الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}

          ░1م▒ وقال {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق:4] أي إلا عليها يعني لما في معنى حرف الاستثناء، وقال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4] أي شدة خلق، وقال: {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف:26] أي مالاً، وقال: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} [الواقعة:58] أي النطفة في الأرحام، وقال: {أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} [النجم:45] وقال {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات:49] أي كل شيء خلقه الله فهو شفع، والخالق هو الوتر وحده لا شريك له، فإن قلتَ: السماء ليس بشفع بل وتر، قلتُ: معناه شفع الأرض كما أن الحار شفع البارد مثلاً، وقال: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:2] أي ضلال، وفسَّر {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} [العصر:3] بقوله: {إِلَّا مَنْ آمَنَ} [سبأ:37]، وأمثال هذه تكثير لحجم الكتاب لا تكثير للفوائد والله أعلم بمقصوده، وقال: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} [الصافات:11] أي لازم، وقال: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الواقعة:61] أي في أي خلق نشاء، وقال: {فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة:259] أي لم يتغير. فإن قلتَ: ما وَجهُ تعلُّقه بقصة آدم؟ قلتُ: ذكر بتبعية المسنون لأنه قد يقال باشتقاقه منه، وقال: / {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:26] أي طين متغيَّر، وقال: {بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ} [الأعراف:22] أي يلزقان بعضه ببعضٍ ليسترا به عَوْرَاتهما، يقال: خصفت النعل أي خرزتها، وقال : {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة:36] والمراد بالحين في هذه الآية: يوم القيامة، وقال {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ} [الأعراف:27] أي جيله أي جماعته.