مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الفاء مع الراء

          الفَاء مع الرَّاء
          1777- قوله: «يَعمِد إلى فَرثِها» [خ¦520] وهو ما في الكَرشِ.
          1778- وقوله: «فَرُّوجُ حَرِيرٍ» [خ¦375] بفتحِ الفاءِ والتَّشديدِ في الرَّاءِ، ويقال: بتخفيفِها أيضاً، وهو القُباءُ الذي فيه شَقٌّ من خلفِه، كذا فسَّرَه البخاريُّ.
          وقولُ عائشةَ ♦: «مَثَلُك يا أبا سَلَمَة مَثلُ الفُرُّوج» بضمِ الفاءِ لا غير، وهو الفتيُّ من ذكورِ الدَّجاجِ.
          و«فُرِج سقفُ بَيتِي» [خ¦3342]؛ أي: فُتِح فيه فتحٌ، وقد روي: «فَشُقَّ» [خ¦3207] مكان «فُرِج»؛ يعنِي: صدرَه، وروي: «فُرِج وشُقَّ».
          و«فَرَّج بين أصابعِه» [خ¦5639]؛ أي: فتحَ بينَها وبدَّدَها، وكذلك «فَرَّج بين يَديه» [خ¦390]؛ أي: فرقَّهما.
          و«إذا وَجد فُرْجَةً نصَّ»؛ أي: سَعَةً من الأرضِ، والفُرجَةُ: الخَلَلُ بين الشَّيئَينِ، وجمعها فُرُج، ويقالُ: فَرْجٌ في الواحدِ.
          و«لَعلَّ الله يَفرُجها عنكم» [خ¦2333]؛ أي: يوسِّعُها، وكذلك: «ففَرَجَ لنا منها فُرجَةً» [خ¦5974] بالضَّمِّ من السَّعةِ. ومنه: «فما فرَّجوا عنه حتَّى قتلوه» [خ¦3290]؛ أي: ما تفرَّقُوا عنه، وأمَّا من الرَّاحةِ فالفَرَجُ، ويقال فيه: فَرْجةٌ.
          ومنه: «مَن فَرَّج عن مُسلمٍ» [خ¦2442]؛ أي: أراحَه / منها، ومنه(1) :
..................                     لها فُرْجَةٌ كَحلِّ العِقَالِ
          وقوله في مَدينةِ الرُّوم: «فيُفرَجُ لهم»؛ أي: يتسعُ وينفتحُ، وفي الاستصحاءِ: «إلا انفرجَت»؛ أي: تبدَّدَت وانقطعَ بعضُها عن بعضٍ، وبقيت بينها فُرْجَةٌ.
          1779- قوله: «أحبُّ إليَّ من مَفرُوحٍ به» [خ¦1618]؛ أي: ممَّا يُسَرُّ به المرءُ، ولا يقال دون «به»، ويُقال: من مُفرِحٍ بضمِّ الميم وكسرِ الرَّاءِ، ومن قولِهم: أفرَحَني الشَّيءُ إذا سرَّني فهو مُفرِحٌ.
          وقوله: «فوَثَب إليه فَرِحاً» بفتحِ الرَّاءِ عندَ التَّميميِّ على المصدرِ، وعندَ الجمهورِ بكسرِها على الحالِ، وهو أشهرُ.
          وقوله: «لله أشدُّ فَرَحاً» الفرحُ هنا وفي أمثالِه الرِّضى والسُّرعةُ إلى القَبولِ، وحُسنِ الجزاءِ؛ لأنَّ السُّرورَ الذي هو انبساطُ النَّفسِ في حقِّه محالٌ، لكن في طيِّ ذلك الرِّضَى عمَّا يُسرُّ به عبَّر به مبالغةً.
          1780- قوله: «سبقَ المفَرِّدون» قال ابنُ الأعرابيِّ: يقال: فرَّدَ الرَّجلُ _بشدِّ الرَّاءِ_ إذا تفقَّه واعتزلَ النَّاسَ، وخلا بنفسِه وحدَه مراعياً للأمرِ والنَّهي، وقال ابنُ قتيبةَ: هم الذين هلكَ لِدَاتُهُم من النَّاسِ، وبقَوا هم يذكرون الله.
          وقال الأزهريُّ: هم المُتَخَلُّون عن النَّاسِ بذكرِالله، لا يَخْلِطُون به غيرَه، وقد جاء مُفسَّراً: «قِيل يا رسولَ الله: وما المفرِّدون؟ قال: الذين أُهتِرُوا في ذِكر الله، يَضَعُ الذِّكرُ أثقَالهم فيأتون خِفَافاً».
          وقيل: معنى «أُهتِروا» أصابَهم خَبَالٌ، وقيل: المفرِّدون الموحِّدون الذين لا يذكرون إلَّا الله، أخلصُوا له كلِّيَّتهم وعبادتَهم، ويقال معناه مِثل قولِهم: فنيَ فلانٌ في طاعةِ الله؛ أي: لم يزلْ مُلازِماً لها حتَّى فنيَ بالهرمِ وذهابِ القوَّةِ، وقيل معنى «أُهتِروا» اشتهروا، وقيل: أُولِعوا.
          وقوله: «حتَّى تَنفَرِدَ سَالِفَتِي» [خ¦2731] معناه: أقتلُ أو أموتُ؛ أي: تَبِيْنَ عن جسدِي إمَّا بسيفٍ، أو تنقطعَ في القبرِ، وقيل: حتَّى انفردَ عن النَّاسِ بالموتِ في قبرِي، والأوَّلُ أليقُ بالسَّالفةِ، وهي أعلى العُنُق، وقيل: حبلُه، وقيل: صَفحتُه، وقيل: العِرقُ الذي بين المنكبِ والعُنُقِ، والأوَّلُ أولَى، وروي: «تنْقَدَّ سالفَتِي». /
          و«الفِردوسُ» [خ¦2790] في السِّريانيَّةِ البُستانُ، وقيل: الكَرْم، وهو هاهنا ربوةٌ في الجنَّةِ؛ هي أوسطُ الجنَّةِ وأعلاها وأفضلُها.
          1781- و«الْفَرَطُ» [خ¦1344] الذي يتقدَّمُ الواردَ، فيهيئُ لهم ما يحتاجون، وهو في هذه الأحاديثِ الثَّوابُ والشَّفاعةُ، والنَّبيُّ صلعم يتقدَّمُ أمَّته ليشفعَ لهم، وكذلك الولدُ لأبويه، وللمؤمنين المصلِّين عليه أجراً لهم وثواباً، يقال: فَرَطَهم يَفْرُطُهم فهو فَارِطٌ وفَرَطٌ، والجمعُ فُرَّاطٌ.
          وقوله: «تَفارَطَ الغَزوُ» [خ¦4418]؛ أي: فَاتَ من أرادَه بتأخُّرِ وقتِه، وهو من السَّبقِ أيضاً؛ أي: سبقَ الغُزاةُ فلم يلحقْهم من تخلُّفٍ، وفرَّط قصَّر، والتَّفريطُ تركُ الشَّيءِ غيرَ مُهتبلٍ به، وأفرطتُ الشَّيءَ نسيتُه وتركتُه، والإفراطُ الزِّيادةُ في الشِّيءِ حتَّى يخرجَ به عن حدِّه من قولٍ أو فعلٍ.
          1782- قوله: «لا يَفرَك مُؤمنٌ مؤمنةً» بفتحِ الأوَّلِ والثَّالثِ وقد يُضَمُّ ثالثُه، أصلُه في النِّساءِ، فَرِكَتِ المرأةُ زوجَها تفرَكه وتفرُكه فِرْكاً وفُرُوكاً وفَرْكاً أبغضَته، ويُستعمَل في الرَّجلِ أيضاً ولكن قليلاً، وقد حُكِي عامَّاً، قال يعقوبُ: الفَركُ البُغضُ، ومنه قيل: إنِّها حسناءُ لا تُفرَك.
          وفي روايةِ العُذريِّ: «لا يَفرُك مُؤمِنٌ من مُؤمِنَة» و«من» هاهنا وهمٌ.
          1783- قوله: «فِرصَةٌ مُمَسَّكَة» [خ¦315] هي القِطعةُ من الصُّوفِ أو القطنِ، وفَرَصت الشَّيءَ قَطعته بالمقراضِ، وهي حديدةٌ يُقطَع بها.
          وفي روايةٍ: «فِرصةٌ من مَسكٍ» [خ¦314] بفتحِ الميمِ؛ أي: من جلدٍ فيه شعرُه، ومن رواهُ بكسرِ الميمِ أرادَ الطِّيبَ، وجاء في كتابِ عبدِ الرَّزاقِ مُفسَّراً: «يَعنِي: بالفِرصَةِ السُّكَّ، وقال بعضُهم: الذَّرِيرة»، كذا جاء في حديثِه بهذينِ التَّفسيرينِ، وذكرَه ابنُ قتيبيةَ: «قَرْضَة» بقافٍ مفتوحةٍ وضادٍ معجمةٍ، وهي القِطعةُ أيضاً، وقد صُحِّف هذا الحرفُ قديماً، وكأنَّه يعنِي بالفِرْصَةِ القِطعةَ من السُّكِّ، ومُمَسَّكَة على هذا مُطيَّبة بالمِسْكِ.
          1784- قوله: «بين فُرضَتَي الجَبَل» [خ¦492] بضمِّ الفاءِ، و«بين الفُرضَتينِ»، و«فُرضَةً من فُرَضِ الخَندَقِ» [خ¦627]؛ وفُرضَةُ النَّهرِ من / حيثُ يُورَد للشُّربِ، وفُرضَةُ البَحرِ حيثُ تَنْزُلُه السُّفنُ وتُركَب منه، وفُرضَةُ الشَّيءِ المتَّسِعُ منه، وقال الدَّاوديُّ: الفُرضتانِ من الجبلِ هما الثَّنيتانِ المرتفعتان كالشُّرافتينِ.
          و«فَرِيضَةُ الله على العِبَادِ» [خ¦1513]، و«فَرَائِضُ الله» ما ألزمَه عبادَه، وهي مأخوذةٌ من فَرْضِ القَوْسِ، وهو الحزُّ والقطعُ الذي في طَرفِه، حيثُ يوضَع الوَتَرُ ليثبُتَ فيه ويلزمَه ولا يزلَّ ولا يحيدَ.
          قوله: «فَرَضَ النَّبيُّ صلعم زكاةَ الفِطر» [خ¦1503]؛ أي: قدَّرها وبيَّنها، وهو مذهبُ بعضِ أهلِ الحجازِ والبَصرةِ، ومنه: {أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً} [البقرة:236]، وفرضَ الحاكمُ النَّفقةَ؛ أي: قدَّرَها وبيَّنها؛ وهو مذهبٌ، وقيل: معنى فرضَ زكاةَ الفطرِ ألزَمها وأوجبَها، وهو مذهبُ أكثرِ المالكيَّةِ وأهلِ العراقِ، وفرَّق بعضُهم بين فرَض وفرَّض، يقال: فرَّض بيَّن وفصَّل، وفرَض ألزمَ، وعلى هذا التَّأويلِ تأويلُ قوله تعالى: {سورة أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [النور:1] و{وفَرَّضْناها} [النور:1].
          وقوله: «هذه فريضَةُ الصَّدقةِ التي فَرَض رسولُ الله صلعم» [خ¦1454]؛ أي: قدَّر؛ لأنَّه قد بيَّن أنَّ الله ألزمَها وأمرَ بها.
          وقوله: «مَن منَع فَريضَةً من فَرائِضِ الله»؛ أي: ما وجبَ عليه إخراجُه في الزَّكاةِ، وهي الفريضةُ التي تلزَمُه، وقيل: بل هو على عمُومِه في سائرِ الفَرائضِ المَشروعةِ.
          وقوله في الفَريضةِ: «تَجِبُ عليه فلا تُوجَد عِندَه» يعني: السِّنَّ المعيَّن للإخراجِ عن العددِ الموقَّتِ.
          وقوله: «صَدَقة الفَرْضِ من غيرها» يعني: صدقةَ العينِ، ومنه: «ولم يَستَثنِ صَدَقَة الفَرْضِ» [خ¦1448] يحتملُ الصَّدقةَ الواجبةَ، ويحتملُ صدقةَ العينِ من الذَّهبِ والفضَّةِ، يقال: ما له فرضٌ ولا عرضٌ، والفرضُ خلافُ العرضِ.
          قوله: «خَشِيتُ أنْ يُفرَض عليكم»؛ أي: يفرضَها الله عليكم، ويحتملُ أنْ يريدَ: يعتقدَها مَنْ يأتي بعدَكم فرضاً إذا أدركُوا المداومةَ عليها في الجماعةِ.
          قوله: «في كُلِّ أُنملةٍ ثلاثُ فَرائِض، وثُلث فَريضة» يعني: أعدادَ ما يُؤخَذ من الدِّية في الإصبَعِ، وسُمِّيت فريضةً؛ لتقديرِها بذلك، أو لأنَّها أُلزِمت عِوضاً من ذلك.
          قوله: / «فركضتني منها فريضةٌ»؛ أي: «نَاقَةٌ» [خ¦7192] سُمِّيت فريضةً؛ لأنَّها كانت من إبلِ الصَّدقةِ كما تقدَّمَ، وقيل: المُسنَّة، والأوَّلُ أصوبُ.
          1785- قوله: «لا فَرَع» [خ¦5473] الفَرَع والفرَعة أوَّلُ ما تنتجُ النَّاقةُ، كانوا يذبحونَه لطواغِيتهم، فنُهيَ المؤمنون عن ذلك، وقيل: بل كان الرَّجلُ من العربِ إذا تتامَّت إبلُه مئةً قدَّم بَكراً فنحرَهُ لصنمِه، فهو الفَرَعُ.
          وقد جاء في حديث: «من شاء فرَّع»، وفي حديثٍ آخرَ: «في كلِّ سَائِمةٍ فَرَع»، وفي حديث: «أمر النَّبيُّ صلعم بالفرَع في خمسينَ شاةٍ»، وقال به بعض السَّلفِ، وأكثرُ فقهاءِ الفتوى يقولون بنسخِه والنَّهي عنه.
          قوله: «وكانت تَفرَعُ النِّساءَ»؛ أي: تطولُهُنَّ، والفارِعةُ والفرعاءُ والفُرُوعُ ما ارتفعَ من الأرضِ وتصاعدَ، وفَرَعُ الشَّجرةِ ما علا منها وطال عن جذمها.
          و«فُرُوع أُذُنَيه» أعالِيها، وكذلك عالي كلِّ شيءٍ.
          و«فُروعِ الفَجِر» أوائلُه وأولُّ ما يبدُو من كلِّ شيءٍ، وقيل: ما امتدَّ من ضوئِه وتفرَّعَ من نورِه.
          1786- قوله: «افرُغْ إلى أَضيَافك»؛ أي: اعمِد واقصد، ويقال: فَرَغ يفرُغ، ومنه: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ} [الرحمن:31]، وقد يكونُ الذي في الحديثِ بمعنى التَّخلِّي، والفراغُ عن كلِّ شُغلٍ إلى قِرى أضيافِه والشُّغلِ بأمرِهم.
          قوله: «اخرُج بأُختِك من الحَرم فلْتُهلَّ بِعُمرَة ثمَّ افرُغَا ثمَّ ائتيا» [خ¦1560]؛ أي: أكمِلا عملَ العمرةِ، وبعدُ: «حتَّى إذا فَرَغتُ، وفَرغتُ _وبعده_ قال: أفَرَغتُم» [خ¦1560] كلُّه بمعنًى، لكنَّ بعضَهم قال: صوابُه: «حتَّى إذا فَرَغ وفَرَغتُ» يعني أخاها.
          قوله: «لم أركَ فرَغْتَ لأبي بكرٍ وعمرَ كما فرَغْتَ لعثمانَ» (2) من الفراغِ والتَّهمُّم.
          1787- قوله: «فَرَق رسولُ الله صلعم» [خ¦3558]، و«كَانُوا يَفرُقون» [خ¦3558] بالتَّخفيفِ أشهرُ، وقد شدَّها بعضُهم، والمصدرُ الفَرْق بالسُّكونِ.
          وقد انفَرقَ شَعرُه انقسمَ في مَفرِقه، وهو وسطُ رأسِه، وأصلُه الفرق بين الشَّيئينِ، والمفرِق مكانُ فرقِ الشَّعرِ من الجبينِ إلى دائرةِ وسطِ الرَّأسِ، يُقالُ: بفتحِ الرَّاءِ والميمِ وكسرِهما، وكذلك مفرقُ الطَّرِيق. والفُرقَانُ القرآنُ؛ لتفريقِه بين الحقِّ والباطلِ، والفاروقُ عمرُ لذلك.
          قوله: «مُحمدٌ فَرْقٌ ما بين النَّاسِ» [خ¦7281]؛ أي: يفرُق بين المؤمنين / والكافرين، بتصديقِه وتكذِيبه، قوله: «كأنَّهما فِرقَان من طَيرٍ»؛ أي: جماعتان.
          قوله: «ولم يُفَرِّق بين اثنين» [خ¦910]؛ أي: يُباين بين أجسامِهما بالمرورِ بينَهما.
          قوله: «إنَّه قد فُرِق لي رأيٌ» بضمِّ الفاءِ وكَسرِ الرَّاءِ والتَّخفيفِ؛ أي: كُشِفَ وبُـــيِّن وأُظهِر، ومنه قوله تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ} [الإسراء:106]؛ أي: أحكمناهُ وفصَّلناه.
          قوله: «وفَرِقنَا أنْ تَكُون شَيطَانَةً»، و«فرِقنا أنَّك نسيتَ يمينَك»(3)؛ أي: ذَعَرْنا، ومنه: «كأنَّما أنظرُ إلى الله فَرَقاً»؛ أي: خوفاً وفَزَعاً، والفَرَق الفَزَعُ، ومنه: «فَفَرِقتُ أنْ يَفوتَني الغَدَاء»؛ أي: خشيتُ.
          قوله: «إناء(4) هو الفرَق» هو قدرُ ثلاثةِ آصُعٍ بفتحِ الرَّاءِ وسُكونِها، والفتحُ أشهرُ.
          «الفُرقُبيُّ» من الثِّياب، قال الخَطَّابيُّ: هي البيضُ من كَتَّانٍ، منسوبةٌ إلى فُرقُوب، فحذفوا الواوَ للنَّسبِ، وفي بعضِ رواياتِ «الموطَّأ»: «القُرقُبيُّ» بقافين، وكذا هو في «العين»، وفسَّره بثيابٍ من كَتَّانٍ بيضٍ، والرِّوايةُ الصَّحيحةُ عندَنا في «الموطَّأ» بالفاءِ أولاً ثمَّ الرَّاءِ ثمَّ قاف، وكلاهُما مضمومتانِ.
          1788- قوله: «يُصبِحُون فَرسَى» جمعُ فريسٍ(5)؛ أي: قتلَى؛ فَرَسَ الذِّئبُ الشَّاةَ وافترسَها إذا أخذَها.
          و«الفَرسَخ» [خ¦3151] ثلاثةُ أميالٍ، وأصلُه الشَّيءُ الدَّائمُ الكثيرُ.
          و«الفِرسِك» بكسرِ الفاءِ والسِّينِ الخَوخُ، وحُكِي فيه: «فِرْسَكٌ» وقيل: هو نوعٌ من الخَوخِ أملسُ.
          و«لو فِرسِنَ شاة» [خ¦2566] كالقدَم من الإنسانِ، قال غيرُ واحدٍ: وهو ما دون الرُّسُغ وفوقَ الحافرِ.
          1789- و«الفَراشُ» [خ¦3426] ما تطايرَ من الذُّبابِ والبَعوضِ، ما يطيرُ باللَّيل ويتساقطُ في النَّارِ، الواحدُ والجميعُ سواءٌ، قاله ابنُ دريدٍ، وقال غيرُه: يقال للخفيفِ من الرِّجال وغيرِه: فراشةٌ.
          قوله: «والتي طارَ فَراشُها من العَظم» بفتحِ الفاءِ، يعني: العظمَ الرَّقيقَ الذي على الدِّماغِ، وأصلُه من العِظام الرِّقاقِ التي تتداخَلُ، قال ابنُ دريدٍ: في مُقدَّمِه تحتَ الجبهةِ والجبينِ، وقال صاحبُ «العين»: هي الطَّرائِق الرِّقاق من القِحْفِ، وقال أبو عُبيدٍ: الفَراشُ ما يتطايرُ من عظامِ الرَّأسِ.
          قوله: «الولدُ للفِراشِ» [خ¦2053]؛ أي: لمالكِ الفِراشِ من زوجٍ أو سيِّدٍ، وهي كنايةٌ عن الواطِئ المُفترشِ لها بوجهِ الحقِّ لذلك، وهو من / اختصارِ الكلام وإيجازِه، ويقال: افترشَ فلانٌ فلانةً إذا تزوَّجَها.
          وقوله: «لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُم غَيرَكم» الكنايةُ بالفُرُش هنا عن النِّساءِ، أو من أجلِ النِّساءِ اللَّاتي يُجامَعن عليها، ومنه قوله: «زوَّجتُك وفَرشتُكَ» [خ¦5130]؛ أي: جعلتُ أُختِي لك فِراشاً، كنايةً عمَّا تقدَّم.
          وقوله: «ويَفرِش رجلَه اليُسرَى» بكَسرِ الرَّاءِ وفتحِ الياءِ، ثلاثيٌّ؛ أي: يبسُطُها.
          1790- قوله: «فَفَرشتُ له فَرْوَةً» [خ¦3917]، ويروى: «فَبَسطتُ عليه فَرْوَة» [خ¦3615]، قيل: هي حشيشةٌ يابسةٌ، أو قطعةٌ من حشيشٍ يابسٍ، ويُحتَمل أنْ يكون على وجههِ وظاهرِه، وفي بعضِ طرقِه في البخاريِّ في «باب الهجرةِ»: «فَفَرشتُ له فَروةً مَعي»، وهذا يُشعِر بأنَّ الفروةَ هاهنا من اللِّباسِ المَعلومِ.
          وفي حديثِ موسَى: «إنَّما سُمِّيَ خَضِراً لأنَّه جَلَس على فروة بيضاء(6)، فإذا هي تَهتزُّ خَضرَاءَ» [خ¦3402] قال الحربيُّ: هي قطعةٌ يابسةٌ من حشيشٍ، وقال المطرِّزُ عن ابنِ الأعرابيِّ: الفَرْوةُ أرضٌ بيضاءُ ليس فيها نباتٌ، وقال أبو الهيثم الكُشْمِيهنيُّ: الفروةُ جلدةُ أرضٍ، وقال عبدُ الرَّزَّاقِ: هي الأرضُ اليابسةُ، قيل يعنِي: الهَشِيمَ اليابسَ، وهو نحو ما تقدَّم.
          1791- قوله: «يَفرِي فَرِيَّه» [خ¦3633] بكسرِ الرَّاءِ وإسكانِها، قرأناه على شيوخِنا أبي الحسينِ وغيرِه، وأنكرَ الخليلُ التَّثقيلَ وغلَّط قائلَه، ومعناه: يعمَلُ عمَلَه ويقوى قوَّتَه، يقال: فلانٌ يفري الفَرِيَّ؛ أي: يعملُ العملَ البالغَ، ومنه: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم:27]؛ أي: عظيماً، ومنه قولُ حسَّانَ: «لأفرينَّهم فريَ الأَدِيم»؛ أي: لأقطعنَّ أعراضَهم تقطيعَ الأديمِ وتشقيقِه.
          وقوله: «ما فَرَى الأوداجَ»؛ أي: قطَعَها وشقَّها، كذا روايتُنا فيه، وقيل: بل هو في كلام العربِ أفرَى إذا شقَّها وأخرجَ ما فيها وقتلَ صاحبَها، فكأنَّه من الإفسادِ عندَه، قال القاضي: والرِّوايةُ صحيحةٌ؛ لأنَّ الذَّكاةَ إصلاحٌ لا إفساد، وقيل: فرَى المَزَادة خَرَزَها، فكأنَّه يريدُ قطعَها للخَرْزِ، وأفرَى الجُرحَ إذا بطَّه.
          قوله: «إنَّ مِن أفرَى الفِرَى أنْ يدَّعِي الرَّجُلُ إلى غَيرِ أبيه» / [خ¦3509]؛ أي: من أشدِّ الكذبِ، والفِريةُ الكذبةُ، يقال منه: فَرِيَ بالكسرِ يَفرِي فِريةً إذا كذَبَ.


[1] عجز بيت صدره كما في «تهذيب اللغة»3/499:
~رُبَّما تُكْرَهُ النُّفوس من الأمْـــ                      ــرِ له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العقَالِ
[2] يأتي في فصل الاختلاف.
[3] انظر ما تقدَّم.
[4] تحرف في الأصول إلى (إنَّما).
[5] في (ن): (فرس) وقال في هامش (س): (لعله فرس، كذا في «النهاية»).
[6] زاد في (ن): (فروة أرضٍ بيضاء ليس فيها نبات).