          ومنه: «بُلُّوا أرحامَكم»؛ أي: صِلُوها.
          وقوله: «حِلٌّ وبِلٌّ»؛ أي: مُباح بلُغةِ حِمير، وقيل: هو إتْباعٌ على قول من أجاز الإتباع بالواو، وقيل: بِلٌّ شِفاء، من قولهم: بَلَّ من مَرضِه، كما قال: «فيها شِفاء سُقْم».
          175- قوله: «ما أبلى منَّا أحَدٌ»؛ أي: ما أغنى وكفى، ومنه قولُ كعبِ بنِ مالكٍ: «ماعلمتُ أحداً أبلاه / الله في صِدقِ الحَديثِ أحسَنَ ممَّا أبلاني» [خ¦4418]؛ أي: أنعم.
          ومنه في حَديثِ هِرقْلَ: «شكراً لما أبْلاه الله تعالى» [خ¦2940]؛ أي: أنعم به عليه.
          ومنه قولُه تعالى: {وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة:49]؛ أي: نِعمَة، والبَلاءُ للخَيرِ والشَّرِّ؛ لأنَّ أصلَه الاختبار، وأكثرُ ما يُستَعمل في الخير مُقيَّداً، وأمَّا في الشِّرِّ فقد يُطلَق، قال الله تعالى: {بَلاء حَسَناً}[الأنفال:17].
          وقال ابن قتيبة: أبلاه الله بلاء(3) حسَناً، وبلاه يَبلُوه أصابَه بسُوءٍ، وقال صاحبُ «الأفعال»: بلاه الله بالخير والشَّر بلاء.
          وقوله: «بَلَوتُ»؛ أي: جرَّبت.
          وقوله: «بعثتُكَ لِأبتَليَكَ وأبتليَ بكَ»؛ أي: ممَّا يلقاه من الأذى، ويَلقَون من القَتلِ والجَلاءِ إذا كذَّبوا.
          [وفي حَديثِ أقرَع وأبرَص: «أراد أن يَبتَلِيَهم» [خ¦3464] ويختَبِرهم.
          وعند السَّمرقَنديِّ: «أن يَبلِيَهم»؛ أي: يصِيبَهم ببَلاءٍ؛ أي: يختَبِرهم ويُنعِم عليهم]
.
          176- وقولُ أبي هريرَةَ ☺: «لو قطَعتُم هذا البُلعُوم» [خ¦120] بضَمِّ الباء، وهو مجرى الطَّعام في الحَلقِ، وهو المريُّ.
          177- وقوله: «يُبلِّغُه» [خ¦600]؛ أي: ما يُتبلَّغ به ويكفي، والبُلغة الكِفايةُ.
          178- وقوله: «بَلْهَ ما أَطْلَعْتُهم عليه» [خ¦4780]، و«أُطلِعتُم»؛ معناه أي: دَعْ عنكَ؛ كأنَّه إضرابٌ عمَّا ذكره؛ لاستِحْقارِه في جَنبِ ما لم يذكر، وقيل: معنى ذلك كيف ما أطلعتم عليه، [وقيل: معناه سوى ما أُطلِعتم عليه].


[1] صدره كما في «الزاهر: 2/342»:
~وإذا حُمِّل ثِقْلاً بعضُهم                     ..................
[2] في (ن): (وهي لغة عربية فاشية يقولون بلعنبر في بني العنبر، وبلحرث في بني الحارث).
[3] في «المشارق»: (إبلاء)، وكذا في المصادر.