انتقاض الاعتراض

كتاب التوحيد والرد على الجهمية

          ░░97▒▒ (كتاب التَّوحيد والرَّدِّ على الجهميَّة)
          قال (ح): وقع لابْنُ بطَّالٍ وابْن التِّين: «كتاب ردِّ الجهميَّة»، وغيرهم: «التَّوحيد»، وضبطوا «التَّوحيدَ» بالنصب على المفعوليَّة، وظاهره معترض؛ لأنَّ الجهميَّة وغيرهم مِن المبتدعة(1) لم يردُّوا التَّوحيد، وإنَّما اختلفوا في تفسيره.
          قال (ع): لا اعتراض عليهما، فإنَّ مِن الجهميَّة طائفة يردُّون التوحيد وهو طوائف يُنسبون إلى جهم بن صفوان مِن أهل الكوفة.
          كذا قال، وزعمه أنَّ جهمًا مِن أهل الكوفة خلاف ما قال أهل العلم بالأخبار، وقول طائفة يردُّون التوحيد إن أراد أنَّ فيهم مَن يجعل مع الله إلهًا آخر كعباد(2) الأوثان فليس بصحيح، وإن أراد أنَّ منهم مِن يعطِّل الصفات فحقٌّ(3)، ولكن هو اختلاف في تفسير التوحيد.
          ومِن أعجب العَجب أنَّهم سمُّوا أنفسهم أهل العدل والتوحيد، أمَّا العدل فلزعمهم إنفاذ الوعيد / على الله، وأمَّا التوحيد فلأنَّهم ينفون الصِّفات لزعمهم أنَّها تستلزم إثبات شريكٍ للباري، فكيف يُقال في حقِّهم: يردون التَّوحيد وهم يدَّعون الانفراد به؟!.


[1] في (س): «المبتدع».
[2] في (س): «كعبادة».
[3] في (س): «حق».