مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الباء مع الباء

          البَاء مع البَاء
          117- قال أهلُ العَربِية: لم يَلتَق حَرفَان من جِنْس واحدٍ في اللِّسان العَربيِّ، إلَّا أنَّه وقَع في «صحيحِ البُخاريِّ» من قولِ عمرَ ☺: «لولا أنِّي أتركُ آخرَ النَّاسِ ببَّاناً واحداً» [خ¦4235] وفسَّره ابنُ مَهدِي: شيئاً واحداً، وقال غيرُه: معناه الجمعُ؛ أي: جماعَةً.
          وقال أبو عُبيدٍ: لا أحسِبُه من كلامِ العَربِ.
          وقال الضَّريرُ: [وليس منه ببَّان]، والصَّحيحُ: بيَّان، الثَّانية ياء مُثنَّاة من أسفَل؛ أي: لولا أن أسوِّي بينهم حتَّى لا يكون لأحدٍ على أحدٍ فضلٌ، قال: ويقال لمن لا يُعرَف من النَّاسِ: هَيَّان ابن بَيَّان، وهَيُّ ابن بَيِّ.
          ورَدَّ الأزهريُّ قولَه، وقال: هي لُغَة يَمنِية صحِيحَة لم تَفْشُ في كلامٍ معَدٍّ، وكذلك صحَّحها صاحبُ «العين»، وقال: ومما ضُوعِفت حروفه: هم على ببَّان واحدٍ؛ أي: على طَريقةٍ واحدَةٍ.
          وقال الطَّبريُّ: هو العَدُوم الذي لا شَيءَ له؛ أي: لولا أن أتركهم فُقرَاء لا شيء لهم؛ أي: مُتساوِين في الفَقرِ على قَولِه.
          واختُلِف في وَزنِه، فقيل: فعَّال على أن النُّون أصلِيَّة، وقيل: فَعْلَان على زِيادَتها. /