انتقاض الاعتراض

باب مواقيت الصلاة

          ░░9▒▒ (باب مواقيت الصَّلاة)
          قال (ح): قال الكِرْمَانيُّ: اعلمْ أنَّ هذا الحديث بهذا الطَّريق ليس متَّصلَ الإسناد؛ إذْ لم يقل أبو مسعود: شاهدتُ رسولَ اللهِ صلعم، ولا قال: قالَ رسولُ الله صلعم.
          قلت: هذا لا يُسمَّى مُنْقَطِعًا، وإنَّمَا هو مُرْسَلُ صحابي؛ لأنَّهُ لم يُدْركِ القِصَّة، فاحتمل أن يكون سمع ذلك مِنَ النَّبيِّ صلعم أو بلغه عنه ممَّن شاهده أو سمعه كصحابي آخر، على أنَّ رواية اللَّيث عند المصنِّف يزيل الإشكال كلَّه، ولفظه: فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود(1) يقول: سمعت أبي يقول: سمعت(2) رسول الله صلعم يقول...(3) فذكر الحديث، وكذا سياق ابن شهاب ليس فيه التَّصريح بسماعه له مِن عروة، وابن شهاب و(4) قد جرب(5) عليه التَّدليس، لكن وقع في رواية عبد الرَّزاق عن مَعْمَر عن ابن شهاب قال: كنَّا مع عمر بن عبد العزيز...فذكره.
          وفي رواية شعيب عن الزُّهْرِيِّ سمعت عروة يحدِّث عن عمر بن عبد العزيز.الحديثَ.
          قال (ع): قوله: رواية اللَّيث تُزيل الإشكال، غير مُسَلَّم في الرِّواية التي ههنا؛ لأنَّها غير متصلة الإسناد بالنَّظر إلى الظَّاهر وإن كانت في نفس الأمر متَّصلة الإسناد.
          قلت: لم يقل (ح) / أنَّهُا متَّصلة لفظًا؛ بل هي متَّصلة اصطلاحًا، بدليل رواية اللَّيث فالذي لا يُسلِّم هذا لا يُلام، لا يدري الاصطلاح بدليل رواية الليث(6)، وما زال الأئمَّة يحرصون على بيان(7) الاتِّصال فيما يوهم الإرسال وتسوية مَن أبهم ونحو ذلك مِن النُّكت الحديثية، وبالله التوفيق.


[1] قوله: ((مسعود)) زيادة من (س).
[2] قوله: ((أبي يقول سمعت)) زيادة من (س).
[3] قوله: ((يقول)) زيادة من (س).
[4] قوله: ((و)) زيادة من (س).
[5] في (ظ): «جرت».
[6] قوله: « بدليل رواية الليث » ليس في (س) و(د) و(ظ).
[7] قوله: «بيان» ليس في (س).