مصابيح الجامع الصحيح

حديث: اللهم سبع كسبع يوسف

          1007- (سَبْعٌ) مَرْفوع بأنَّه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: البلاء المطلوب نزوله عليهم سَبْع سنين كالسِّنين السَّبْع الَّتي كانت في زمان يوسف، وهي السَّبْع الشِّداد الَّتي أصابهم فيها القحط، أو المدعوُّ عليهم قحطٌ كقحطِ يوسف، أو خَبَر فعل مقدَّر نحو: لتكن سَبْع.
          و(كان) تامَّة أو مبتدأ وخبره محذوف؛ أي: سَبْعٍ كسَبْعِ يوسفَ مَطْلوبٌ، أو اجعلها عليهم، ومنصوب بتقدير فعل، نحو: اجعل سنينهم سَبْعًا، أو لتكن سبعًا؛ قاله الكرمانيُّ.
          وقال سيِّدي: هو مفعول بفعل مقدَّر؛ أي: سلِّط أو ابعث أو أعطني ونحو ذلك، ولم يوجِّه الرَّفع، بل قال: عُزِيَتْ لنسخة أبي ذرٍّ. /
          (الجِيَفَ) جمع الجيْفة، وَقد أراح فهي أخصُّ من المَيْتةِ؛ لأنَّها ما لم تَلْحقه الذَّكاةُ.
          (فَقَدْ مَضَتِ) هو كلام ابن مَسْعودٍ.
          [قوله: (وينظر) بفتح الراء وضمِّها والفتح أظهر، وبالضمِّ في نسخة أبي ذرٍّ؛ كذا نقل عن حواشي الدمياطي].
          إشارة: (اللِّزَامُ) القحط أو التصاق القَتْلى بعضهم ببعض يوم بدر، أو الأسر يوم بَدْر؛ لأنَّه أُسِرَ سَبْعون من قريش كما قُتِل سَبْعون أيضًا يومئذٍ.
          ابن بطَّال: فيه جواز الدُّعاء على الكفَّار بالجوع، وقيل: إنَّما دعا عليهم بذلك؛ ليضعفهم بالجوع عن طغيانهم، فإنَّ نفس الجائع أخشع لله وأقرب للانقِياد، فأجاب الله تعالى دعوته وأعلمه بأنَّهم سيعودون إلى ما كانوا عليه.
          (قَحَطُوا) بلفظِ المَعْروف بفتح الحاء وكسرها، وبلفظ المَجْهول يقال: قحط المطر قحوطًا؛ إذا احتبس.
          وحكى الفرَّاء: (قحط) بالكَسْر، وجاء (قُحِطَ القوم) على ما لم يسمَّ فاعله (قحطًا).
          إن قلتَ: مَا مَعْنى المَعْروف، إذ المطر هو المحتبس لا النَّاس؛ قلتُ: هُوَ من باب القَلْب، أو إذا كان هو محتبسًا عنهم فهو مُحْتبسون عنه.