مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الباء مع الجيم

          البَاء مع الجِيمِ
          123- «بَجَّحني فبجحتْ(1)» [خ¦5189]؛ أي: فرَّحني ففَرِحت، وقيل: عظَّمني فعظُمتُ عند نَفسِي(2)، قاله ابنُ الأنباريِّ، وحكَى: «بجَحنِي» أيضاً بالتَّخفيفِ.
          124- قولها: «وبُجَرَهُ» [خ¦5189] هي عُروقٌ مُنعقدَة في البَطنِ خاصَّة، والعُجَر في الظَّهرِ خاصَّة.
          125- وقوله: «فقَطَعوا أبْجَلَه» الأبْجَلان عِرقَان في اليَدِ، وهما عِرقَا الأكْحلِ من لدن المَنكِب إلى الكَفِّ، والأكحلُ ما بدا منه من مَأْبِض الذِّراع إلى العضد.
          وقيل: الأكحلُ من النَّاسِ، والأبجل من الدَّوابِّ، وهذا الحَديثُ يرُدُّ عليه.
          126- وقولُ أبي هرَيرةَ ☺: «فانبَجَسْتُ» كذا لابنِ السَّكنِ والحَمُّويي وأبي الهيثَمِ. /
          وعند الأصيليِّ: «فانبَخَست» بخاءٍ مُعجَمة بعد الباء، وكذلك لسائرِهِم، قال بعضُهم: صَوابُه «فانْخَنسْتُ» [خ¦283]، ومعناه انقَبَضت عنه وتأخَّرت، وأمَّا «انبَجَست» فمعناه اندَفَعت عنه وزايَلتُه، ومِثلُه في حَديثٍ آخر: «فانسَلَلتُ منه» [خ¦285]، وأمَّا «انبَخَست» فمن البخس، وهو النَّقصُ والظُّلمُ، وهو بعيدٌ من هذا.
          قال ابن قُرقُول: إذا صحَّت الرِّواية فله وَجه، وهو أنَّه ظهَر له نُقصَانه عن مماشاة رسولِ الله صلعم لما اعتَقَده في نَفسِه من النَّجاسة في حال جَنابتِه، فرأى أنَّه لا يُقاومه ما دام في تلك الحال، ألا تراه كيف قال له: «إنَّ المؤمنَ لا ينجُسُ». [خ¦283]
          وقد رُوِي: «فانتجست منه»؛ أي: اعتَقَدت النَّجاسة لجِسْمي حكماً شرعيَّاً.


[1] بفتح الجيم وكسرها.
[2] كذا في الأصول، وفي «المشارق»: (عظَّمنِي فعظُمَت عندي نَفسِي).