انتقاض الاعتراض

باب قوله: {أيامًا معدودات}

          ░25▒ (بابٌ: قوله: / {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}(1) (2) [البقرة:182])
          قال (ح):(3) للزَّمَخْشري في إعراب قوله: «أيَّامًا» كلامًا متعقَّبًا، ليس هذا موضعه.
          قال (ع):(4) التعقُّبُ في كلام الْمُتَعَقِّبِ، فقد سمعت الكبار مِن علماء العَرب والعَجَمِ يقولون: مَن ردَّ على الزَّمَخْشَرِيِّ في غير الاعتقادِ فهو ردٌّ عليه.
          قلت: قائل هذا إنْ كان يعتقدُ عصمتَه مِن الخطأِ أحقُّ أن يردَّ عليه؛ فإنَّه بشرٌ يخطئ ويصيبُ، وهذه كتب مَن جاء بعدَه ممَّن يتعانى بالتَّفسير(5) طافحةٌ بالردِّ عليه، لكن ليس كلُّه مقبولًا، ولا كلُّه مردودًا، والَّذي تعقَّبَه(6) أوَّلًا أبو البقاء، وتبعه جماعة منهم البيضاوي، فهذا عالم مِن علماء العرب، وآخرٌ مِن علماء العَجم سبقا الكبار الَّذين أشار إليهم (ع)(7)، فهما أحقُّ بالقبول، ولا يخفى على المتعقِّبِ توجيهُ النَّصبِ بأنَّه على الحال، إلَّا أنَّه لا يَرَ تعينه(8)، إذ لا يتمشَّى إلَّا على أحدِ الأقوالِ في تفسيرٍ كُتِب.
          وقد سبق الزَّمَخْشري إلى نحو ما قال الزَّجَّاجُ، فقال: الأجود(9) أن يكون العاملُ في أيَّام الصِّيام، والمعنى: كتب عليكم أنْ تصوموا أيامًا.


[1] في (س): «أيام».
[2] قوله : «بابٌ: قوله:{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}» غير واضحة في (د).
[3] قوله : «(ح)» بياض في (د).
[4] قوله : «(ع)» بياض في (د).
[5] في (س): «التفسير».
[6] في (س): «يعقبه».
[7] قوله : «(ع)» غير واضحة في (د).
[8] في (س): «لا يرتضيه».
[9] في (س): «ألا تجوز».