الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}

          ░30▒ قولُه: (أَبُو الْعَالِيَةِ) مِن العُلوِّ بالمهملة قال الله تعالى : {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة:68] و(النَّصَفُ) بفتح النُّون والصَّاد وقال تعالى: {لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة:71].
          قولُه: (صَفْرَاءُ إِنْ شِئْتَ سَوْدَاءُ) غرضُه أنَّ الصُّفرة يحتمل حملُها على معناها المشهور وعلى معنى السَّواد كما في قولِه تعالى: {جِمَالَاتٌ صُفْرٌ} [المرسلات:33] فإنَّه قد يفسَّر بسُوْدٍ تضرب إلى الصُّفرة، فَاحْمِلْ على أيِّهما شئت. قال الحسن : صفراء فاقع أي سوداء شديدة السَّواد، ولعلَّه مستعار مِن صفة الإبل لأنَّ سوادَها يعلوه صُفرة، وبه فسَّر {جِمَالَاتٌ صُفْرٌ} وقال تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} [البقرة:72] أي اختلفتم وتدافعتم.