مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الهمزة مع الدال

          الهَمزَة مع الدَّال
          25- قوله: «مَأدَبة(1)» [خ¦7281] بفَتحِ الدَّال وضمِّها، هي الطَّعامُ يُصنَع للقَومِ يُدعَون إليه، [ومنه: «واتَّخذ مَأدَبَة»(2)]، ومن الأدَبِ بالفَتحِ، [ومنه الحديثُ: «القُرآنُ مَأدَبة الله»، وقيل: هو مَثَلٌ من الطَّعامِ؛ أي: دَعْوَتُه التي دعا إليها الخلق، وجعَلَه الأصمعيُّ في الطَّعامِ بالضَّمِّ وفي الأدب بالفَتحِ، وحكَى أبو عُبيدةَ عن الأحمرِ أنَّهما لُغَتانِ، وقالهما أبو زَيدٍ في الطَّعامِ، وحكَى مأدِبة].
          26- [وفي الحديثِ ذكر: «الأُدْرَة» [خ¦3404] و«الآدَر» [خ¦278] اسم الفاعل بالمدِّ وتخفِيف الرَّاء، والأَدَرَة بالقَصرِ وفَتحِ الهمزة والدَّال، وقرَأه أبو ذَرٍّ بسُكون الدَّالِ، ووقَع في «الأدب»(3) بضمِّ الهَمزةِ وسُكون الدَّالِ، وفي كتاب «العين»: أَدِرَ يأْدَر أَدَراً، فهو آدر، والاسمُ الأُدْرَة].
          27- قوله: «فآدَمَتْهُ» [خ¦3578] يعني أمَّ سُلَيم بمَدِّ الهَمزةِ، كذا أكثَر ما ضبَطْناه قِراءةً، ويقال أيضاً: «أَدَمَتْه» مخفَّف الدَّال مَقصُور الألف لُغَتان ثُلاثِي ورُباعِيٌّ، ورواه القَنازِعيُّ في «المُوطَّأ»: «فأدَّمتُه» بتَشديدِ الدَّالِ، ووجهُهُ تَكثِير الإدامِ، [وقد صحَّحه بعضُ شيُوخِنا الأدباء، وقال: التَّخفيفُ والقَصر أحسَن الوُجوه، ومعناه كلِّه أنَّه جعلت له إداماً بكَسرِ الهَمزةِ.
          وفي الحديثِ: «نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ»، وجمعُه (أُدُم) بضمِّ الدَّال، ويقال للواحد أيضاً: أُدْم بضمِّ الهَمزةِ وسُكون الدَّال، ويُجمَع إداماً، وقد رُوِي: «نِعمَ الأُدْمُ الخل» بالإسكانِ.
          وفي حديثِ بَرِيرةَ: «وأُدْمٌ من أُدْمِ البَيتِ» [خ¦5097] الوَجهُ فيه السُّكون؛ لأنَّه إنَّما أراد به الواحدَ لا الجميعَ، لاسيَّما في الأوَّل، وإن كنَّا إنَّما ضبَطْناه عن شيُوخِنا فيهما بضمِّ الدَّال فيهما.
          وفي صِفة النَّبي صلعم: «ليسَ بالآدَمِ» [خ¦3548]، وفي صِفَة مُوسَى صلعم: «آدَم» [خ¦3239]، وكذلك في ولَد المُلاعَنة [خ¦5310] كلُّه بالمدِّ، وهو الشَّديدُ السُّمرةِ، وجمعُه: (أُدْم) بالإسكان]
، وفي الحديثِ: «مِن أُدْمِ الرِّجالِ» [خ¦3440] ساكن الدَّال.
          وجمعُ الأديمِ: (أدَم) بفتح الدَّال، وفي الحديثِ ذكر: «الأَدِيم» [خ¦5852] وهو الجِلدُ، وجمعه (الأَدَم) بفَتحِهما.
          وقوله: «فإنَّه أحْرَى أن يُؤدَمَ بينهما»؛ أي: يُوافَق ويُتمكَّن بينهما.
          28- وفي الحديثِ ذكر «الإِدَاوَة» [خ¦150] وهو آنيةٌ للماء، شِبهُ المِطْهرة.
          29- وقوله: «مُوْدَنُ اليَدَيْن»؛ أي: قصِيرُهما وناقِصُهُما، وسيُذكَر في الخِلافِ.
          30- قوله: «رجلاً مُؤْدِياً» [خ¦2964] ساكنُ / الهَمزةِ خَفِيفُ اليَاء؛ أي: قويَّاً، يُقالُ: أَوْدى الرَّجل قَوِي، ويقال مُؤْدِياً كامل الأداةِ من سِلاح وغَيرِه، و«علَيه أدَاة الحَربِ» [خ¦3995]، وأداةُ كلِّ شيءٍ آلتُه، والآدُ والأيْدُ القُوَّة، وقال النَّضرُ: المُؤدِي القادِرُ على السَّفر، وقيل: المُتهَيِّئ القادر المُعِدُّ لذلك أداتَه.


[1] ضبطت في الأصول بضبطين المثبت و: مَأدُبــة.
[2] هذا لفظ ورد في رواية ابن عدي في «الكامل»: 1/337، من مسند ابن عبَّاس☻، ورواية أبي نعيم في «صفة الجنة»: 31، من مسند أنس بن مالك ☺.
[3] لم أره في كتاب الأدب من صحيح البخاري، ولا في الأدب المفرد.