مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الباء مع السين

          البَاء مع السِّين
          197- قوله صلعم: «بيَدِه...القَبْضُ والبَسْطُ» [خ¦7419](1)، وقوله: «بَسطَ يَدهُ...لمُسيءِ النَّهارِ» الحديثَ، البَسطُ هنا عِبارَة عن سعَةِ رِزْقه ورَحمتِه، قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ} الآية [الشورى:27]، و{يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة:245 / وقبضُه تَقتِيره وتَضيِيقه وحِرمانه مَن أراد بحِكْمَته، ومن أسْمائِه: القابِضُ الباسِطُ، ويقال: قابضُ الأرواحِ بالمَوتِ، وباسِطُها في الأجْسادِ بالحيَاةِ، وقيل: قابِضُ الصَّدقاتِ من الأغْنيَاءِ، وباسِطُ الرِّزقِ للفُقراءِ، وقيل: قابضُ القُلوبِ مُضيِّقها، وباسِطُها: مُوسعُها، ويقال: مُوحشُها بالقَبضِ ومُؤنسُها بالبَسطِ، وكلُّ ذلك يُتأوَّل في قَولِه: «بيَدِه القَبضُ والبَسطُ».
          وقوله ◙ في فاطمَةَ ♦: «يَبْسطُني ما يَبسطُها، ويَقبِضُني ما يَقبِضُها»؛ أي: يسُرُّني ما يسرُّها ويَسُوؤُني ما يَسُوؤُها؛ لأنَّ الإنسانَ إذا سُرَّ انبسَط وجهه واستَبْشر وانبَسَط خلقه، وبضِدِّه إذا أصَابه سوء أو ما يَكرَه.
          قوله: «بُسِطَ لنا من الدُّنيا ما بُسِطَ» [خ¦1275]؛ أي: ما وُسِّع.
          وقوله: «انبسَطَ إليه» [خ¦6032]؛ أي: هَشَّ وأظهَر له البِشْر.
          198- قوله: «كانَت بي بَواسِيرُ» [خ¦1117] هي تورُّم في أسفلِ المَخرَج، داء مَعلُوم بالباء، ومنه الحديث الآخَر: «كان مَبسُوراً» [خ¦1115] بالباء عند كافَّة الرُّواة.
          وعند بَعضِهم: «مَنسُوراً» في حَديثِ عبدِ الصَّمدِ بنُونٍ؛ أي: به ناسُور، وهو قريبٌ من الأوَّلِ، إلَّا أنَّه لا يُسمَّى باسُوراً إلَّا إذا جرَى وتفتَّحت أفوَاه عرُوقِه من خارجِ المَخرجِ.
          199- قوله: «فيأتي قومٌ يَبِسُّون» [خ¦1875] و«يَبُسُّونَ» و«يُبِسُّونَ» كلُّه ضبَطْناه في الأُمَّهات، والبَس السَّيرُ، قال مالك: يَبسُّون يسِيرُون، وقال ابنُ وَهبٍ: يُزيِّنون لهم الخرُوج، ويقال: بسَسْت النَّاقة أَبُسُّ وأبِسُّ، وأَبسَسْتُ أُبِسُّ إذا سُقتَها، ويقال في زَجرِ الإبلِ: بسْ بسْ بكَسرِ السِّينِ بتَنوينٍ وغير تَنوينٍ وبإسْكانِها، وقال لي التَّميميُّ عن أبي مَروان بن سِرَاج: بَسْ بَسْ، وبِسْ بِسْ، ومنه هذا، ويقال: بسَستُها أيضاً إذا دَعوتَها للحَلْبِ، فهم على هذا يدَعُون غيرَهم إلى الرَّحيل إلى الخِصب، وقال الدَّاوديُّ: يبسُّون يزجرُون دوابَّهم، فتُفتِّت ما تطَأ، ومنه: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ} [الواقعة:5]؛ أي: فتِّتَت. /


[1] ليس في نُسخِ المَطبُوعة من البُخاري: (والبسط)، ولعله رِوايَة أو نُسخَة.