انتقاض الاعتراض

حديث: لأعلمنك سورةً هي أعظم سورة في القرآن

          4474- (بابٌ: ما جاءَ في فاتحةِ الكتابِ(1) ) قوله: «عن أبي سعيد بن الْمُعَّلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني النَّبيُّ صلعم».
          قال (ح):(2) روى الواقديُّ هذا الحديث عن محمَّدِ بن معاذٍ، عن خُبَيْبِ بن عبد الرَّحمن بهذا السَّند، فزاد بعدَ «أبي سعيد» «عن أبيِّ بنِ كعبٍ»، والَّذي في «الصحيح» أصحُّ، والواقدي شديدُ الضَّعْفِ إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟! وشيخُه مجهول، وأظنُّه دخل عليه حديث في حديث.
          قال (ع): ذكر الحافظ الْمِزِّيُّ هذا ولم(3) يتعرَّض له _يعني الواقدي_ بشيء مِن ذلك، ومِن العجائب أنَّ الواقديَّ آخرُ مشايخه الإِمام الشَّافعي، ويحطُّ عليه هذا الحطَّ.
          قلت: قد قال الشَّافعي: كتبُ الواقديِّ كذبٌ، نقله البيهقي وغيره، ولا عجب في / ذلك، كما أنَّ جابر الْجُعْفيِّ مِن مشايخ الإِمام(4) أبي حنيفة، وحديثه عنه في مسند حديثه الَّذي جمعه الحارثيُّ(5) وغيره، وقد قال مع ذلك أبو حنيفة: ما لقيتُ فيمَنْ لقيتُ أكذبَ مِن جابرٍ الجُعْفيِّ.
          ولعلَّ هذا المعترض يظنُّ أنَّ مجرَّد رواية الرَّاوي عن الرَّاوي تعديلٌ للمرويِّ عنه، وهو رأيٌّ مردود، ونبَّه(6) عليه أئمَّة الحديث في علوم الحديث، ولو سكتَ لكان أستر له(7)، فالله المسؤول أن يرزقنا العافية.


[1] قوله : «كتاب التفسير، بابٌ: ما جاءَ في فاتحةِ الكتابِ» غير واضحة في (د).
[2] قوله : «(ح)» بياض في (د).
[3] قوله: «لم» ليس في (س).
[4] قوله: «الإمام» ليس في (س).
[5] في (س): «الحارث».
[6] في (ظ): «نبه» بلا واو.
[7] قوله: ((له)) زيادة من (ظ).