مزيد فتح الباري بشرح البخاري

باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الأول

          ░48▒ (بَابُ مَنْ دَخَلَ لِيَؤُمَّ النَّاسَ، فَجَاءَ الإِمَامُ الأَوَّلُ، فَتَأَخَّرَ الأَوَّلُ أَوْ لَمْ يَتَأَخَّرْ، جَازَتْ صَلَاتُهُ) /
          أي: هذا بابٌ ترجمته مَن دخل... إلى آخره.
          قوله: (الإِمَامُ الأَوَّلُ) أي: الراتب.
          قوله: (فَتَأَخَّرَ الأَوَّلُ) أي: الذي أراد أن ينوب عن الراتب، والمعرفة إذا أعيدت إنما تكون عينَ الأُولى عند عدم القرينة الدالة على المغايَرة، وقرينةُ كونها غيرَها هنا ظاهرة، ويروى (فَتَأَخَّرَ الآخَرُ)، والمراد منه الداخل. وكلٌّ منهما أولٌ باعتبار.
          قوله: (فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم) أي: في المذكور من قوله: (فَجَاءَ الإِمَامُ(1) الأَوَّلُ، فَتَأَخَّرَ الأَوَّلُ...) إلى آخره، قال شيخنا: يشير بالسبق(2) الأول وهو ما إذا تأخر إلى رواية عروة عنها في الباب الذي قبله حيث قال: فلما رآه استأخر، وبالثاني وهو ما إذا لم يستأخر إلى رواية عبيد الله(3) عنها حيث قال: فأراد أبو بكر أن يتأخر. وقد تقدمتْ في باب حد المريض، والجوازُ مستفاد من التقرير، وكلا الأمرين قد وقعا في حديث الباب.


[1] قوله: «الإمام» ساقط من الأصل.
[2] كذا في الأصل: «بالسبق» ولعل الصواب: «بالشق».
[3] في الفتح: «عبد الله».