مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الفاء مع الذال

          الفَاء مع الذَّال
          1776- قوله: «لا يَدعُ فَاذَّة» [خ¦2898]، وقوله:«إلَّا هذِه الآيةُ الجَامِعَة الفَاذَّة» [خ¦2371] ويروى: «الفَذَّة»، و«الفاذَّةُ»، و«الشَّاذَّةُ»، سواءٌ، وكذلك فذَّة، وكلُّه بمعنى منفردةٍ؛ أي: لا يدعُ من النَّاسِ أحداً ولا مَن فذَّ وشذَّ؛ أي: انفردَ، ولا يسلمُ منه من خرجَ من جماعةِ الجيشِ ولا مَن فيه، وإنَّما هي عبارةٌ عن المبالغةِ؛ أي: لا يدعُ نفساً إلَّا قتلَها واستقصاها.
          قال ابنُ الأعرابيِّ(1) : يقال: ما يدعُ فلانٌ شاذَّاً ولا فاذَّاً إذا كان شجاعاً لا يلقَى أحداً إلَّا قتلَه، ومعنى «الآيةُ الجامعةُ» العامَّةُ لجميعِ أفعالِ الخيرِ والشَّرِ في الحُمُرِ وغيرِها، لقوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7-8] / فعمَّت في الحُمُر وغيرِها ما فسَّرَه في الخيلِ وغيرِ ذلك، ومعنى الفاذَّة المنفرِدَة القليلة المِثْلِ في بابِها.
          و«صلاةُ الفَذِّ» [خ¦645] المنفرد المصلِّي وحدَه، ولغةُ عبدِ القيسِ فنذ بالنُّونِ، وهي غنَّة، وكذلك يقولُه أهلُ الشَّام.


[1] في (س): (ابن الأنباري)، وما أثبتناه موافق «للمشارق».