الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}

          ░44▒ قولُه : (وَآلُ عِمْرَانَ هم الْمُؤْمِنُونَ) فإن قُلتَ: ما حاصل هذا الكلام (وَآلُ عِمْرَانَ) كيف يكون بعضُ آل عمران وكذا كيف يكون بعض آل إبراهيم و آل محمد وبينهم مُدَد متطاولة؟
          قُلتُ حاصلُه: أنَّ المؤمنين هم آلهم، ثمَّ إنَّ الكلَ متناسلون يتشعَّب بعضُهم مِن بعض كما قال تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران:34] والمراد بياسين هو المذكور في قولِه تعالى : {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات:123] وقيل هو إدريس، وقيل غيرُه، والآل أصلُه الأهل فقلبت الهاء همزة، بدليل أنَّ التَّصغير يردُّّ الأشياء إلى أصولِها وتصغيرُه أُهَيل.