الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب قول الله ╡ : {وهل أتاك حديث موسى. إذ رأى نارًا}

          ░22▒ قال تعالى: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} [طه:21] أي حالتَها، وقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه:54] أي التُّقى، وقال تعالى : {مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} [طه:87] أي بأمرنا وقال: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه:81] أي شقي، وقال: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} [القصص:10] أي إلَّا مِن ذكر موسى، وقال: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص:34] أي مُعِينًا بالمهملة والنُّون أو بالمعجمة والمثلَّثة، وقال: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ} [القصص:19] بضمِّ الطَّاء وكسرِها، وقال: {آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ} [القصص:29] وقال: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [القصص:35] وقال غير ابن عباس أي في تفسير قول الله تعالى : {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه:27] و(التَمْتَمَة) هي التَّردُّد في حرف التَّاء المثنَّاة الفوقانيَّة وانحراف اللِّسان إليها عند التكلُّم، و(الفَأْفَأَة) التَّردُّد في الفاء عنده، وقال: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه:31] أي ظهري، وقال: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ} [طه:61] وقال : {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [طه:63] أي بدينكم الأفضل والمثلى هي الفضلى، وقال: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [طه:67] كان أصلُه خوفة فذهبت الواو يعني قُلبت الواو لسكونِها وانكسار ما قبلَها ياء وذكر أمثال هذا في هذا الكتاب العظيم الشَّأن اشتغال بما لا يعنيه. وقال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه:71] يعني أنَّ الكلمة الظرفيَّة استعيرت للاستعلاء لبيان شدَّة التَّمكُّن كالمظروف، وقال: {فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ} [طه:95] أي ما بالك ما حالك، وقال: {فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} [طه:97] وقال: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه:59] {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} [القصص:11] أي لفظ قصِّيه إمَّا مشتقٌّ مِن القصِّ وهو اتباع الأثر أو مِن قصِّ الكلام كقولِه تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف:3] ولفظ الجنب والجنابة والاجتناب كلُّها واحد بمعنى البعد. وقال : {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} [طه:40] وقال: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} [طه:42] أي لا تضعفا وقال: {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [طه:58] أي منتصف بينهم.
          وقال: {طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} [طه:77] أي يابسًا، وقال: {حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} [طه:87] أي صنع، وقال : {فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ. أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ} [طه:88-89] فقال البخاري: هُمْ أي قوم السَّامري يقولون فنسي، ومعناه أخطأ موسى الربَّ حيث تركَه هاهنا وذهب إلى الطُّور يطلبُه ثَمَّة.