مزيد فتح الباري بشرح البخاري

باب اثنان فما فوقهما جماعة

          ░35▒ (باب / اثنان فما فوقهما جماعة)
          وهو لفظ حديث ورد من طرق ضعيفة منها ما رواه ابن ماجه في سننه من حديث الربيع بن بدر عن أبيه عن جده عمرو بن جراد عن أبي موسى الأشعري: قال رسول الله صلعم: ((اثنان فما فوقهما جماعة)) وقال ابن حزم في «كتاب الإحكام»: هذا خبر ساقط.
          ومنها ما رواه البيهقي من حديث سعيد بن زَرْبِي، وهو ضعيف، قال: حدثنا ثابت عن أنس فذكره بمثله، ومنها ما رواه الدَّارَقُطْني من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله.
          قال ابن حزم: لا يصح. ومنها ما روي في «الكامل» للجرجاني من حديث الحكم بن عمير مرفوعا مثله، وفي سنده: عيسى بن طَهْمان، وهو منكر الحديث.
          قال شيخنا: وفي «الأوسط» للطبراني من حديث أبي أمَامَة، وعند أحمد من حديث أبي أمامة أيضًا أنه صلعم رأى رجلًا يصلي وحده فقال: ((ألَا رَجُلٌ يتَصَدَّق على هَذا فَيُصَلِّيْ معَه)) فقام رجل فصلى معه، فقال: ((هذان جَمَاعَة)) والقصة المذكورة من دون قوله: ((هذان جماعة)) أخرجها أبو داود والترمذي من وجه آخر صحيح. انتهى.