نيل الأماني في توضيح مقدمة القسطلاني

تعريف علم الحديث رواية

          وأما علم الحديث رواية فحدُّهُ: علمٌ يشتمل على ما أضيف إلى النَّبيِّ صلعم قولًا أو فعلًا أو تقريرًا.
          أي: يَشتمل على رواية ذلك ؛ _أي: نقله_ وضبطه وتحرير ألفاظه.
          وموضوعه: ذات النَّبيِّ صلعم من حيث أقواله وأفعاله... إلى آخره.
          وواضعه: ابن شهاب الزهري شيخ البخاري(1) ؛ أي: أنَّه أوَّل مَن دوَّنه وجمعه بأمر عمر بن عبد العزيز بعد موته صلعم بمئة سنة، وقد مات أغلب مَن كان يحفظه، فلولا أمره ☺بجمعه لضاع، وقد دخله الضَّعيف والشَّاذُّ ونحو ذلك، ولو جمع في حياته صلعم لكان مضبوطًا كالقرآن.
          وفائدته: الاحتراز عن الخطأ في نقل ذلك.
          وغايته: الفوز بسعادة الدَّارين.
          واسمه: علم الحديث رواية؛ أي: العلم الحاصل بالرِّواية؛ أي: النَّقل والإخبار.
          ومسائله: قضاياه الَّتي تُطلب فيه... إلى آخره، كقولك: قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» فإنَّه متضمِّنٌ لقضيَّة قائلة: «إنَّما الأعمال بالنِّيَّات» من أقواله صلعم، فالمراد: القضايا ولو ضمنًا، وباقي مبادئه يَشترك فيها مع الأوَّل / فلا يختلفان فيه.


[1] بهامش المطبوعة: (قوله: «شيخ البخاريِّ» لعله: شيخ مالك، وإلَّا فالبخاريُّ بينه وبين الزُّهريِّ جملة وسائط). انتهى. وهي حاشية مصحِّحه: محمَّد الزُّهري الغمراوي. وبين البخاري والزهري رجلان في بعض الأسانيد.