انتقاض الاعتراض

[كتاب الكفالة]

          ░░39▒▒ [كتاب الكفالة]
          ░1▒ (بابٌ: الْكَفَالَةُ فِي الْقَرْضِ(1) )
          قوله في حديث أبي هريرة في الَّذي اقترض ألف دينار...إلى أن قال: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلانًا أَلْفَ دِينَارٍ».
          قال (ح)(2) : كذا وقع هنا، والمعروف تعديته(3) بحرف الجرِّ، كما وقع في رواية الإسْماعيليِّ «اسْتَلَفْتُ مِنْ فُلَانٍ».
          قال (ع)(4) : هذا غير موجه؛ لأن تَسَلَّفْتُ مِن تَفَعَّلْتُ، واسْتلفْتُ مِن اسْتَفْعَلْتُ.
          قلت: المراد بالتَّشبيه إثباتُ حرفِ الجرِّ.
          قال (ح)(5) : لم أقفُ على اسمِ واحدٍ منهما...(6) الصَّحابةِ الَّذين نزلوا مصرَ مِن حديث عبدِ اللَّه بنِ عمرو أنَّ رجلًا جاء إلى النَّجَاشيِّ فقال: أَسْلِفْنِي ألفَ دينارٍ...فذكر الحديثَ بنحوه، فيجوزُ أن يكون نسبةُ النَّجاشيِّ إلى بني إسرائيلَ بطريق التَبَعِ لهم لا أنَّه مِن نَسْلِهم.
          قال (ع): هذا الكلام في البعد إلى حدِّ السُّقوطِ؛ ولأنَّ في الحديث أنَّ السَّائلَ والمسؤول مِن بني إسرائيلَ في الأرض، والنِّسبة بعدٌ عظيم.
          وأمَّا قوله: نُسب إليهم بالاتباع فَيَأْبَاه مَن له نظرٌ تامٌ في التَّصرفِ في وجوه معاني الكلام.
          قلت(7) : المراد بالاتِّباعِ، الاتِّباعُ في الدِّين، فيستوي بعيدُ الأرض وقريبها، وبعيدُ النَّسب وقريبه، وكان جمعٌ مِن / أهلِ اليمن دخلوا في دين بني إسرائيل، وهي اليهودية، ثمَّ دخل مِن يقابل أهل اليمن مِن الحبشة في دين بني إسرائيل أيضًا، وهي النَّصْرانيةُ، وكان النَّجاشيُّ ممَّن تحقَّق ذلك الدِّين ودانَ به قبل التبديل، والْمَلِكُ لمَّا بلَغَه دعوةُ الإسلامِ بادر إلى الإجابة لما عنده مِن العلمِ حتَّى قال: لمَّا سمع قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ...} الآية [النساء:171] : لا يزيدُ عيسى على هذا.


[1] قوله : «بابٌ: الْكَفَالَةُ فِي الْقَرْضِ » غير واضحة في (د).
[2] قوله: «(ح)» غير واضحة في (د).
[3] في (س) و(ظ): «بهذيته».
[4] قوله: «(ع)» بياض في (د).
[5] قوله: «(ح)» بياض في (د).
[6] هكذا بياض في الأصول.
[7] قوله : «قلت » بياض في (د).