الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

حديث: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم

          3468- و(الْمِنْبَرِ) أي منبر رسول الله صلعم ، و(القُصَّة) بضمِّ القاف وشدَّة المهملة شعرُ النَّاصية وهاهنا المراد منه قَطْعُهُ مِن: قصصت الشَّعر أي قطعتُه، و(الحَرَسُ) هم الذين يحرسون السُّلطان، والواحد حَرَسِي لأنَّه قد صار اسم جنس فنُسب إليه، ولا يقال حارس إلَّا أن يذهب به إلى معنى الحراسة دون الجنس، ويطلق الحَرَسِيُّ ويراد به الجندي.
          قولُه: (أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ) هذا السُّؤال للإنكار عليهم بإهمالِهم إنكار مثل هذا المنكر وغفلتِهم عن تغييرِه، وفي هذا اعتناء الولاة بإزالة المنكرات وتوبيخ مَن أهملَه.
          قولُه: (مِثْلِ هَذِهِ) أي القُصَّة، والغرض النَّهي عن تزيين الشَّعر بمثلِها ولفِّ البعض على البعض والوصل به.
          قال القاضي: يحتمل أنَّه كان محرَّمًا على بني إسرائيل فعُوقبوا باستعمالِه وهلكوا بسببِه، ويحتمل أنَّ الهلاك كان به وبغيرِه مِن المعاصي، وعند ظهور ذلك فيهم هلكوا، وفيه معاقبة العامَّة بظهور المنكر.