مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الهمزة مع الطاء

          الهَمزَة مع الطَّاءِ
          45- قوله: «وله أَطِيطٌ» [خ¦5189] هو صوتُ صريرِ المَحمَل إذا كان فوقَه ما يُثقِله، وهذا أحسَن ما قيل فيه، وقيل: الأطِيطُ أصواتُ الإبلِ، وقيل: صوتُها عند رَكضَتِها(1).
          46- قول مالك: «حتَّى يبدُوَ الإِطَارُ» قال أبو عُبيدٍ: هو ما بين قصِّ الشَّارب وطرف الشَّفة المُحيط بالفَمِّ، وكلُّ محيطٍ بشيءٍ فهو إطارٌ، ومنه: إطارُ الغِربَال، وهو الدَّائرُ به.
          قوله: «فأطَرْتُها بينَ نِسائي»؛ أي: قَطعتُها وشقَقتُها كما قال في الحديثِ الآخرِ:«فقَسَمْتُها»، وقال الهرويُّ وهو قولُ الخَطَّابيِّ: معناه قَسمتُها، من قولهم: طيَّرت المالَ بين القَومِ فطار لفُلانٍ كذا؛ أي: قُدِّر [له فصار له، وما قالاه عندي أظهَر، قال ابنُ دُرَيدٍ: الأطْرةُ قِصاصُ الشَّعر، فالفِعلُ منه على هذا أطَرْت، الهَمزة أصْلِيَّة، وعلى قول الهرويِّ زائدَة، ولذلك ذكَره في حَرف الطَّاء، وقد يكون أيضاً على هذا من الطَّرِّ وهو القَطعُ، ومنه طُرَّة الشَّعرِ، ومنه الطَّرَّارُ؛ الَّذي يطرُّ أطرافَ ثِياب النَّاسِ على ما صرُّوه فيها من نفقات]، والأطرُ أيضاً العطفُ، يقال منه: أطَرتُ الشَّيءَ أَأْطُره أطراً؛ إذا عَطَفته، وفي الحديث(2) : «فيَأْطُرُه على الحقِّ أَطْراً» .
          47- [قوله: «عند أُطُم بني مَغَالةَ» [خ¦1354] «الأُطُم» بضمِّ الهَمزةِ، واحدُ الآطامِ، ويقال أيضاً: إطامٌ بكَسرِ الهَمزةِ للواحدِ، وهو ما ارتفَع من البِناء، وهي الحُصُون أيضاً، وقيل: هو كلُّ بيتٍ مربَّعٍ مسطح، فـ «أُطُم بني مَغَالةَ» [خ¦1354] وغَيرِهم حِصْنُهم، ومنه: «حتَّى توارَتْ بآطَامِ المَدينةِ» يعني: أبنِيَتها، و«كان بلالٌ يؤَذِّنُ على أُطُمٍ»؛ أي: بناءٍ مُرتفع].


[1] كذا في الأصول، وفي «المشارق»: (كظَّتها)، والكِظَّةُ البِطْنة، كظَّه الطعامُ والشرابُ يَكُظُّه كَظَّاً إذا ملأه حتَّى لا يُطِيقَ على النَّفَسِ وقد اكتَظَّ. «اللسان» مادة [كظظ].
[2] زاد في (ن): «حتى يأخُذُوا على يدي الظَّالمِ ».