مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الفاء مع الياء

          الفَاء مع اليَاء
          1842- قوله: «حتَّى يَفيئا»؛ أي: يرجِعا إلى حالِهما الأولى من الصُّحبةِ والأخوَّةِ.
          و«فاءَ الفَيْءُ» [خ¦3258]، و«فَيْء التُّلولِ» [خ¦535]، والفيءُ مهموزٌ؛ ما كان شمساً فنسخَها الظِّلُّ، والظِّلُّ ما لم تغشَه الشَّمسُ، وأصلُ الفيءِ الرُّجوع؛ أي: ما رجعَ من الظِّلِّ من جهةِ المغربِ على المشرقِ، قالوا: والظِّلُّ ما قبلَ الزَّوالِ مُمتداً من المشرقِ إلى المغربِ على ما لم تطلُع عليه الشَّمس قبلُ، والفيءُ ما بعدَ الزَّوالِ؛ لأنَّه يرجعُ من جهةِ المغربِ إلى جهةِ المشرقِ؛ لأنَّه يرجعُ إلى ما كانت عليه قبلُ، / ويدلُّ عليه قوله في «باب علاماتِ النُّبوَّة» في البُخاريِّ: «إلى ظِلٍّ لم تأتِ عليه الشَّمسُ». [خ¦3615]
          وفي البُخاريِّ في بعضِ الرِّواياتِ: «قال ابنُ عبَّاسٍ: تتفيَّأ؛ أي: تتميَّل» [خ¦539]، وقولها: «تُسرِعُ منها الفَيْءُ»؛ أي: الرُّجوعُ.
          و«فيء المسلمين» ما ردَّ الله عليهم من مالِ عدِّوهم، ومنه قوله: «من أوِّل ما يُفيءُ الله علينا» [خ¦2307]؛ أي: نغنَمُه.
          وقوله: «تُفَيِّئُها الرِّيحُ» [خ¦5642]؛ أي: تُميلها، مثل قوله في الحديثِ الآخرِ: «تميلُها وتصرَعُها»، وفي روايةِ أبي ذرٍّ: «تَفَيَّؤها» بفتحِ التَّاء والفاء.
          1843- قوله: «من فَيحِ جهنَّمَ» [خ¦534]؛ أي: من انتشارِ حرِّها وقوَّته، وعند أبي داودَ: «فَوْح» [خ¦5726]، وهما بمعنًى، ومنه: فَوح الطِّيب؛ وهو سطوعُ ريحِه وانتشارُه.
          وقوله: «صعيدٌ أفيحَ» [خ¦146]؛ أي: متَّسعٌ، وقوله: «بيتُها فَيَاحٌ» [خ¦5189]؛ أي: فَساحٌ واسعٌ.
          1844- وقوله: «حتَّى تفيظَ نفسُه»؛ أي: تخرُجَ وأصلُه ما يخرجُ من فِيْهِ من رغوةٍ عندَ الموتِ، واختلفَ أهلُ اللُّغة في هذا؛ فمنهم من يكتبُه بظاءٍ، ومنهم من يكتبُه بضادٍ، ومنهم من يقول: متى ذَكَرْتَ النَّفسَ فبالضَّاد، كفيضِ غيرِها، ومتى قيل: فاظَ فلانٌ، ولم يَذْكُر النَّفسَ فبالظَّاء، هذا قولُ أبي عمرِو بنِ العلاءِ، وقال الفرَّاء: طيِّئٌ تقول: فاظَت نفسُه، وقيسٌ تقول: فاضَت نفسُه، قلت: الأصوبُ أنْ يُقال: فاظَ الميِّتُ، لا تُذكر نفسه، وفاضَت نفسُ الميتِ.
          وقوله: «يَفيضُ المالُ» [خ¦2222]؛ أي: يكثُر حتَّى يفضلَ منه بأيدي مُلَّاكه ما لا حاجَة لهم به، وقيل: بل ينتشرُ في النَّاس ويعمُّهم، وهو الأولى.
          1845- قوله: «وبيده الفَيضُ» [خ¦7419] يحتملُ أنْ يُراد به الإحسانَ والعطاءَ الواسعَ، وقد يكونُ الموتَ وفيضَ الأرواحِ، حكاه بعضُ أهلِ اللُّغة.
          قوله: «حتَّى إذا فِضْتُ عرَقاً»؛ أي: تصبَّبتُ كما يفيضُ الإناءُ من كثرةِ ملئِه، وقال أبو مروانَ بنُ سراجٍ: ويقال: فصتُ بصادٍ مهملةٍ، وهو بمعنى فضتُ.
          وقوله: {تُفِيضُونَ فِيهِ} [الأحقاف:8]؛ أي: تأخُذون فيه، وتدفَعون في التَّحدُّث، ومنه: حديثٌ مفاضٌ ومستفاضٌ، ومنه: إفاضةُ الحُجَّاج من منى إلى عرفةَ، ثمَّ منها إلى المُزدلِفة؛ أي: / اندفعُوا بسُرعةٍ وكَثرةٍ، وطواف الإفاضةِ هو الذي يكون إثرَ الإفاضةِ من منى إلى مكَّة يومَ النَّحرِ؛ أي: إسراعُهم وشدَّة دفعِهم.
          وفي حديثِ ابنِ بشَّار: في «باب: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} [البقرة:197]» قول عائشةَ ♦: «فأفضتُ بالبيتِ» [خ¦1560]، كذا الرِّوايةُ، وهو صحيحٌ، ومعناه: طُفتُ الإفاضةَ.
          1846- قوله: «وكأنَّ ورقَها آذانُ الفِيَلةِ». [خ¦3887]
          وعندَ المروزيِّ: «آذان الفيول» [خ¦3207]، وكلُّه جمعُ فيلٍ.
          1847- قوله: «ففيم يشبِهُ الولَدُ؟»، كذا في «بابِ التَّبسُّم»؛ أي: في أيِّ شيءٍ يُشَبَّهُ بوالديه، وعندَ الأصيليِّ: «فبِمَ؟» [خ¦6091] بالباءِ، وهما متقاربان.