مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الباء مع الراء

          البَاء مع الرَّاء
          145- قوله في العُرنيِّين: «بَرَؤُوا» [خ¦6805]؛ أي: صحُّوا، مهموز، يقال: برَأْت من المرض مهموز، وبرِئْت منه، قال ابنُ دُرَيد: يُهمَز ولا يُهمَز؛ يعني: أنَّ من العَربِ من يُسهِّل المَهمُوز.
          وفي الحَديثِ: «أصبَح بحَمدِ الله بارِئاً» [خ¦4447] قال ثابتٌ: هذا على لُغَة الحِجَاز، يقولون: برَأت من المَرضِ، وتميمٌ يقولون: برِئْت بالكَسرِ، وحُكي: برُؤ بالضمِّ، وبَرَى بغير همز على لُغَة من ترَك الهمز تَسهِيلاً.
          وأمَّا من الدَّين فبرِئَ بالكَسرِ لا غير، ومنه قوله صلعم: «أنا بريءٌ من الصَّالقةِ» [خ¦1296]، و«أنا أبرَأُ إلى الله أن يكونَ لي منكم خليلٌ»، وقول ابنِ عمرَ ☻: «إنِّي بريءٌ منهم، وهم بُرَآءُ مِنِّي»، و«بَرِئَتْ منهم الذِّمَّةُ»؛ أي: بِنْتُ منهم وتخلَّصت، ومنه البَراءة في الطَّلاق، وأنت برئة؛ أي: مُنفَصِلة عنِّي.
          وقوله: «يا خَيرَ البَريَّة» يُهمزُ على الأصلِ، وهي فَعِيلة بمعنى مَفعُولة، و«البارئُ» الخالقُ، ويقال: إن من لم يهمز البريَّة جعلَها من البَرَى، وهو التُّراب، وقيل: إن البريَّة أحدُ الأسماء التي ترَكت العَربُ همزها، وكان أصلُها الهمز، ويقال: من برَيتُ العُودَ بفتح الرَّاء وكذلك القلم إذا قطَعتَه وأصلَحْته، لكن اختصت هذه اللَّفظة بخلق الحيوان في عُرفِ الاستِعْمال، ومنه: «من شرِّ ما خلقَ وذرأَ وبَرَأَ» كرَّره مع خلَق للتَّأكيدِ لمَّا اختلف اللَّفظ في حديث / الفِطْرةِ.
          146- ذكر: «غُسْل البَراجِم» البَراجمُ هي العُقد المُتشنِّجة الجلد في ظهُور الأصابع، وهي مَفاصِلها، قال أبو عُبيدٍ: والبراجمُ والرَّواجبُ جميعاً: مَفاصِل الأصابع كلِّها.
          وفي كتاب «العين»: الرَّاجِبة ما بين البرجمَين من السُّلامَى.
          147- قوله: «إلَّا أن يكُونَ كُفراً برَاحاً»؛ أي: بيِّناً لا تَأوِيل له ولا خَفاء، ومن رواه: «بواحاً» [خ¦7056] بالواو، فهو من باح بالشَّيءِ إذا أظْهَره؛ أي: ظاهراً مُعلناً به لا عن ظنٍّ ولا إلزام.
          قوله: «برَّحت بنَا امْرأةُ أبي الحُقَيق»؛ أي: كشَفَت أمرنا وأظهَرته.
          قوله: «لقِينا منهُ البَرْحَ» يعني المَشقَّة الشَّدِيدة، برَح بي؛ إذا شقَّ عليه.
          قوله: «فما بَرِحَ» [خ¦3022]، و«لم يَبرَحْ» [خ¦6444]؛ أي: لم يزل، والبارحة منه؛ أي: اللَّيلة الزَّائلة الذَّاهِبة، وهو يقال من وقت الزَّوال، وما قبل ذلك يقال فيه اللَّيلة، والبُرَحاء شِدَّة الكرب، وشدة الحمَّى أيضاً.
          148- وقوله صلعم في الحمَّى: «اّْبْرُدوها بالماء» [خ¦3261] بضَمِّ الرَّاء، هي اللُّغة الفُصحَى، ويقال: بالقَطعِ وكَسرِ الرَّاء.
          وقوله: «أَبرِدوا بالصَّلاةِ» [خ¦536]؛ أي: بأداء الصَّلاة؛ أي: أخِّرُوها عن وقت الهاجِرَة إلى حين برْد النَّهار، وانكسار وَهَجِ الحرِّ، يقال: أبرَد بالشَّيءِ إذا دخَل به في بَردِ النَّهارِ، وأبردت كذا إذا فعلته حينئذٍ.
          قوله صلعم: «مَن صلَّى البَرْدَين دخلَ الجنَّةَ» [خ¦574] قيل: الصُّبح والعَصر، والأبرَدَان: الغداة والعَشِي، وهما العَصران أيضاً، سُمِّيا بالبَردَين؛ لبَردِ هوائهما، بخِلافِ ما بينهما من النَّهار.
          وفي رِوايَةٍ: «أبرِدوا عن الصَّلاة» [خ¦534]؛ أي: بها، و«عن» بمعنى «الباء»، قلت: وقد تكون «عن» على بَابِها، ويكون التَّقدير أبردوا؛ أي: أدخلوا وقت برد النَّهار عن فعل الصَّلاة؛ أي: عن أن تصلوا في شِدَّة حرِّ النَّهارِ.
          «البَرِيد» أربعة فرَاسِخ، والفَرسَخ ثلاثة أميال، والبَرِيد أيضاً: الرَّسول المُستَعجل، ودوابُّ البَريد دَوابٌّ تُعدُّ لهؤلاء الرُّسل، يقال: أبرِد إليه بَرِيداً، ومنه قوله صلعم: «إذا أبرَدتُم إليَّ بَريداً فاجعَلُوه حسنَ الوَجهِ حسنَ الاسمِ»، ومنه: / «دار البَريدِ» [خ¦4/66-396] والبَريدُ أيضاً الطَّريقُ، وهو عربِيٌّ وافَق لسان عجم البربر، ومنه الحَديثُ: «على بريد الرُّوَيثةِ» [خ¦487]، وأبرد لنا بريداً؛ أي: أرسله لنا معجلاً، ومن هذا كله سُمِّيت الدَّواب والرُّسل والطُّرُق المُستعملَة كذلك.
          و«البُردَة»: [خ¦1277] كِساءٌ مخطَّط، وجمعه: بُرَد، وقيل: هي الشَّملة، وقيل: هي النَّمِرة، وقال أبو عُبيدٍ: هو كِساء مُربع أسوَد فيه صِغَر، وفسَّره في كتابِ البُخاريِّ: «هي الشَّملةُ منسوجٌ فيها حاشِيَتِها» [خ¦2093]، والبُرَد من غير هاء ثوبٌ من عصْبِ اليَمنِ ووَشيِه، وجمعُه برُودٌ بزيادَةِ واوٍ، على وزن فعول.
          قوله: «اغسِلْه بماءٍ وثلجٍ وبَرَدٍ» [خ¦744] أراد المُبالَغة؛ لأنَّه ماءٌ صافٍ لم تَستَعمِله الأيدي ولم يمتزج لجمودته.
          وفي الحَديثِ: «وماء البَارِدِ» يريد وماء الوَقت البَارِد؛ لأنَّ فيه يكون الماء بارِداً، ويكون بمعنَى الماء البارد من إضافة الشَّيء إلى صِفَته على مَذهبِ أهل الكُوفةِ، كما يقال: مَسجِد الجامع، {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:9]، وقد يريد بالبارد هاهنا الخالصَ من التَّغييرِ، يقال: لك بَرْده؛ أي: خالِصُه، ويحتَمِل أن يراد بالبارد الذي يُستَراح به لإزالة الخَطايا، كأنَّه يُطفِئ حرَّها من قوله: {لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا} [النبأ:24]؛ أي: راحة، على أحد التَّفاسيرِ في الآية، ومنه: أنا أبترد؛ أي: أستَرِيح، وقد يكون وصفه بذلك؛ لأنَّ به يُمْدَحُ الشَّرابُ واللَّبنُ، ويُذمُّ بالحرارة كما وصف شَراب جهنَّم.
          وقولهم في شهُود الحُديبِيَة «وإنَّ عمَلَنا كلَّه برَدَ لنا» [خ¦3915]؛ أي: ثبَت وخلُص، يقال: ما برَد في يدِه منه شيءٌ أراد ما ثبَت، ويقال: برَد لي على فلان مال؛ أي: ثبَت، وفي الحديث: «برَدَ أمرنَا»؛ أي: سهل، ويحتَمِل أن يريد: استَقام وثبَت، ويقال: برَد عليه الحقُّ؛ أي: ثبت.
          و«البُرديُّ»: بضَمِّ الباء وإسكان الرَّاء، نوع من التَّمرِ جيِّد.
          149- و«البَراذِين»: [خ¦2863] خيلٌ غير عِراب ولا عتاق، سُمِّيت بذلك من البَرذَنة، وهي الثَّقالة، يقال: برذَن الرَّحل إذا أثقَل.
          «فوجدته مُفتَرشاً بَرْذَعةً» يعني الحِلْس الذي يُجعَل تحت الرَّحلِ، / وجاء في غيرِ هذا الحَديثِ «برذَعةَ رَحلِه».
          150- قوله: «أتبرَّرُ بها» [خ¦2538] تبرَّرْتُ بالعِبادةِ؛ أي: طلَبت البِرَّ بها، والبِرُّ الطَّاعةُ لله تعالى، «وإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البِرِّ» [خ¦6094] البِرُّ اسمٌ جامعٌ للخَيرِ، وقيل: البِرُّ الجنَّة، من قوله: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ} [آل عمران:92]، و«حجٌّ مَبرُور» [خ¦1773] يعني الخالصَ الذي لا يُخالِطه مَأثَم.
          وقوله: «صدَقَ وبَرَّ» تأكِيدٌ؛ أي: صدَق في قَولِه وبرَّ في فِعْله، و«أبَرُّ البِرِّ»، و«بِرُّ الوالدَين» [خ¦527] كلُّه من الصِّلة وفِعل الخَيرِ والتَّوسع فيه، واللُّطف والطَّاعة.
          وقوله صلعم: «آلبِرَّ تقولونَ بهنَّ» [خ¦2034]؛ أي: طلب البِرِّ وخالصُ العمل لله تظنُّون بهن.
          ومن صِفَته في شِعْر حسَّانَ: «بَرٌّ تقيٌّ»؛ أي: خالصٌ من المَأثمِ، ويكون البَرُّ هاهنا الكَثِيرُ المَعرُوف والإحسان، يُقالُ: رجل بَرٌّ وبارٌّ؛ إذا كان ذا نَفعٍ وخَيرٍ ومَعروفٍ، [وبرَّ بأبَوَيه].
          ومن أسْمائه تعالى: «البَرُّ»، يقال: خالقُ البرِّ، وقيل: عطوف على خَلقِه مُحسِن إليهم.
          وقوله: «لو أقسَمَ على الله لأَبرَّه» [خ¦2703]؛ أي: أمضَى يمينه على البرِّ وصدَّقها، وقضَى بما خرَجت عليه يمينه فلا يحنِّثه، وقد سبَق ذلك في عِلْمه كإجابة دعائه فيما قدَّر الله تعالى، يقال: أبررتُ اليمين إذا لم تخالفها، وأمضَيتها على ما خرَجَتْ عليه، وقيل: معناه لو دعا الله تعالى لأجَابَه، ويقال في هذا أيضاً: برِرتُ القَسم، وأبرَّ الله حجَّك وبرَّه، وبرِرْتَ في كَلامِك وبرَرتَ، والبَرُّ أيضاً البراح من الأرض ضِدُّ الكِنِّ، وتنطق به العرَب نكِرَة يقولون: خرجت برَّاً، والبَرِير ثمرُ الأرَاكِ.
          151- وقوله: «إذا أرادَ البَرازَ» بفَتحِ الباء، كِنايَة عن قضاء الحاجَةِ، وأصلُ البَراز المُتسعُ من الأرضِ، ثمَّ سُمِّي به الحدَث، ومنه قوله: «تبرَّزْنَ» [خ¦146]، و«تبرَّز» [خ¦217]، و«التَّبرُّز» [خ¦4750]، و«مُتبرَّزُنا» [خ¦2661]، كلُّ ذلك كِنايَة عن قضاء الحاجَةِ.
          قول عائشة ♦: «لأبْرَزوا قَبْرَه» [خ¦1330]؛ أي: كشَفُوه وأظهَرُوه.
          قول ابنِ عبَّاسٍ ☻: «إنَّ ابنَ أبي العاصِ بَرزَ يمشي القُدَمِيَّةَ» [خ¦4665]؛ أي: ظهَر، ورُوِي بتَثقيلِ الرَّاء، ومعناه: سبَق وتقدَّم، والأوَّل أظهَر بدليل قَولِه / في الآخر: «لوَّى ذنَبَه»؛ أي: جَبن وقعَد، كما تفعَل السِّباعُ إذا نامَت.
          152- قوله: «كثيراتُ المَبارِكِ» [خ¦5189] قيل: محبُوسَة في أكثر وَقتِها للنَّحر قليلاً ما تسرح، وكثيراً ما تبرك، وقيل: محبُوسَة للحلب للأضياف، فتُقام لذلك ثمَّ تبرك فيتكرَّر بروكها، ويقال: هي كثيرة في مباركها لمن ينتابهم من الضِّيفان، قليلة في أعدادها إذا سرحت للرَّعي.
          قوله: «فبرَّكَ في خَيْلِ أَحمَسَ» [خ¦3020]؛ أي: دعا بالبَركةِ، وهي النَّماء والزِّيادة، ومنه قوله: «حيَّ على الطَّهور، والبركة من الله تعالى» [خ¦3579]، [ويكون البروك بمعنى الثُّبوت واللُّزوم]، ويُقال في قوله تعالى: {تَبَارَكَ} [الأعراف:54] إنِّه من البَقاء والدَّوام، وقيل: من الجَلال والعَظمةِ، وقيل: تقدَّس، ونفَى المُحقِّقون أن يُتأوَّل في وَصفه معنى الزِّيادة؛ لأنَّه يُنبِئ عن النُّقصان، وقيل باسمه وذِكرِه تُنَال البَركة والزِّيادة.
          وقوله: «فبَرَك عمرُ» [خ¦93] [بتَخفيفِ الرَّاء من برَك على رُكبَتيه كبروك البَعيرِ] هذا من البُروكِ؛ أي: جثا على رُكبَتيه.
          و«برْك الغِمادِ» [خ¦2297] بكَسرِ الباء وفَتحِها، وكذلك بُركَة الماء، إلَّا أنَّك إذا فتَحْت باءها كسَرْت راءها، وإذا كسَرْت باءها سكنْتَ راءها، فتقول: بَرِكة ماء، وبِرْكة ماء.
          [«بارِكْ لنا في مَدينَتِنا» [خ¦1037]؛ أي: كثِّر الخير فيها وأدِمْه لنا، من العَملِ الصَّالح، والعيشِ الحَسنِ، والرِّزق الدَّارِّ.
          وقوله: «السُّحور بَرَكَة» [خ¦1923]؛ أي: زِيادَة في الأكلِ المُباحِ للصَّائمِ، في القُوَّة على الصَّوم، وفي الحيَاةِ؛ لأنَّ النَّوم مَوتٌ، أو زيادة في الخَيرِ والعَملِ؛ لأنَّ من قام للسُّحورِ ذكَر الله، وربَّما صلَّى أو جدَّد نِيَّة لصَومِه بالعَقدِ أو بالأكلِ لسحُورِه.
          وقوله: «من الشَّجرِ ما بركتُه كبَركةِ المُسلِم» [خ¦5444] يعني في دوام عمَلِه واتصالِه، وزيادة خيره وإجابة دَعوَته.
          153- قوله: «يُنْبَذُ له في تَوْرٍ من حِجَارةٍ _قال: قلت:_ من بِرامٍ؟ قال: من بِرامٍ» قيل: البِرامُ قِدْر منَحُوت من حِجارَة، الواحدةُ بُرمَة، ويجمع أيضاً على بُرمٍ، وقيل: البِرامُ حِجارَة تُصنَع منها القُدور بمكَّةَ، ولفظُ الحَديثِ يدُلُّ عليه]
.
          وفي «المُوطَّأ»: «حدَّثني شيخٌ بسُوقِ البُرَمِ» بضمِّ الباء وفَتحِ الرَّاء، حيثُ تباعُ القُدورُ، [والبَرَمُ من النَّاس الذي لا يدخُل معهم في المَيسرِ.
          وقوله: «فلما رأَى تبرُّمَه»؛ أي: استثقاله لما قال له.
          154- و«البَرْنيُّ»: [خ¦2312] بفَتحِ الباء، ضَربٌ طيبٌ من التَّمر، نسب إلى قريةٍ باليَمامةِ، وقيل: هو نَوعٌ من التَّمرِ يُلقبُ به، كما يقال له: الشِّهريز بالشِّين والسِّين مَكسُورَة.
          و«البَرْنامَج»: مَفتُوح الباء والميمِ، وقيل: بكَسرِ الميمِ، والفَتحُ في الميمِ أكثَر، كلِمَةٌ فَارسِيةٌ، وهي زمامُ تَسمِيةِ مَتاعِ التُّجَّارِ، يَكتُبون فيه الأعداد والصِّفات والأيمان]
.
          و«البُرْنُس»: [خ¦134] بضَمِّ الباء والنُّون، كلُّ ثوب له رأس مُلتزِقٌ به دُرَّاعةً كانت أو جُبَّة أو مِمْطَراً، وقال ابنُ دُرَيدٍ: البُرنس بضمِّ الباء نوعٌ من الطَّيالِسة يلْبَسه العُبَّاد وأهلُ الخير.
          155- وقوله: «يتبرَّضُه النَّاسُ تبرُّضاً» [خ¦2731]؛ أي: يتتبَّعونه قليلاً قليلاً، يعني: الماءَ الذي وجَدُوه ببئر الحُديبِيَة، والتَّبرضُ جمع القَليلِ منه بعد القَليلِ، والبَرْضُ قليلُ الماءِ.
          156- [«بارِقة السُّيوف» [خ¦56/22-4409] لمعانها، وسُمِّيت بوارق، وقد يُمكن أن يراد ببارقة السُّيوف أنفَس السُّيوف، وأضَافَها إلى نَفسِها].
          و«البَرقَاء»: الشَّاةُ البَيضاءُ التي فيها طاقَات صُوف أسوَد.
          و«البُراق»: [خ¦3207] مَركَب الأنبياء، مَوصُوف في الحَديثِ، يحتَمِل أنْ سمِّي براقاً من البَرقِ لسُرعةِ سَيرِه، وأنَّه يضَعُ حافره حيث يجعَل طرْفَه، أو لكونه أبرَق، وهو الأبيَض، كما جاء في الحديثِ.
          [و«الأبارِيقُ»: [خ¦6580] جمعُ إبريقِ، وهو كوبٌ له عُرَوة، وقد تقدَّم [أ ب] ].
          157- قوله: «المُومُ، وهو البِرسامُ» [كذا فسَّره في الحَديثِ، وهو مرَض مَعرُوف، وورَم في الدِّماغِ يتغيَّر منه عَقلُ الإنسان ويهذي به، قيل فيه: شرسام بشِينٍ مُعجمَة في أوَّله وسِينٍ غير مُعجمَّة بعد رائه].
          158- قوله: «الصَدَقةُ بُرهانٌ»؛ أي: حجَّة ودليلٌ على صِحَّة إيمان صاحِبها؛ لطيبِ نَفسِه بإخرَاجِها(1)، / [وأصلُ البُرهانِ الوُضُوحُ، يقال: هذا برهانُ هذا الأمر؛ أي: وضوحه، وهو مَصدَر كالكُفران والعُدوان].
          159- [قوله: «كنت أَبرِي النَّبل»، و«يَبرِي نبْلاً له» [خ¦3364]؛ أي: أنحتها وأقوِّمُها بحَديدةٍ، يقال: برى بَرْياً، وكذلك القَلمِ، والفاعلُ بَرَّاء.
          قوله: «لا يَستَبرِئ من بَولِه» كذا هي التَّرجمة، كذا لابنِ السَّكنِ، ولغَيرِه: «لا يستتِرُ» [خ¦4/56-368]، ولم يذكر في الباب غير يستَتِر، ومعنى «يَستَبرِئ» يَستَنفِض ويتقصَّى آخره وينقطع منه، كما يبرأ من الدَّيْن والمَرضِ، وفيه روايات غير هذه لم تقع في «الصَّحيحين»(2)، منها ما وقَع في كتاب أبي داوُد: «يستنزه من بوله» من النَّزاهة؛ وهي: البُعد، و«يستنتر» من نَترِ الذَّكر؛ وهو إمرار أصابع اليَدِ من باطِنِه على مجرى البَولِ حتَّى يخرُج ما فيه، ويُروَى «يستَنثِر» بثاء مُثلَّثة؛ أي: ينثر بوله من قناة الذَّكر، كما ينثر الماء من أنفه بعد استِنْشاقِه]
.


[1] زاد في (س) و(ج) بعده: (وذلك لعلاقة بين النفس والمال).
[2] في هامش (ن): (قد ذكر المصنف في الصفحة بعد هذه أن يستنزه وقع في مسلم).