مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الباء مع الطاء

          البَاء مع الطَّاء
          162- «من بَطَّأَ به عملُه»؛ أي: من أخَّره وثقَّله عن أن يكون من السَّابقِين في الآخِرَة، أو عن رُتبَة النَّاجِين بعَملِه السَّيِّء، ولتَفريطِه / في العَملِ الصَّالح لم ينفَعه في الآخِرَة نسَبُه.
          163- قوله: «بُطِحَ لها بقاعٍ قَرقَرٍ»؛ أي: أُلقِي وبُسِط على وَجهِه، كذا فسَّره الهرَويُّ.
          وفي بَعضِ طرُقِه: «تخبِط وجهَه بأخفَافِها» [خ¦1402]، وهذا يدُلُّ على أن بطحَه على ظَهرِه، والبطحُ البَسطُ كيف كان لتدوسه، لا يقتضي تخصيص الظَّهر ولا غيره، لكن الحديثَ دلَّ على الظَّهرِ.
          قوله: «مكان بَطْح» [خ¦487]؛ أي: متَّسَع مُنبسَط.
          قوله: «كُومَةً بَطحاءَ»؛ أي: متَّسعَة، كذا رَوَيناها مُنوَّنة، وروَاها يحيَى على الإضافَةِ، وعند القَعنبيِّ: «كُومةً من بطحاءَ» وهذا يُؤيِّد رواية الإضافَةِ.
          164- «مَن جرَّ إزارَه بطَراً» [خ¦5788] بفَتحِ الطَّاء، ويجوزُ كَسرُها على المَصدرِ أو على الحالِ، أصلُ البَطرِ الطُّغيان عند النِّعمة والعافِيَة، فيَسُوء احتماله لها، فيكون منه الكِبر والأشَر والبذَخ، ومنه «لولا أن تبطَروا»؛ أي: تطغوا، و«بطَرُ الحقِّ» جَحدُه وجَعلُه باطلاً؛ أي: تكبُّر عنه، وقيل: تجبُّر عنده.
          و«البَطارِقة» [خ¦7] قواد مُلوك الرُّوم، وخواصُّ دولتهم، وأهلُ الرَّأي والشُّورى، قال الخليلُ: البطريقُ العَظِيم من الرُّوم، قال الحربيُّ: هو المُختالُ المُتعاظم المَزهُوُّ، ولا يقال ذلك للنِّساءِ.
          165- و«البَطَلة» السَّحرةُ، كذا فُسِّر في الحَديثِ.
          وقوله: «بَطَلٌ مجرَّبُ»؛ أي: شُجاعٌ، يقال منه: بطُل بضمِّ الطَّاء بطَالَة وبطُولَة إذا شجُع.
          166- وقوله صلعم: «والمَبطُونُ شَهيدٌ» [خ¦5733] هو صاحبُ الإسْهال، وقيل: صاحبُ الاستِسْقاء، وبفُلانٍ بطنٌ إذا أصابه داءٌ في بَطنِه، إسهال أو غيره، يقال: بُطِن الرَّجل، مَبنيٌّ لما لم يُسم فاعله، صار مَبطُوناً.
          وقوله: «أَبْطُناً من بني أسَدٍ» [خ¦4665] البَطنُ دون القَبِيلة، والفخِذُ دون البَطنِ، ويقال: أوَّلُها الشُّعوبُ، ثمَّ القبائلُ، ثمَّ العمائرُ، ثمَّ البُطونُ، ثمَّ الأفخاذُ، وقيل: الفَصائلُ ثمَّ الأفخَاذُ.
          وقوله: «له بِطانَتان» [خ¦6611] بِطانَة الرَّجُل دُخَلاؤُه ومن يختَصُّ به، والبِطانةُ أيضاً السَّريرةُ، فسُمِّي من يَطَّلِع على السَّريرةِ بِطانَة، يقال منه: بطَنتُ أمْرَه إذا علِمْت خَفِيَّه، / وبطَن الشَّيءُ خفِيَ.
          قوله: «إنَّ امرأةً ماتَتْ في بَطْنٍ» [خ¦332] قيل: من نِفاسٍ، كما في الحَديثِ الآخَرِ: «ماتَتْ في نِفاسِها» [خ¦1331]، وقيل: من داء بَطنِها، والأوَّلُ أظهَرُ، وقد ترجَم عليه البُخاريُّ: «الصَّلاة على النُّفَساء». [خ¦6/29-558]
          و«اسْتَبْطَنَ الواديَ» [خ¦1750] صَارَ في بَطنِه وجَوفِه.
          167- قوله صلعم: «وإذا بمُوسى باطِشٌ بساقِ العَرشِ» [خ¦2411] يعني التَّناوُلَ والأخذَ الشَّديد بقُوَّة وسُرعَة، وفي مُستَقبله لُغَتان: الكَسرُ في الطَّاء والضَّمُّ.
          و«بطَشَتْها يداه» عَمِلَتها كَسباً.