مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الفاء مع الشين

          الفَاء مع الشِّين
          1829- في حديث جابرٍ آخر كتاب مسلم: «ففشَجَتْ فبالَت»؛ أي: فرَّجَت ما بين رجليها للبولِ كما تفعلُ الدَّوابُّ، وقد ذكرنا هذا في الباءِ.
          1830- قوله في «باب من طافَ بالبيتِ فقد حلَّ»: «إنَّ هذا الأمر قد تفشَّعَ(1) له النَّاس» بعينٍ مُهملةٍ، ورويناه في حديثِ الدَّارِ في كتابِ مسلمٍ بغيرِ خلافٍ، ومعناه: انتشَر وفشَى، وكذا رواه أبو داودَ، وابنُ أبي شيبةَ في حديثِ هشامٍ: «ما هذه الفُتيا التي تفشعتْ في النَّاس؟»، وهو في كتابِ مسلمٍ: «قد تشغَّفت _بتقديم / الشِّين، ثمَّ غين معجمة_ أو تشعَّبت(2)» بعينٍ مُهملةٍ على الشَّكِ، إلَّا أنَّ الآخرَ بالباءِ مكانَ الفاءِ، وروي أيضاً في الآخرِ بالمُعجمةِ وبالعينِ والفاءِ، رواه ابنُ أبي شيبةَ في كتابِه عن شعبةَ، وأكثرُ روايتِنا في الحرفين بالعينِ المُهملةِ، وأمَّا أبو عبيدٍ: فذكرَه بالمُعجمةِ من روايةِ حجَّاجٍ، وبالمُهملةِ من روايةِ غيرِه، فمعنى تشعَّبت افترقَت فيها الآراءُ وتخالَفت الفتاوَى، ومعنى تشغَّبت اختَلَطت، ومعنى تشغَّفت عَلِقَت بهم وشُغِفوا بها، من قوله: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} [يوسف:30]؛ أي: عَلِقَ بها من شِغافِ القلبِ، وهو غِلافُه.
          ووقع في حديثِ الدَّارميِّ في مسلمٍ لبعضِهم: «تقشَّع» بالقافِ، وهو وهمٌ، وتقديمُ الفاءِ على الشِّين أصوبُ.
          1831- قوله: «ضمُّوا فَواشيَكُم» هو كلُّ شيءٍ ينتشر من المالِ والصِّبيانِ وغيرِهم.
          قوله: «فشَتْ في ذلك القالةُ» [خ¦2506]؛ أي: انتشرَت وذاعَت، ومنه: قول عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ: «وليُفشوا العلمَ» [خ¦3/34-179]؛ أي: ينشرُوه ويظهِرُوه ولا يكتمُوه، ولا يخصُّوا به.
          و«يُفشي(3) سِرَّها» يكشفُه وينشرُه.


[1] في نسختنا من صحيح مسلم░1244▒ (تفشغ).
[2] في نسختنا من صحيح مسلم░1244▒ (تشغبت).
[3] في نسختنا من صحيح مسلم░1437▒: (ينشر).