مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الهمزة مع الكاف

          الهَمزةُ مع الكَافِ
          48- [«لعَن الله آكِلَ الرِّبا ومُوكِلَه» [خ¦2086]، كذا رَوَيناه بالمَدِّ اسم الفاعل، وكذا قيَّده الأصيليُّ بخَطِّه، ويُصحِّحه قولُه بعدُ: «ومُوكِلَه» وهو المُطعِم].
          و قوله صلعم في فَصلِ ما بيننا وبين أهلِ الكِتاب: «أُكْلَةُ السَّحَرِ» [يعنى السُّحورَ أُكلة السَّحر]، كذا رَوَيناه [في مُسلمٍ] بضمِّ الهَمزةِ، والوجهُ هاهنا الفَتح؛ لأنَّ الأُكلَة بالضمِّ هي اللُّقمَة، وبالفتحِ المَصدَر، وهي المرَّة الواحِدَة من الأكلِ كالضَّربةِ من الضَّرب.
          وفي حَديثِ [المَملُوك و] السَّائل [ذكر] : «الأُكْلَةُ والأُكْلَتانِ» [خ¦1476]، [و«يرفَعُ الأُكْلَةَ لفِيه»] هذا بضَمِّ الهَمزةِ؛ لأنَّه بمعنى: اللُّقمة، وكذا قوله: «إنَّ الله لَيَرضَى مِن عَبدِه أن يأكُلَ / الأُكْلَةَ فيَحْمَدَه علَيها»، وإذا كانت بمعنى المرَّة الواحِدَة فهي بالفَتحِ، إلَّا أن يكون معها هاء فتكون مَضمُوماً بمعنى: المَأكُول، ومَفتوحاً اسم الفِعْل، قال الله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم:25]؛ أي: ما يُؤكَل منها.
          وقول أبي بَكرٍ ☺: «ولا تعقِرَنَّ شاةً ولا بَعِيراً إلَّا لمَأْكَلَةٍ» بفَتحِ الكافِ قيَّده في «المُوطَّأ»؛ أي: لتَأكُلوه، ويجوز الضَّمُّ أيضاً.
          وقوله: «إلَّا آكَلةَ الخَضِرِ» [خ¦1465] هي الرَّاعِيَة لغضِّ النَّبات وناعمه.
          قوله صلعم: «أمِرتُ بقريةٍ تأكُلُ القُرى» [خ¦1781]؛ أي: أمِرت بالهِجرَةِ إلى قريَةٍ تفتَح منها القُرى ويُؤكَل فَيئُها ويُسبَى أهلُها، [والقُرى المُدُن]، يقال: أكَلْنا بني فَلانٍ إذا ظهَرْنا عليهم، [وأكلَ اللُّصوص الرُّفقةَ(1) إذا سلَبوا أموالَهم]، وأصلُ الأكلِ للشَّيءِ الإفناء له، ثمَّ استُعِير لافتتاح البِلاد وسَلبِ الأمْوالِ.
          وفي حَديثِ الزَّكاة: «ولا تأخُذِ الأَكُولةَ» بفَتحِ الهَمزةِ يعني من الغَنمِ، وهي الكثِيرةُ الأكْلِ، فَعولَة بمعنى فاعِلَة، وقيل: هي المُتَّخذة للأكل لا للنَّسلِ، فَعولَة بمعنى مَفعُولة وقيل: هي المَعلُوفة، [وقال أبو عُبيدٍ: هي المُسمَّنة للأكل، وكلُّ هذا مُتقارب]، وقال السُّلميُّ: [الأكُولةُ من الغَنمِ] هي التي تُسمَّن كأنَّه يعني الفحولَ، قال: وسَمِعت أنَّ الأكُولةَ هي الرَّباعِيَة، قال: وهي عندي أولى ما قيل؛ لقول عمرَ ☺ [أوَّل الحديثِ] : «خُذْ منهم الجذَعَةَ والثَّنِيَّةَ».
          وقال شِمرٌ: [الأكُولة من الغَنمِ] هي الخَصِي والهَرِمةُ والعاقِرُ، [كأنَّه يريد الذي لا يُراد إلَّا للذَّبحِ].
          49- [قوله: «عِندَ أَكَمَةٍ»، و«خلَق...الآكَامَ» [خ¦65-7058]، و«على الآكَامِ» [خ¦1013] هو بالفَتحِ والمدِّ جمعُ أَكَمَة، ويقال: إكام بالكَسرِ أيضاً، وهو ما غلُظ من الأرضِ ولم يبلُغ أن يكون جبَلاً، وكان أكثَر ارتفاعاً ممَّا حَولَه كالتُّلُول ونَحوِها، وقال مالكٌ: هي الجِبال الصِّغار، وقال غيرُه: هو ما اجتمَع من التُّراب، أكبرُ من الكُدى ودون الجِبال، وقال الخليلُ: هي من حَجرٍ واحدٍ، وقيل: هي فوق الرَّابِية ودون الجبل، وقد رواه بعضُهم في «المُوطَّأ»: «الأَكَم» بالفَتحِ، ووقَع للقابسِيِّ في التَّفسير: «وخَلَقَ الأكْوامَ» وهما بمعنًى واحدٍ، قال الخليلُ: الكَومُ العظيمُ من كلِّ شيءٍ، وكوَّمتُ الشَّيءَ جَمعتُه، قال الهرويُّ: والكومُ والكومةُ مَوضِع مُشرِف، وسيأتي في حَرفِ الكَافِ [ك و].
          50- قوله: «على حمارٍ على إِكَافٍ» [خ¦2987] بكَسرِ الهَمزةِ، وهو كالبَرذَعة، ويقال: وِكافٌ بالواوِ أيضاً]
.


[1] ضبطت في الأصول بضبطين المثبت و: الرِّفــقةَ.