مزيد فتح الباري بشرح البخاري

باب كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة

          ░14▒ (بَابٌ: كَمْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ، وَمَنْ يَنْتَظِرُ الإِقَامَةَ)
          أي هذا بابٌ يُذكر فيه كم بين الأذان والإقامة، فحينئذ يكون (بابٌ) منوَّنًا مرفوعًا على أنه خبرُ مبتدأٍ محذوف.
          قال العيني(1)، وقال شيخنا: أما (بابُ) فهو في روايتنا بلا تنوين.
          قال العيني: ليت شعري من هو الراوي له، فهل هو ممن يُعتمد عليه في تصرُّفه في التراكيب، وهذا ليس لفظ الحديث حتى يُقتصر فيه على المروي، وإنما هو كلام البخاري، فالذي له يد في تحقيق النظر في تراكيب الناس يتصرف بأي وجهٍ يأتي معه على قاعدة أهل النحو واصطلاح العلماء فيه، و(بابٌ) هنا منوَّنٌ، ووجهه ما ذكرناه. انتهى.
          قلت: شيخنا ☼ ذكر ما رَوَى عن مشايخه العلماء الأعلام المشهورين، وذلك من تحفظه رحمه الله ورضي الله عنه.
          و(كم) استفهامية، وخبرها(2) محذوفٌ تقديره: ساعة أو صلاة أو نحو ذلك.


[1] كذا في الأصل: «قال العيني» ولعل الصواب: «قاله العيني».
[2] في الفتح والعمدة: «مميزها».