مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الفاء مع الطاء

          الفَاء مع الطَّاء
          1794- «كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفِطْرةِ» [خ¦1358] الفِطرَة الدِّينُ الذي فَطَر الله الخلقَ عليه، قال الله تعالى: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم:30]، وقد رُوِيَ: «يولَدُ على المِلَّةِ» وهو المرادُ بهذا، وقيل: بل المرادُ ابتداءُ الخِلْقَة وما فُطِر عليه في الرَّحِم من سعدٍ أو شقاءٍ، وأبواه يحكمان له وعليه في الدُّنيا بحُكمِهما.
          وقيل: الفِطرَة هنا أصلُ الخِلقَة من السَّلامةِ، والفِطرَة ابتداءُ الخِلقَة، و{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [فاطر:1] مبتدئُ خَلْقِها؛ أي: يُخلَق سالماً من الكُفر وغيرِه، متهيِّئاً لقَبولِ الصَّلاحِ والهُدى، ثمَّ أبواه يحملانِه بعدُ على ما سبقَ له في الكتابِ، كما قال في آخرِ الحديثِ: «كما تُنتَجُ البهيمةُ بهيمةً جَمعاءَ، هل تحِسُّ فيها من جَدْعاءَ؟» وقيل: على فِطرَة الله، يعني: حُكمَه.
          وقوله: «تفطَّرَتْ رِجلاه» [خ¦19/6-1790]؛ أي: تشقَّقت ووَرِمت من طولِ القيام، كما قال في الحديثِ الآخرِ: «حتَّى ترِمَ» [خ¦1130] و«تنتَفِخَ». [خ¦6471]
          1795- قوله: «غلامٌ فطيمٌ» [خ¦6203] الفَطْمُ قطعُ الصَّبيِّ عن الرَّضاعِ، وأمُّه فاطمةٌ له، ومنه اشتُّقت فاطِمة.
          وفي حديثِ الإمارةِ: «وبِئْسَتِ الفاطِمةُ» [خ¦7148] استعارةٌ للعزلِ؛ لأنَّه قطعٌ لاستدرارِ فوائد الإمارَةِ ولذَّتِها.
          وقوله: «اقسِمْه... بين الفواطِم الأربَعِ» جمعُ فاطِمةَ، وجاء في بعضِ طُرقه: «بين الفواطِم الأربَعِ»، وفي بعضِ تفاسيرِ الحديثِ منهنَّ اثنتانِ مسمَّاتان، وفي بعضِها أسماءُ ثلاثٍ، وفي بعضِها أنَّهنُّ أربعٌ، فأمَّا الاثنتانِ قال ابنُ قُتيبةَ: فاطِمة بنتُ رسُول الله صلعم، / والأخرى: فاطِمة بنتُ أسدِ بنِ هاشم، أمُّ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، قال: ولا أعرفُ الثَّالثة، قال الهرويُّ: هي فاطِمة بنتُ حمزةَ، قال القاضي: الرَّابعةُ فاطِمة بنتُ عتبةَ بنِ ربيعةَ زوجُ عَقيلِ بنِ أبي طالبٍ، وهي التي سار معاويةُ وابنُ عبَّاس حكمين بينَها وبينَ عَقيلٍ.