مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الفاء مع الجيم

          الفَاء مع الجيمِ
          1760- «ما لَقِيك الشَّيطانُ سالكاً فَجَّاً إلَّا سَلَك فَجَّاً غيرَ فجِّك» [خ¦3294] هو الطَّريقُ الواسعُ، وكلُّ مُنخَرَقٍ بين جبلينِ فجٌّ، ومنه: {مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج:27]؛ أي: طريقٍ واسعٍ غامضٍ، وهذا هنا مَثَلٌ لاستقامةِ آرائِه وحُسنِ هديِه، وأنَّها بعيدةٌ عن الباطلِ وزيغِ الشَّيطانِ، وقد تكونُ بمعنَى / الاستعارةِ للهيبةِ والرَّهبةِ، وهو دليلُ بساطِ الحديثِ، وأنَّ الشَّيطانَ يهابُه ويهربُ فَرَقَاً منه متى لَقِيَه.
          1761- «مَوتُ الفُجَاءَةِ» [خ¦23/95-2189] ممدودٌ مضمومُ الأوَّلِ، وهي البَغتةُ دونَ مُقدِّمةِ مرضٍ ولا سببٍ، وقيَّدَه بعضُ شيوخِنا: «فَجْأَة» بفتحِ الفاءِ وسكونِ الجيم، ومنه في التَّعوُّذِ: «وفَجْأَةِ نِقمَتِكَ»؛ أي: حلولِها بغتةً، و«نَظْرَةُ الفُجَاءَة» نظرٌ على غيرِ تعمُّدٍ، يقال: فجأنِي الأمرُ يفجَؤُنِي، وفَجِئنِي يفجَؤُني أيضاً إذا بغتَك.
          1762- «الفُجُورُ» [خ¦1564] العِصيانُ، وأصلُه الانبعاثُ في المعاصي والانهماكُ كانفجارِ الماءِ، ومنه سُمِّي الفَجْرُ؛ لانبعاثِ النُّورِ في سوادِ الظُّلمةِ.
          قوله: «وإنَّ الكَذِبَ يَهدِي إلى الفُجُورِ» [خ¦6094]؛ أي: إلى الرِّيبةِ هنا، والفُجُورُ الكَذِبُ والرِّيبةُ، قاله صاحبُ «العينِ»، وقال ابنُ دُريدٍ: هو الانبعاثُ في المعاصي، وقال الهرويُّ: هو الميلُ عن القَصدِ.
          1763- قوله: «فإذَا وَجَد فَجوَة نَصَّ» [خ¦1666]؛ أي: سعةً من الأرضِ وهي الفَجوةُ، والفَجْواءُ المتَّسعُ من الأرضِ يُخرَجُ إليه من ضِيقٍ، وقد رُوِيَ في «الموطَّأ»: «فُرْجَةً»، وهي روايةُ يحيى وابنِ بكيرٍ وأبي مصعبٍ، وعندَ ابنِ القاسم والقَعنبيِّ: «فجوةً».